فيينا / الثلاثاء 04 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
تشهد الساحة السياسية العراقية تطورات متسارعة مع عودة مصطفى الكاظمي إلى الواجهة، وتحركات عدنان الزرفي المثيرة للجدل، وتصريحات فائق الشيخ علي الاستفزازية، التي تستهدف بشكل مباشر الحشد الشعبي وقوى الإطار التنسيقي ، وفي ظل هذه التحركات، يثار السؤال: هل ستقف القوى السياسية موقف المتفرج أمام هذه المهاترات، أم أن هناك حراكًا جديًا لوضع حد لها؟
الكاظمي.. عودة بأجندة غامضة
عاد رئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي إلى المشهد بعد فترة من الغياب، وسط تساؤلات حول طبيعة هذه العودة، وهل تأتي ضمن مشروع سياسي جديد مدعوم خارجيًا، أم أنها مجرد خطوة إعلامية لاستعادة النفوذ؟
يواجه الكاظمي اتهامات من الإطار التنسيقي بكونه أداةً للمخابرات الأمريكية والبريطانية، حيث يُنظر إليه على أنه المسؤول عن تمرير سياسات مشبوهة خلال فترة حكمه، من بينها استهداف قوى المقاومة، وتهريب الأموال، وفتح قنوات للتطبيع غير المعلن.
الزرفي وأجندته السياسية.. مشروع أمريكي أم طموح شخصي؟
من جانبه، عاد عدنان الزرفي إلى تصدر المشهد السياسي بتصريحات تدعو إلى إعادة النظر في تركيبة النظام السياسي الحالي، وهو ما اعتبره البعض تمهيدًا لمشروع أمريكي يستهدف تفكيك القوى الشيعية، خصوصًا بعد فشل واشنطن في فرض حكومة موالية لها عبر الانتخابات الأخيرة، حيث يروج الزرفي لنموذج دولة بصناعة أمريكية، وهو خطاب يتماهى مع أهداف واشنطن في تقليص نفوذ الحشد الشعبي، القوة التي تعتبرها الولايات المتحدة العقبة الأبرز أمام إعادة فرض هيمنتها على العراق.
فائق الشيخ علي.. استفزازات متكررة وشيطنة ممنهجة
أما فائق الشيخ علي، فقد استمر في نهجه التصعيدي عبر تصريحات نارية تستهدف المرجعية، الحشد الشعبي، وحتى القوى السياسية المتحالفة مع الإطار. فائق، الذي لطالما تبنى خطابًا فوضويًا، يُتهم اليوم بتنفيذ أجندة تقوم على إثارة الشارع، وضرب الرموز الدينية والسياسية، وتحريض المجتمع ضد القوى السياسية وخاصة الإطار التنسيقي، في محاولة لإعادة سيناريو 2019 الذي انتهى بإضعاف النفوذ السياسي الشيعي وتكريس الفوضى الأمنية.
شيطنة الحشد.. الورقة الرابحة للمحور الأمريكي
المشترك بين الكاظمي والزرفي وفائق الشيخ علي هو استهداف الحشد الشعبي، الذي يعتبر الحاجز الأخير أمام مشاريع التطبيع الأمني والسياسي مع الولايات المتحدة. فمع كل أزمة، تُفتح ملفات ضد الحشد، وكلها تأتي في إطار مشروع تصفية قوى المقاومة خدمةً للمخططات الأمريكية والإسرائيلية في العراق والمنطقة.
ماذا سيفعل الإطار؟ هل يبقى العراق “حائط نصيص” أمام هذه التحركات؟
رغم تصاعد الهجمات السياسية والإعلامية ضد الإطار التنسيقي، إلا أن رد فعله لا يزال محدودًا، حيث يتذرع البعض بضرورة عدم الانجرار إلى صراع داخلي، بينما يخشى آخرون من مخططات ترامب .
والسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى يبقى العراق متفرجًا على هذه المشاريع الهدامة؟ وهل حان الوقت لتحرك حاسم ضد عملاء الداخل والخارج، أم أن سياسة ضبط النفس ستجعل البلاد عرضةً لمزيد من الفوضى؟
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات