السيمر / الخميس 21 . 07 . 2016
نـــــــــــزار حيدر
أَوّلاً؛ لانّ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية هو المسؤول الاول عن كلّ الارهاب الذي يشهدهُ العراق منذ سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحدّ الان، عندما واصل فقهاء بلاط (آل سَعود) والحزب الوهابي إصدار فتاوى التّكفير التي تُحرّض على الارهاب تغطّيها أموال البترودولار والاعلام الطّائفي.
ولهذا السّبب ينبغي على الرّياض ان يكون لها حصّة الأَسد من مُجمل المبالغ المزمع جمعها في صندوق إِعادة بناء المناطق التي تضرّرت من الارهاب في العراق، وتحديداً في صلاح الدّين والرّمادي والموصل لاحقاً قريباً.
ثانيا؛ أَوليس نظام القبيلة الفاسد يدّعي انّهُ الحامي والمُدافع عن المكوّن السنّي في العراق؟ أولم يُعيِّن نَفْسَهُ مُدافعاً عَنْهُ طُوال المدّة الماضية، وتحديداً منذ ان خَسِر السّلطة المطلقة في بغداد؟! أولم يبرّر تدخّلاته السّافرة والوقحة في الشّأن العراقي بذريعة دفاعهِ عن سُنّة العراق؟ أولم يصمُّ آذان العالم بصرخاتِ الاستغاثة والنّجدة لحماية سُنّة العراق بدعوى تعرّضهم للتّهميش والاقصاء وما الى ذلك؟! فلماذا لا يُبادر الآن لتحمّل نفقات اعادة بناء مناطقهِم التي اغتصبها الارهاب فدمَّرها تدميراً ليساهم في اعادة أَهلها الى بيوتهِم وأملاكهِم وعشائرهِم؟! ليُساهم في تأهيلهم ورفع التّهميش عنهم؟! فبدلاً من ان يبعثَ لهم بالارهابيّين والقتلة والمجرمين والسفّاحين والذّبّاحين ليدمّروا نسيجهم الاجتماعي ويقضوا على أسباب الحياة ويغتصبوا أَعراضهم ويعتدوا على شرفهم! فليبادر اليوم لتقديمِ يدِ العون والمساعدة لهم ليبنوا ما دمّرهُ الارهاب الأعمى الذي حاضنتهُ الاساسيّة نظام القبيلة الفاسد وممرّاتهُ الآمنة تمرّ من أَنقرة الشّريك الأساس للرّياض في كلّ جرائم الارهابيّين؟!.
ليَصدُق نظام (آل سَعود) ولو مرّةً واحدةً بشعاراتهِ المُخادعة التي يتستّر بها ليدعم ويحتضن ويحمي الارهاب؟! لِيصدُق ولو مرّةً واحدةً مع ضحاياه (المكوّن السنّي) الذي صدَّق شعاراتهُ وانخدعَ بوعودهِ ونفاقهِ عندما اعتقدَ انّ الرّياض حليفهُ وأنها محروقةَ القلبِ على معاناتهِ وعلى ما يتعرّض لهُ من تهميشٍ مزعوم!.
ثالثاً؛ تقول الرّياض انّها عضوٌ فعّالٌ في التّحالف الدولي على الارهاب الذي تقوده واشنطن! وهي تقول انّها من أَكثر دول العالم حرصاً على الانتصار في الحرب على الارهاب! وتقول انّها حريصةٌ على تحرير العراق من الارهاب! وتقول انّها من أَكثر الدُّول المتضرّرة من الارهاب! وتقولُ وتقولُ! فلماذا لا تصدِّق كلّ هذه الادّعاءات بخطوةٍ ملموسةٍ وَاحِدَةٍ فقط ليصدّقها المغفّلون الذين يظنّون بالفعل انّ نظام القبيلة الفاسد هو كذلك؟! لماذا لا تَكُونُ الرّياض المساهِمة الفعّالة الاولى في صندوق إِعادة الإعمار الذي سيجمع تبرّعات الحلفاء الذين يحضرون مؤتمر واشنطن الحالي؟!.
من جانبٍ آخر، ينبغي ان يكون الوفد العراقي لهذا المؤتمر واضحٌ جداً في مطاليبهِ فلا يظلّ كلامهُ زِئبقياً وفلسفياً لا يُغني ولا يُسمن من جوع، فالعراق الذي يعتقد قادتهُ انّهُ يُقاتل الارهاب بالنّيابة عن كلّ العالم، وتحديداً عن دول المنطقة والدّول الإقليميّة، عليه ان يطلب من العالم دفع الاستحقاقات كاملةً سواء من مصروفات الحرب على الارهاب او التّسليح والدّعم اللّوجستي والاستخباراتي أَو على مستوى الدّعم المطلوب لاعادة بناء المدن والمناطق التي تضرّرت بالارهاب.
ينبغي على الوفد ان يطلب من المؤتمر ومن راعيهِ تحديداً الذي يقود التّحالف الدّولي، واشنطن، ان يُمارس كلّ انواع الضّغط على حلفائهِ في المنطقة وعلى رأسهم الرّياض والدّوحة وأنقرة؛
١/ لوقفِ كلّ أَنواع الدّعم للارهابيّين!.
٢/ تسليم تفاصيل خرائط تشكيلاتهم الى بغداد! خاصَّةً من أَنقرة التي ظلّت الممرّ الآمن للارهابيّين على مدى خمسة أعوام تقريباً، فهي تعرف تفاصيل هذه الخرائط أَكثر من غيرها، ليسهل على بغداد القضاء عليهم بأَقلّ الخسائر الماديّة والمعنويّة وفي الأرواح!.
٣/ لتقديم كلّ انواع الدّعم الذي تطلبهُ بغداد منهم في هذه الحرب العالميّة بوجهٍ من الوجوه! وبالتّنسيق الكامل معها.
٤/ ان يُساهم الجميع وعلى رأسهم الرّياض والدّوحة في صندوق إِعادة الإعمار، فهُما تحديداً سبب كلّ أَنهار الدّم التي أُريقت في هذه الحرب والارواح التي أُزهِقت والأعراض التي انتُهِكت وسبب كلّ الدّمار الذي لحِق بالعراق وعلى مختلف الاصعدة بسبب هذه الحرب.