الرئيسية / الأخبار / الهيمنة الأمريكية.. تهديد للسيادة الوطنية وإذلال للحلفاء

الهيمنة الأمريكية.. تهديد للسيادة الوطنية وإذلال للحلفاء

فيينا / الأثنين  03 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

لطالما شكّلت السياسات الأمريكية نموذجًا صارخًا للهيمنة والتدخل في شؤون الدول، سواء عبر الوجود العسكري المباشر الذي يفرض نفسه على سيادة الدول، أو عبر استخدام الحلفاء كورقة ضغط لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

فمنذ عقود، لم تتوانَ واشنطن عن فرض أجنداتها السياسية والعسكرية، غير آبهة بحقوق الشعوب ولا بمصالح الدول التي تزعم دعمها. وما بين الوجود العسكري الأمريكي في العراق، الذي يهدد سيادة البلاد واستقلالها، وبين أسلوب الإهانة الذي تتعامل به مع حلفائها، كما حدث مؤخرًا في لقاء ترامب وزيلينسكي، يتضح أن السياسة الأمريكية لا تؤمن إلا بمبدأ القوة والاستغلال، دون اكتراث لحلفائها أو احترام لشعوب الدول التي تدّعي مساعدتها.
*انتهاك السيادة
وبخصوص هذه الشأن أكد النائب عن كتلة صادقون النيابية، محمد البلداوي، أن التواجد الأمريكي في العراق يشكل تهديدًا للإرادة السيادية والسياسية في البلاد.
وقال البلداوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “التواجد الأمريكي على الأراضي العراقية مرفوض منذ البداية، ويجب استكمال الإجراءات التي بدأت بها الحكومة لتنظيم هذا التواجد وتقنينه”.
وأضاف أن “استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق يشكل خطرًا كبيرًا ويهدد السيادة والاستقلال السياسي للبلاد، ويجب العمل على إنهائه”.
وأوضح أن “الانحياز الأمريكي الواضح إلى الكيان الصهيوني يجعل من المستحيل أن يكون العراق في أمان في ظل استمرار هذا التواجد”.

الهيمنة الأمريكية.. تهديد للسيادة الوطنية وإذلال للحلفاء
الهيمنة الأمريكية.. تهديد للسيادة الوطنية وإذلال للحلفاء

*إهانة الحلفاء
وفي حين بين الكاتب والمحلل السياسي السوري، محمد شادي توتونجي، أن لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يكون بداية لتسوية سيئة في المستقبل، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء حمل رسائل موجهة إلى الأوروبيين الذين دعموا أوكرانيا بالمال والسلاح لمواجهة روسيا.
وقال توتونجي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “اللقاء بين ترامب وزيلينسكي تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، حيث أهان ترامب زيلينسكي أمام الكاميرات ووصفه بـ’الرئيس الغبي’، مشيرًا إلى أن ‘ترامب في ولايته السابقة كان قد أكد لحكام الخليج أن أمريكا هي التي تحميهم'”.
وأضاف توتونجي أن “هذا التصرف كان بمثابة رسالة للأوروبيين الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في دعم أوكرانيا ضد روسيا، دون تحقيق نتائج ملموسة”.
وأشار إلى أن “تصريحات زعيمة اليمين الفرنسي، مارين لوبان، التي اعتبرت أن صدام ترامب وزيلينسكي يكشف عن ضعف أوروبا، وأن أمنها أصبح تحت رحمة واشنطن”.
وتابع قائلاً: “أوروبا سمحت لجيوشها بأن تصبح ضعيفة، مما جعل صوتها لا يُسمع على الساحة الدولية. وأكد أن أي نظام يظن نفسه حليفًا لأمريكا، عندما ينتهي دوره الوظيفي، سيواجه مصيرًا مشابهًا لما واجهته الأنظمة السابقة مثل الشاه البائد، صدام حسين، وحسني مبارك”.
استمرار الهيمنة الأمريكية، سواء عبر فرض وجودها العسكري على دول ذات سيادة مثل العراق، أو عبر التعامل المهين مع حلفائها كما جرى مع أوكرانيا، يعكس حقيقة واحدة: واشنطن لا تعرف سوى لغة المصالح، ولا تتردد في التخلي عن أي طرف متى انتهى دوره الوظيفي. هذه السياسة العدائية لن تجلب الاستقرار، بل ستدفع المزيد من الدول إلى البحث عن تحالفات بديلة تعيد لها استقلال قرارها السياسي والعسكري بعيدًا عن الابتزاز الأمريكي المستمر.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً