السيمر / فيينا / السبت 27 . 06 . 2020
عزيز الخزرجي
Michel Gastinوصلني من البروفيسور
ألأستاذ في جامعة دلهي وآلذي يتقن عدّة لغات سؤآل هامّ عن وجهة نظري في عقيدة الفرقة (النصيّرية):
أحببتُ مشاركة سؤآله مع جوابنا ليستفيد الجميع منه, و آلسؤآل هو:
[السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. أستاذنا الفاضل .سؤال:
ما هو رأيك بالرّساله الرستباشيه للخصيبي. أقصد مؤسس الفرقه النصيريه].
و جوابي له كان آلتالي:
بإختصار شديد أيها البروفسور العزيز:
لا أؤيّد و لا أثني ولا أؤمن بآلرّسالة الرستباشية ؛ لأنّها رسالة أرضيّة ناقصة, لكني أعطيهم ألحقّ من جانب عقيدتهم لسببين:
الأول: لأنهم من آلبشر ألأحرار وإعتقدوا بهذا المذهب ألعقائدي أو (الرسالة) عندما ولدوا و رأووا آبائهم يعتقدون بها فسارأكثرهم على نهج مَنْ سبقهم و الناس عادة ما لا يتحققون من عقائدهم إلا العلماء منهم فقط كما تعلم, و الباقين منهم يؤمنون بآلتقليد أو مسايرة إمام المسجد أو الأبوين و المربين, لكني رغم هذا أحترم كلّ عقائد البشر و ثقافاتهم و عاداتهم و ليس لي و لغيري الحقّ في الحكم و الأقتصاص منهم أو من غيرهم, لأن كل إنسان حُر بتفكيره و لا يجوز فرض الدّين أو الآراء عليه بآلقوة أو العنف (لا إكراه في الدِّين) لأنها قضية قلبية وجدانية يتعلق بآلعمق الأنساني و بآلأدلة و القناعات التي توصل إليه.
ألثاني: لأنّهم قاتلوا أجرم خلق الله و هم (ألدّواعش) الوهابيّة ألمختلطة, ألذين ذبحوا الناس حتى الطفل الرضيع و الصّبي و الشاب و آلعجوز و المرأة بينهم, حيث ساندوا بأفعالهم الإجرامية تلك أعتى الدول العنصرية المعروفة ..
و الذي آلمني أكثر أنهم – أيّ الدّواعش – إعتبروا المرأة “سبيّة” يحق لهم التصرف بها كيفما يشاؤون و أن يفعلوا بها كل شيئ لأنها ملك لهم حتى بيعها في سوق النخاسة وفعلوا ذلك بجانب أفعالهم التي يندى لها حتى جبين حتى الحيوانات الوحشية!؟
و هناك أسباب كثيرة لا مجال لتفصيلها و لعلك كعالم و أكاديمي تعرفها أو سمعت بها, و بما جرى في سوريا و العراق و غيرهما؟
أمّا أصل قصّة (ألعلويون) فهي بإختصار شديد أيضا:
أنهم حين شهدوا الأمام عليّ(ع) و هو سيّد العدالة الكونيّة بعد الله و رسوله: حين شهدوا بأنّه أحيا الشّهيد الذي قطع الأعداء رأسه في أحد معارك صفين بعد ما أوصت الأمام عليّ(ع) بأن يرجعه سالماً لأنه الأبن الوحيد لها .. و كذلك ردّ الشمس من المغرب للمشرق للصّلاة بسبب حدّة المعارك و شراستها وقتها حيث طال حتى الغروب ولم يصلي بعض المسلمين صلاتي العصر و الظهر و غيرها من المعاجز التي صعبت حتى على الأنبياء و المرسلين الأتيان بها سوى نبينا محمد؛ لذلك آمنوا بأنّ عليّ بن أبي طالب هو الرّب بسبب تلك المعاجز الكونيّة .. و حين حذّرهم الأمام من تلك البدعة و قولهم بإلوهية الأمام .. قالوا: إنك الله لا غير و إلّا كيف يستطع بشر أن يفعل ما فعلت؟
ثم قال لهم الأمام سأقتصّ منكم على دعوتكم هذه لأنها شرك بآلله!
قالوا له: إفعل بنا ما تشاء فأنت الرّب و لك آلحكم و الخيار فيما تفعل بنا و نحن فرحون بحكمك!؟
و لذلك حاربهم و قتلهم جميعاً و إستطاع أن ينجوا منهم بعدد الأصابع .. فتسببوا فيما بعد بنشأة الفرقة التي تفضلت بآلاشارة إليها و تكاثروا .. و إنتشروا و لا يزال الكثيرين منهم يعيشون في العراق و النهروان و في مدينة (كرند) ألأيرانية و في تركيا و غيرها ..
ملاحظة أخيرة و بإختصار أكثر من الشديد:
ألعلوويون اليوم قد إختلفوا عن علويّوا الأمس, خصوصاً في سوريا و حتى في بلاد ما بين النهرين و (إيران) و كذلك (تركيا), حيث بدؤوا يؤمنون بآلله و بآلرّسول و بعليّ عليه السلام كوصي من بعد الرسول(ص), و بدأ بعضهم يحترم حتى بعض صحابة الرسول(ص).
محبتي لك أيها الصديق ألعالم و الباحث و المحب للحقّ .
و أخيرا أختم كلامي ببيت شعر :
ها عليّ بشر .. كيف بشر؟
ربّهُ فيه تجلّى .. و ظهــر !
ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي
للأطلاع على بعض كتبي عبر الرابط التالي: