الرئيسية / مقالات / الدولة والمليشيا من منظور آخر

الدولة والمليشيا من منظور آخر

السيمر / فيينا / الاثنين 30 . 08 . 2021 

أحمد الحربي جواد 

 (ربما لم يتصور الكثير أن أهم درس من هذه الحرب، هو أساس ومفهوم (المليشيا)، وليس قانون تحرير العبيد)، الحرب الأهلية الأمريكية 1865.

ابدأ من حيت أنتهت الحرب الأهلية الأمريكية (استمرت الحرب الأهلية 4 سنوات من العام 1861-1865)، بهزيمة الولايات الكونفدرالية (الجنوبية) وانتصار ولايات الشمال المتحدة، وإخضاعها لحكم جنرالات الشمال بقيادة الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن، وتم اعلان تحرير العبيد وضم الولايات المنفصلة الى الاتحاد.

السؤال هو هل المطالبة بحقوق العبيد وتوحيد الولايات هو السبب الحقيقي للحرب؟ قد يفاجئ الكثير بالجواب وذلك لكثرة التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية آنذاك ووجود أطرف عدة في الصراع للسيطرة على القارة الجديدة كما كان يطلق عليها، الجواب(لا).

الحرب بدأت بشكل عام بسبب اقتصادي، زراعة القطن والغلال الأخرى المسيطر عليه من ولايات الجنوب، ويعمل في هذا المجال من العمالة السوداء (العبيد) نسبة (49%) ومن العمالة البيضاء (51%) كما كان يطلق عليهم، وبالتالي فسبب الحرب الرئيس ليس كما هو متعارف عليه (تحرير العبيد).

بدأت الحرب بانفصال سبعة ولايات جنوبية وازداد العدد الى أحد عشر ولاية، كان هناك تداخل حدودي في عدد من والولايات الشمالية والجنوبية، وولايات محايدة وأخرى داعمة غير مشاركة؛ من هنا ندرك حجم التعقيد في تلك الحرب.

تم تسمية القوات المقاتلة (الغير نظامية) بصف الولايات المنتصرة الشمالية ب (قوة المارشالات) وأصبح لها لديها الغطاء الشرعي القانوني، متمتعة بامتيازات الغازي والمنتصر في كافة الولايات، مع إن تلك الحرب كانت ضمن أبناء البلد الواحد والاختلاف كان اقتصادي في الدرجة الأولى وفكرياَ ثانيا، فليس هناك حروب تحرير أو مقاومة محتل من الخارج.

أخذت فكرة المليشيات بالانتشار السريع والتطور، حسب مقتضيات وجودها، فأصبحت مٌعتَمدة من قبل التحركات التحررية في العالم، وأصبح دورها هو الدفاع عن الحرية ومقارعة الاحتلال والاستعمار.

 خير مثال على ذلك المليشيا الروسية التي تشكلت أذ بان الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، عندما وجدت الحاجة أليها في جبهة (ستالينغراد) بصف الجيش الروسي ومن يستطيع أن يحمل السلاح (نساء رجال شيوخ) بالضد من الجيش السادس الألماني، حيث تم أيقاف تقدمه نحو العاصمة الروسية ودحروه بعد ذلك، فاستحقوا بذلك ميزات المنتصر.

تكررت التجربة في الدول العربية عند مقارعتها الاستعمار الأوربي، وخير مثال على ذلك ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني، وحركة مقاومة الاستعمار الإيطالي في ليبيا بقيادة (شيخ المجاهدين عمر المختار)، المقاومة الشعبية في (بور سعيد1956) ضد العدوان الثلاثي على مصر.

من هنا نجد أن للمنتصر في معظم أنحاء العالم وبمختلف المسميات (المليشيا، الفصائل، …) مفهوم أخر، يحدده موقفه بالدفاع عن أرضه وشعبه ومعتقداته.

فيكون جزء من الدولة والنظام حاميا له ويعامل كبطل كما يستحق، بعد أن دفع بحياته عن موقفه المشرف، كما ويستحق من شعبه كل تقدير واحترام.

واليوم يتكرر الموقف لدينا في، فنجد أن من كان يدافع الأمس عن أرضه وعرضه وشرفه من شباب وشيب ونساء كل من موقعه، ينتقد اليوم بهجمة إعلامية شرسة ممنهجة مدفوعة الثمن، كذلك هناك الكثير من المحاولة الفاشلة لتغطية إنجازاته المشرفة.

أما من لديه وجهة نظر أخرى، فأجد أن من المناسب ان يراجع نفسه والتاريخ.

اترك تعليقاً