أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / فضيحة “الدبلوماسية المظلمة”.. كيف كُشفت زيارات عراب السوداني السرّية إلى الجولاني؟
صورة الارهابي الجولاني الحقيقية...

فضيحة “الدبلوماسية المظلمة”.. كيف كُشفت زيارات عراب السوداني السرّية إلى الجولاني؟

فيينا / الأربعاء  11. 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

في تطور لافت أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، كُشف مؤخراً عن زيارات سرية قامت بها شخصيات عراقية رفيعة مقرّبة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني . 

من بين أبرز هذه الشخصيات، برز اسم عزت الشابندر، السياسي المعروف بدوره في الملفات الخلفية، والذي زار الجولاني مؤخراً بعيداً عن أعين الإعلام والجهات الرسمية.

هذه الزيارات، التي جرت في ظروف غامضة ومن دون إعلان رسمي أو تغطية دبلوماسية، طرحت تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقات بين بعض الجهات في الحكومة العراقية الحالية وجماعة الجولاني ، كما أعادت فتح ملف “القنوات الخلفية” التي لطالما شابها الغموض والريبة.

فصول الزيارة السرّية: من بغداد إلى إدلب وسوريا عبر العرّابين

وفق مصادر مطلعة، فإن زيارات المبعوثين العراقيين لمناطق الجولاني لم تتم عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، بل جرت عن طريق وسطاء و”عرّابين” من رجال الأعمال وشخصيات عشائرية تتنقل بين العراق وسوريا وتركيا، في مسارات بعيدة عن رقابة الدولة.

زيارة عزت الشابندر الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها، لكنها كانت الأبرز والأكثر وضوحاً، حيث التُقطت صور له وهو يجتمع مع الجولاني ، الأمر الذي أثار صدمة في بعض الدوائر السياسية العراقية، خصوصاً وأن الجولاني لا يزال مصنفاً إرهابياً من قبل الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى.

لماذا هذا التواصل غير الشفاف؟

تثير هذه التحركات أسئلة حرجة:

 1. لماذا لا يتم التواصل عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية؟

ما يجري يدل على وجود أجندات خفية، سواء لتبادل مصالح أو ترتيبات أمنية تخص الحدود أو ملف المقاتلين الأجانب.

 2. هل يتصرف هؤلاء المبعوثون بتكليف مباشر من السوداني؟

رغم عدم وجود إعلان رسمي، إلا أن طبيعة الشخصيات التي تزور تشير إلى غطاء سياسي واضح على أعلى المستويات.

 3. ما الدور الذي يلعبه الوسطاء والعرّابون؟

هؤلاء يشكلون جسراً غير رسمي لتبادل الرسائل والضمانات بين بغداد والجماعات المسلحة، في إطار صفقات قد تتعلق بتوازنات إقليمية أو ملفات محتجزة.

لماذا كشف الجولاني الستار الآن؟

ربما السؤال الأهم هو: لماذا قرر الجولاني كشف صور هذه اللقاءات؟

يُرجّح أن ذلك تم لأحد سببين:

 • رسالة سياسية للداخل والخارج: الجولاني أراد أن يُظهر نفسه كفاعل سياسي شرعي قادر على التفاوض مع حكومات قريبة او بعيدة .

 • ورقة ضغط على بغداد: في ظل ترتيبات إقليمية متسارعة تشمل سوريا، ربما أراد الجولاني أن يستخدم هذه الورقة لتحسين موقعه في مفاوضات قادمة، سواء مع الأتراك أو مع أطراف دولية.

السوداني على مفترق طرق.. الشفافية أم الانكشاف؟

إن انكشاف هذه الزيارات يضع حكومة السوداني أمام تحدٍّ مزدوج: 

داخلي من حيث فقدان الثقة الشعبية والسياسية، وخارجي من حيث خطر تصنيف بعض علاقاتها على أنها دعم لجماعات إرهابية متهمة بسفك دماء العراقيين . 

فهل ستضطر الحكومة إلى توضيح هذه التحركات؟ أم ستتجاهلها كما حدث مع ملفات مشابهة في الماضي؟

في كل الأحوال، أصبحت الدبلوماسية السرية أداة ذات حدّين: إما أن تُنجز بها ترتيبات دقيقة، أو أن تنفجر في وجه من يمارسها.. تماماً كما حدث في “إدلب”.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً