فيينا / السبت 01 . 02 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن مركز الاسلام الأصيل للثقافة والاعلام: ولادة الأقمار الشعبانية سلام الله عليهم مسيرة جهاد ورسالة: لقد شاءت قدرة الله سبحانه وتعالى أن تكون ولادات لثلاثة أقمار في شهر شعبان المعظم مرتبة حسب الترتيب العملي لسيرتهم سلام الله عليهم في مسيرتهم الجهادية والرسالية. فقد كان مفجر الثورة الإنسانية الإسلامية المحمدية في يوم عاشوراء هو الإمام الحسين عليه السلام، وحامل لوائها وقائد كتائب الأخيار ومسطّر كل فضيلة في أرض كربلاء هو اخوه العباس بن علي عليهما السلام، وحامل راية هذه الثورة وناقلها إلى العالم الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، الذي أشرف على هذا النقل بكل تفاصيله وجزئياته الذي كان ينفذها على أرض الواقع هو وعمته سيدة مخدرات أهل أرض زينب الكبرى عليها السلام. ولد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان وولد سيدنا العباس عليه السلام في الرابع منه وولد الإمام زين العابدين في الخامس منه، أليس هذا التسلسل بأيام الولادة هي مشيئة الله سبحانه وتعالى، كما كانت كل تفاصيل كربلاء وما جرى فيها من هذه المشيئة حيث يقول سيد الشهداء عليه السلام (شاء الله ان يراهن سبايا). يجب أن نستفاد من أيام المواليد والوفيات لائمة أهل البيت عليهم السلام وأن نجعل هذه المناسبات مصدر تأثير وتغير وتصحيح واندفاع الى حياة أفضل تقربنا لله سبحانه وتعالى وهذا التقرب يجلب لنا السعادة في الدارين، لأن كل حدث أو أمر أو كلمة أو فعل طلبه منا أهل البيت عليهم السلام أن نفعله له أثار دنيوية قبل أن تكون أخروية، وقد أرادوا منا (حسن الخلق، قضاء الحوائج، الابتسامة في وجه أخيك المؤمن، مساعدة المحتاج، الصدقات، إفشاء السلام، إغاثة الملهوف، العدل، نصرة الضعيف، الحلم , سعة الصدر)، فالمجتمعات الناجحة السعيدة لا تتكون إلا على قواعد إنسانية متينة، عندما تستند عليها يصبح وقوفها طبيعاً ومستمرا في دنيا الإغراءات والامتحانات والمتاهات.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (يس 40) “لا الشمس ينبغي” يسهل ويصح “لها أن تدرك القمر” فتجتمع معه في الليل، “ولا الليل سابق النهار” فلا يأتي قبل انقضائه، “وكل” تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم “في فلك” مستدير “يسبحون” يسيرون نزلوا منزلة العقلاء.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (يس 40) لفظة ينبغي تدل على الترجح ونفي ترجح الإدراك من الشمس نفي وقوعه منها، والمراد به أن التدبير ليس مما يجري يوما ويقف آخر بل هو تدبير دائم غير مختل ولا منقوض حتى ينقضي الأجل المضروب منه تعالى لذلك. فالمعنى أن الشمس والقمر ملازمان لما خط لهما من المسير فلا تدرك الشمس القمر حتى يختل بذلك التدبير المعمول بهما ولا الليل سابق النهار وهما متعاقبان في التدبير فيتقدم الليل والنهار فيجتمع ليلتان ثم نهاران بل يتعاقبان. ولم يتعرض لنفي إدراك القمر للشمس ولا لنفي سبق النهار الليل لأن المقام مقام بيان انحفاظ النظم الإلهي عن الاختلال والفساد فنفى إدراك ما هو أعظم وأقوى وهو الشمس لما هو أصغر وأضعف وهو القمر، ويعلم منه حال العكس ونفى سبق الليل الذي هو افتقاده للنهار الذي هو ليله والليل مضاف إليه متأخر طبعا منه ويعلم به حال العكس. وقوله: “وكل في فلك يسبحون” أي كل من الشمس والقمر وغيرهما من النجوم والكواكب يجرون في مجرى خاص به كما تسبح السمكة في الماء فالفلك هو المدار الفضائي الذي يتحرك فيه الجرم العلوي، ولا يبعد حينئذ أن يكون المراد بالكل كل من الشمس والقمر والليل والنهار وإن كان لا يوجد في كلامه تعالى ما يشهد على ذلك. والإتيان بضمير الجمع الخاص بالعقلاء في قوله “يسبحون” لعله للإشارة إلى كونها مطاوعة لمشيته مطيعة لأمره تعالى كالعقلاء كما في قوله: “ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ” (فصلت 11). وللمفسرين في جمل الآية آراء أخر مضطربة أضربنا عنها من أراد الوقوف عليها فليراجع المفصلات.
جاء في موقع السراج عن شهر شعبان المبارك ومواليد الأنوار عليهم السلام للشيخ حبيب الكاظمي: نبارك لكم هذه الایام المباركة من شهر شعبان هذا الشهر الذي یحمل عطاء كثیرا هو بنفسه شهر تتشعب منه الخیرات ومن هنا سُمي بشهر شعبان، شهر هو شهر النبي الأكرم صلی الله علیه وآله وسلم وبالاضافة إلی ذلك هذه المحطات النوریة من موالید الأطهار میلاد امامنا الحسین علیه السلام واخیه العباس وولده علی بن الحسین زین العابدین وفي منتصف هذا الشهر كلنا نترقب میلاد ذلك الامام الذي نُحشر تحت لوائه وننتظر دولته الكریمه، اذاً هذه المحطات محطات للتدبر والتأمل طالما قلنا أن مناسبات الائمة هي محطات للفرح والحزن ولادة واستشهاداً یفرحون لفرحنا ویحزننون لحزننا ولكن الفرح والحزن متعلق بالمشاعر وأنت في مكانك ساكت قد تفرح وقد تحزن ولكن هذا الفرح هذا الحزن إن تفاعل مع القناعة والفكر! الفكرة تمت المشاعر تفاعلت الأمر الثالث هي الحركة الجوارحیة أن تتحرك نحو الاهداف التي من أجلها خُلق ذلك المعصوم؛ من باب المثال أذكر هذا المثال اجعله في بالك ینفعك یوماً ما، عندما تزور سید السهداء مثلا أنت نظریاً معتقد بإمامته عارف بحقه طبعا عرفان الحق أدنی مستویاته متحقق فینا وهو أن تعلم أنه امام مفترض الطاعة؛ تأتي تحت القبة الشریفة تهیج أحزانك تنظر تارة للمصرع تارة لقبر علی الاكبر تتذكر الطفل الرضیع الذي یقال بأنه مدفون علی صدر والده المهم تتفاعل وقلما رأینا زائراً لا یتفاعل الآن انتهت الزیارة أين التأسي العملي وأنت تحت القبة؟ إذهب إلی الرأس الشریف وتأسی بالحسین علیه السلام في صلاته، في یوم عاشوراء عندما مطرت علیه السهام كالمطر وصلی صلاة الحرب كیف صلی الحسین علیه السلام! وأنت في مكان آمن بجوار الحسین علیه السلام، تخیل أنك مأموم والامام امامك كیف تصلي؟ هذا البكاء، هذا النحیب، هذه الزیارة، هذا المشي علی الاقدام، ترجمها في ركعتین خاشعتین، والا لو وقفت تصلي وأنت تذهب یمیناً وشمالاً كما كنت في أرض الوطن اذاً أين التأسي؟ تحت القبة قبل قلیل دموعك لم تنشف ولكن كبرت تفكر في طعامك وشرابك أين التأسي بالمعصوم؟ اذاً لابد من التأسي بهم ولهذا لو صلیت ركعتین خاشعتین عند الامام وأهدیت ثواب الزیارة له هذا العمل یُلفت نظره ویرد لك الهدیة بأضعاف مضاعفة، إن صلیت صلاة خاشعة قل یا مولای صلیت لك ركعتین خاشعتین هدیتي توقعي أن تعطیني هذه الخاصية في كل ایام حیاتي لا تحت القبة، في أرض الوطن اذا وقفت مصلیاً اجعل حالتي شبیهة للحالة التي كنت علیها في الحائر الحسیني، هذا دعائك. بعد هذه المقدمة أين التأسي بهم في هذه المحطات الثلاث؟ شاء الله عزوجل أن یتحفنا بهذه الانوار المباركة اتباعاً في شهر شعبان هذه الایام كربلاء بعكس ما في ایام عاشوراء ایام الحزن ولكن هذه الایام كربلاء تبتهج بالفرح والسرور، تارة بمیلاد سید الشهداء، بعده میلاد أخیه العباس علیه السلام وبعد ذلك الامام زین العابدین علیه السلام.
جاء في موقع الاعجاز في القران الكريم عن صبحي رمضان فرجي في مقالته أسرار الشمس بين الوصف القرآني وحقائق علم الفلك الحديث: “كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الأنبياء 33) قال تعالى: “لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (يس 40)، وقال: “وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ” (الزمر 5)، وقال:”وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الأنبياء 33)، وقال أيضاً: “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” (يس 38-39) يقول ابن جريررحمه الله في تفسير قول الله تعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الأنبياء 33). اختلف أهل التأويل في معنى الفلك الذي ذكره الله في هذه الآية، فقال بعضهم: هو كهيئة جديدة الرحى، ونقل هذا المعنى عن مجاهد وابن جرير (جامع البيان، للطبري 10/22). وقال ابن كثيررحمه الله في تفسير قوله تعالى: “كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”: أي يدورون، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، وقال مجاهد: فلا يدور المغزل إلا في الفلكة ولا الفلكة إلا بالمغزل، كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدورون إلا به ولا يدور إلا بهن (تفسير ابن كثير 3/285).
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات