الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 47): العيد في البصرة

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 47): العيد في البصرة

 فيينا / الثلاثاء 01 . 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

ذكرت كلمة عيد مرة واحدة في القرآن “ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا وآخرنا”، وكلمة مشتقة من عيد “لرادك إلى معاد”. ولكن هنالك آيات توضح الأعمال و الصفات التي يتحلى بها المعايد مثل “وليعفوا وليصفحوا”، “فصل لربك وانحر”، “ولا أعصي لك أمرا”، “ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس”، “قد أفلح من تزكى”، “فتبسم ضاحكا”، وغيرها.

تكملة للحلقة السابقة جاء في صفحة تراث البصرة: من ذاكرة البصرة القديمة: (ساحة الدواليب) دواليب المشراگ وانت تتجول في وسط جمهور ملون بملابس العيد بين صغار يقودهم اب.. او ام او احد الجيران. متطوع لطيبة وثقة الناس بعضهم البعض آنذاك وتكاد تتملص من ازدحام كتل الصبية والرجال وكثير من النشالين.. لتعبر إلى صريفة القصب المستطيل اصرارا منك لرؤية الرأس المقطوع يتكلم كنا نعجب ولم نفكر يوما إنها حيلة ساذجة.  وهو عبارة عن كشك من القصب له باب مفتوح تغطية قطعه من القماش  (برده) يقف عنده شخص يستلم أجرة الدخول لتجد أمامك الساحر الذي   يأتي بانبوب اسطواني فارغ ويسده أمام أنظارنا وعندما يفتحه يسحب منه سلسله طويله من مناديل القماش الملونة ويقفز منه ارنب ثم تطير منه حمامه والبيضات يمشين (يس يم) وغيرها من الالعاب العجيبة هذا وسط دهشتنا  وتصفيقنا ثم نفاجأ برعب برأس مقطوع معلقاً من ضفائره وهو يهتف  (بسمك ياشعب) ونردد وراءه بحماس وبراءة الطفولة (يحكم المهداوي)  وينتهي المشهد الساحر وتتكرر أحلى المشاهد هكذا طيلة أيام العيد وكان يقوم بدور الساحر عبد الرزاق وهو نجار يسكن محلة باب الزبير زقاق شيخ حبيب  وأما من يقوم بدور الرأس المقطوع فيدعى شعبان  وفي مساء آخر يوم العيد تسمع اصوات هنا وهناك تنطلق في ساحة الدواليب: (بأچر الأرض ملحه) يعني غداً ينتهي العيد ويأتي الغد وينتهي العيد وتأتي أعياد بعدها أعياد لكننا لم نذق طعما لها مثل طعم عيد البصرة القديمة زمن الحب والبراءة  في (ساحة الدواليب)  التي اندرست لكنها تصر على الوقوف بعناد في ذاكرتنا  وكل عام وانتم بخير.

جاء عن موقع براثا دراسات العيد في القران وتحقيق جهد المؤمن والوحدة للشيخ محمد الربيعي: العيد في القران: “قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا و آية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين” ان المتتبع لآيات القرآن الكريم سيلاحظ ان كلمة العيد ذكرت بالقران مرة واحده، و في آية واحدة في سورة المائدة، و التي عرضناها صدر الكلام اعلاه. محل الشاهد: عند تتبع الايات و الحوارات القرانية بصدد حادثة الاية اعلاة، يظهر جليا ان معنى العيد، هو طلب التكرار و الرجوع لاستذكار تلك النعمة التي كانت سببا للانتصار، فالنص يتحدث عن اية من السماء طلبها الحواريون من النبي عيسى ليأكلوا منها و ليذهب عنهم الريب و تطمئن قلوبهم بالإيمان و بصدق هذا النبي و بذلك طلب النبي عيسى عليه السلام، ذلك و قال بنهاية الطلب تكون “لنا عيدا”، و المقصود هنا أن تكون المائدة ذكرى يرجعون اليها ليذكروا ما عاهدوا الله عليه و بالذي طلبوه هم و اخذ ميثاقهم بالايمان و التصديق، و الفرحة هنا هي الكرامة الالهية الممنوحة لهم من قبل الله عزوجل. اذن العيد بالمقصود القرآني هو: العودة و الرجوع الى المنحة الى النصر الإلهي المتحقق بفضل الله عزوجل. و هذا المعنى اكده الامام علي عليه السلام عندما قال (إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه و قيامه)، بمعنى انك تكون في عيد لانك استطعت ان تعيش الانتصار و تنتصر على نفسك الامارة بالسوء و على الشيطان و هجر المعاصي، بما منحه الله لك و وفره لذلك الانتصار وهو فريضة الصوم. و من هنا كانت الفرحة للمؤمن بما يمنحه الله من فرصة لطاعته و تكون هي أمنيته وأمنية الاجيال ان يعيشوا استحقاق الرجوع في كل عام تلك النعمة و هي الصوم لينالوا فرحة الانتصار بفضل الدعم الإلهي لهم. و بذلك يرتفع معنى العيد (ليشمل كل منحة كل انتصار من الله لك في كل تكليف تنجزه)، فأكيدا فما بعده ذلك الاداء المتكامل و المستوفي لكافة شروطه وقواعده يكون عيدا، وهذا المعنى ايضا بينه الامام علي عليه السلام عندما قال: (كل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد)، أي كل يوم تخوض فيه التكاليف الشرعية الواجبة عليك و التي فيها نفعك و نفع مجتمع وتؤديها فبعدها تكون أنت في عيد وفرح ذلك الانتصار المبين الذي تكون فيه قريب من جنة النعيم. فمعنى العيد ليس ابتهاجا لعصيان الله و نسيان نعمة إنما هو التذكرة أن بما فيه انت من انتصار من نعم هو لنعمة سبقت ودعمتك فانتصرت.

جاء في موقع شفقنا عن البصرة على موعد مع فطور صباحي يؤكل لمرة واحدة في السنة: ي كل عام وبعد نهاية شهر رمضان يبدأ البصريون بطقوس إعداد أكلة “المسموطة” التاريخية والتي تمتد لآلاف السنين، وما زال أهل البصرة يحافظون على هذا الإرث عبر عمليات معقدة تمر بها أصناف متعددة من الأسماك للوصول إلى مرحلة طبخها وأكلها صباح أول أيام عيد الفطر. تاريخ “المسموطة”: يقول الباحث والمؤرخ صباح الجزائري، لوكالة شفق نيوز، إن “المسموطة تمثل جزءاً من تراث البصرة ومناطق جنوبي العراق، وترتبط ذاكرتها بحضارة بلاد الرافدين القديمة، ورغم مرور الأزمان والسنين إلا أنها ما زالت تحافظ على نفس طريقة الإعداد والتحضير ولم تتغير رغم تعاقب الحضارات”. ويضيف “تاريخ المسموطة يعود إلى حضارة ما بين النهرين القديمة وقد نشأت في مناطق الأهوار، حيث كانت تُعتمد هذه الطريقة في خزن الأسماك لاسيما بعد وفرة الصيد، وكانت النساء تختص بإعدادها عبر تنظيفها وتمليحها بأملاح خشنة وإضافة بعض التوابل وتعلق الأسماك على شريط ليتم تعريضها للشمس لمدة شهر أو أقل حتى تتيبس ومن ثم يتم تخزينها في أوعية طينية”. طريقة إعداد “المسموطة”: بدوره يوضح صانع وبائع سمك “المسموطة”، أبو وسام، لوكالة شفق نيوز “عملي بهذه الأكلة يمتد لسنين طويلة منذ العام 1967 وعملية إعدادها تتطلب جهداً يبدأ منذ بداية شهر رمضان حيث نجمع الأسماك بمختلف أنواعها النهرية والبحرية مثل (الكَطان، والضلعة، والسمتي، والشلك، والخشني، والبني) ونبدأ بغسلها وتنظيفها جيداً ورش الملح الخشن في داخلها، مع التوابل المخصصة”. ويبين أن “المرحلة الثانية تبدأ بتعليق الأسماك وتعريضها للشمس لفترات مختلفة تبدأ من عشرة أيام إلى ثلاثين يوماً وكلما زادت الفترة أصبح الطعم أكثر تأثيراً وأطيب مذاقاً، ويفضل الناس أسماكاً دون أخرى وهذا الأمر تتميز به البصرة دون غيرها من المحافظات الجنوبية، كونها تحتوي على أنواع مختلفة نهرية وبحرية”. ويشير أبو وسام، إلى أن “طبخ المسموطة يستمر لأكثر من 20 دقيقة يوضع معها البصل والطماطم والليمون المجفف (نومي بصرة) والملح والتوابل وتؤكل وهي جافة بعد أن يصبح ماء طبخها أصفر اللون مائل إلى الإحمرار ورائحتها مميزة ويتم التعرف عليها من بعيد حتى أنك حين تمّر بإحدى المناطق السكنية تعرف أي البيوت يطبخ المسموطة لانتشار رائحتها”. مبيعات مرتفعة: ويؤكد أبو وسام “خلال يومين فقط تم بيع أكثر من خمسة أطنان من أسماك المسموطة وهذا العدد يشمل مبيعات محالنا فقط، ولو أحصينا باقي المحال التي تبيعها وأعداد الناس الذي يعدونها في منازلهم لوصل العدد إلى مئات الأطنان من الأسماك المجففة والمعدة بهذه الطريقة”. ويتابع “ظاهرة بيع المسموطة في أسواق السمّاكة بدأت تنتشر مؤخراً حيث كان سابقاً البصريون يعدونها في منازلهم وفق طقوس معينة يشترك بها أكثر من بيت وعائلة، وتوزع في صباح يوم العيد بين الأهل والأقارب وتؤكل مع الخبز والارز”.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً