السيمر / فيينا / الجمعة 05 . 01 . 2024
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن المعركة التي تخوضها المقاومة على الحدود الجنوبية وعملياتها التي تستهدف جيش العدو الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة تثبّت معادلات الردع مع العدو الصهيوني، وخلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة رحيل فقيد الجهاد والمقاومة الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في حسينية السيدة خولة (ع) في بعلبك، اعتبر سماحته أننا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا المحتلة، وأمام فرصة لتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد.
سماحته أكد ان الميدان هو الذي سيردّ على العدوان الصهيوني الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري ورفاقه، وأن هذا الرد آت حتمًا ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة، لأن هذا يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيات ستصبح مكشوفة.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق بفتح جبهتها نصرة لغزة أن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية للتخلص من الاحتلال الأميركي ومن هذا الكذب والزيف والتضليل الأميركي.
إلى ذلك، شدد الأمين العام لحزب الله على أن اليمن اليوم يزداد عزًا في العالم العربي والإسلامي، وأن خروج الشعب اليمني في مظاهرات وجّه رسالة يجب أن تفهمها كل الإدارة الأميركية وكل من يهددون اليمن، بأهن لا يواجهون حكومة ولا دولة ولا جيش إسمه أنصار الله، بل هم يواجهون عشرات الملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمحتلين.
وأعرب السيد نصر الله عن اعتزازه وافتخاره بأهالي الشهداء والمضحين في جنوب لبنان، لافتًا إلى أن هذه المعكرة اليوم بدأت من أجل فلسطين لكنها أيضا هي من أجل كل حبة تراب من جنوب لبنان خصوصا جنوب الليطاني، متوجهًا إلى أن المقاتلين الذين هم من جميع مناطق لبنان بالتحية والتقدير والدعاء بالنصر والدعاء أن يسدد الله كل رمياتهم ويوفقهم ليصنعوا بأيديهم وقبضاتهم وأنفاسهم الطاهرة وبدمائهم هذا النصر الذي نتطلع إليه جميعا.
عن صاحب المناسبة الحاج “أبو سليم”
بداية توجّه سماحته بالعزاء إلى الجمهورية الإسلامية في إيران بشهداء وجرحى التفجير الإرهابي في منطقة كرمان، كما توجه إلى “أخواننا في العراق الى المرجعية العراقية الرشيدة والحشد الشعبي والشعب العراقي بشهادة القائد الحاج أبو تقوى من خلال العدوان الأميركي المباشر على سيارتهم”.
السيد نصر الله تحدث عن بعض من سيرة الراحل قائلا “نشهد أنك أيها الحاج الفقيد العزيز كنت مطيعا لله ورسوله والذين آمنوا، أجدد تعزيتي لكم جميعصا للحضور الكريم لأهلنا في البقاع لأبناء وجمهور المقاومة وبالخصوص لعائلة الفقيد الشريفة فردًا فردًا”.
وأضاف “منذ أن عرفناه نعرفه بأبو سليم، شهادتي فيه هي شهادة حسّية، أنا عرفته منذ ان كنا شبانًا عام 1978، ومنذ الساعات الأولى لتعارفنا نشأت علاقة أخوّة وصداقة ومودة ومحبة كبيرة وثقة كاملة، منذ بداية شبابه كان مجاهدًا وعملًا وحركيا وثائرًا”.
وتابع “بداية تعارفنا عندما التحقت بالحوزة العلمية في بعلبك، كما هو معروف بالتنسيق بين السيد عباس الموسوي رئيس المدرسة الدينية والأخ العزيز السيد أبو هشام الذي كان المعني الأول بتنظيم حركة أمل في البقاع آنذاك، صار التنسيق للعمل التبليغي في البلدات.. التقينا في أول مجموعة، كنا نذهب الى البلدات في الليالي أنا والحاج أبو سليم في سيارة واحدة يقودنا أحد الاخوة الأعزاء، وكنا نذهب من بلدة إلى بلدة وكانت مسؤوليته تقديم التحليل السياسي ومسؤوليتي أن أقدم المحاضرة الدينية والثقافية”.
وأردف “نشأت علاقة وطيدة بينه وبين الشهيد السيد عباس الموسوي، من علاقته الروحية مع الإمام السيد موسى الصدر نشأت علاقة مع الإمام السيد محمد باقر الصدر، عندما استشهد الإمام الشهيد تأثر الحاج كثيرًا بشهادته وبكاه كثيرا وبقي لسنوات في الجلسات الداخلية كان يردد تلك القصيدة الخالدة الخالدة “باقر الصدر منا سلامًا..””.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الراحل “تفاعل بقوة مع الثورة الإسلامية في إيران”، مضيفًا “هذا المسير للحاج أبو سليم ولكل أخ وأخدت منا مع الامام موسى الصدر مع السيد عباس الموسوي مع الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، هذا الطريق يوصل حكما إلى الإمام الخميني.
وتابع “بعد عام 1982 التحق أبو سليم بحزب الله، قدرنا كان أن نكون سويا ونبقى معا كتفًا إلى كتف، بعد شهادة السيد عباس الموسوي حيث أوكلت إليّ المهمة الجديدة، كان أبو سليم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، وبعد سنوات يعود إلى البقاع مسؤولا للمنطقة حينا ونائبًا في مجلس النواب أحيانًا، دائمًا كان معاونًا ومعينا وسندًا وحاضرًا لأداء التكليف دون تردد في أي موقع من المواقع”.
وأضاف “عرفناه الأخ الكبير والصديق والرفيق والصادق والوفي والمخلص والمجتهد والمضحي والخطيب المفوّه والكادح الذي يحمل المسؤولية حامل دمه على كفه على كل الطرقات المتواضع القريب من الناس الخدوم، تعلقه بالإمام الخميني وعشقه له منقطع النظير وهكذا مع الإمام الخامنئي.. أما العشق منقطع النظير فهو للإمام المهدي (عج) وانتظاره له في الليل والنهار، وأجمل الحديث عنده عن الإمام المهدي (عج) وظهوره وعلاماته.. كل هذا الحب والعشق والبصيرة أنتج عنده هذا الثبات والرسوخ في الخط والبصيرة”.
وفي نهاية كلامه عن سيرة الراحل قال سملحته “في حرب تموز كان مسؤولنا في منطقة البقاع وما عاناه البقاع وما قدمه من شهداء وتحمّله من مجازر في مدنييه ورجاله وأطفاله وما دمرت فيه من بيوت وفي مواجهة التكفيريين في سوريا وعند السلسلة الشرقية، كان حضوره في البقاع كبيرا وأغلب عمره وشبابه المبارك أمضاه في خدمة البقاع، وهم يستحقون كل هذا الوفاء من أبو سليم لأنهم دائمًا لم يبخلوا لا بنفس ولا بدم ولا بمال ولا بأي نوع من التضحيات، واليوم نجد البلدات البقاعية والعشائر في البقاع في كل يوم كما في البلدات الجنوبية كما في الضاحية تشبيع الشهداء بالحضور الكبير والإصرار على مواصلة طريق الكرامة والحرية مهما بلغت التضحيات”.
الجبهة عند الحدود الجنوبية
وفي حديثه عن جبهة المقاومة ضد مواقع العدو الصهيوني عند الحدود الجنوبية، أشار السيد نصر الله إلى هذه الجبهة مظلومة إعلاميًا، لافتًا إلى أنه على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين، مشيرًا إلى أن المقاومة نفذت ما يزيد عن 670 عملية خلال الأشهر الفائتة، وفي بعض الأيام بلغ عددها 23 عملية يوميًا”.
ولفت إلى أن “المواقع الحدودية التي تم استهدافها 48 موقعًا حدوديًا، و11 موقعًا خلفيًا، والنقاط الحدودية التي لجأ إليها جنود العدو 50 نقطة استهدفت أكثر من مرة، عدد المستوطنات 17”.
وتابع سماحته “من نتائج هذه المواجهة القائمة منذ 3 أشهر قتل وجرح عدد كبير من جنود وضباط العدو.. العمليات كانت مستنزِفة جدًا له، ومنذ بداية المعركة في جبهتنا الجنوبية مارس العدو تكتمًا إعلاميًا كبيرًا ولا يعترف بقتلاه وجرحاه، والمقاومة قدّمت ما يقارب 90 إصدارًا مصوّرًا حول دبابات وآليات تدمّر وخيمة أو بيت فيه جنود يسقط السقف على الجنود.. اليوم بعض مصادر العدو تنقل عن مصادر في وزارة الحرب الاسرائيلية أن عدد الجنود الذي يصابون بإعاقات قد يصلون إلى 12 ألف جندي منذ 7 تشرين”.
وأكد سماحته أنه لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستُهدف عدّة مرات، وقد تمّ استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كلّ المواقع المعادية، وقال “إخواننا رماة ماهرون يُدخلون الصاروخ الموجّه من نافذة الدشمة للعدو”، معلّقًا على مقولة “إنهم يقصفون العامود”، وقال “هؤلاء إما لا يعرفون وإما جهلة، نحن نضرب التجهيزات الموجودة على العامود التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات ولها سيطرة معلوماتية على جزء كبير من لبنان”.ولفت السيد نصر الله إلى أنه “في المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفًا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”، وقال “نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون”، لافتًا إلى أن العدو حاول الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعية، وأنه مارس تكتّمًا إعلاميًا شديدًا إزاء قتلاه وجرحاه”.
وأشار إلى أنهم في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال، وقال “لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسهم عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية”، وأضاف “نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسية وحتى لا يحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان”.
الأمين العام لحزب الله قال “ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الاسرائيليين بأنه إذلال لإسرائيل”، مؤكدًا “كنّا نستهدف أهدافًا عسكرية وضباطًا وجنودًا وإذا ضربنا بيوتًا فهو ردًا على استهداف المدنيين عندنا”.
ولفت سماحته إلى أن من نتائج القتال على الجبهة الجنوبية المهجّرون من المستعمرات الشمالية، طيلة الحروب كنا نحن من يتم تهجيرنا، هذا التهجير سوف يشكل ضغطا نفسيا وسياسيا وأمنيا على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال.
وللذبن سألوا عن الجدوى والفادة من فتح الجبهة الشمالية، قال سماحته “منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني.. هذان الهدفان هل يتحققان فعلا من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم.. عندما اضطر العدو نتيجة خشـيته من تطورات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي إلى 100 ألف جندي، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة”.
وتساءل السيد نصر الله “نفس ما يجري في الجبهة الشمالية وهذا العدد من القتلى والجرحى وتدمير آلياته ومهجّريه ألا يشكل ضغطًا على حكومة العدو؟”، وقال “بعض اللبنانيين إما جهلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإما يتجاهلون، من 1948 “اسرائيل” تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهم أقاموا أول حزام امني داخل الأراضي اللبنانية.. أقرؤوا التاريخ، يبدو حتى بالمدرسة لم يدرسوا، دائمًا كان أهل الجنوب هم الذين يهجّرون، هذا له قيمة معنوية سياسية وأمنية عالية.. دائمًا كان الشريط الأمني لدينا، يبني حزامًا أمنيا داخل الكيان في الشمال بعمق 3 كلم وفي بعض المناطق بعمق 7 كلم”.
وأضاف “أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم.. إذا كنتم فعلا تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال لحكومتهم بوقف العدوان على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلا المزيد من التهجير والأثمان الباهظة”.
وعلّق السيد نصر الله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن خيمة المقاومة الشهيرة عند الحدود، وقال لنتنياهو “حدثني عن 48 موقعًا حدوديًا يدمر، و11 موقعًا خلفيًا يدمر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك االمختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقية على الحدود”.
وتابع سماحته “لم تبادر المقاومة من 1948 إلى ما يحدث منذ 3 أشهر على الحدود الجنوبية للبنان، وفي الماضي عملية واحدة مما يجري اليوم على الحدود كان الاسرائيلي يأتي ويقصف مباني في بيروت، اليوم الاسرائيلي يثبت معادلات الردع التي أسست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن بعد توقف العدوان على غزة من تحرير بقية أرضه من منقطة الـb1 إلى بقية مزارع شبعا وكل شبر من أرضنا، ونحن أمام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة تمنع فيها العدو من اختراق سيادة بلدنا وهي فرصة فتحتها هذه الجبهة من جديد.. لكن أي كلام أو تفاوض أو حوار لن يكون أو يوصل أي نتيجة إلا بعد وقف العدوان على غزة”.
الرد على اغتيال الشهيد العاروري.. الرد آت حتمًا
وفي حديثه عن الاعتداء الصهيوني الأخير على بيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري، قال “عندما يكون الاستهداف في لبنان في الضاحية الجنوبية نحن لا نستطيع أن نسلم بهذا الخرق الكبير والخطير، قتل الشيخ صالح الصديق والحبيب والعزيز والذي كنت معه على درجة عالية من الصداقة والحب والتفاهم والفهم، أقول لكم قطعا هذا لن يكون بلا رد أو بلا عقاب ولن نستخدم عبارة في المكان والزمان المناسبين، والميدان هو الذي سيردّ وهذا الرد آت حتمًا ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة، لأن هذا يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيات ستصبح مكشوفة.. حجم المفاسد المترتبة عن السكوت عن هذا الخرق هي أكبر من أي مخاطر قد تأتي من الرد لذلك القرار للميدان”.
العراق أمام فرصة تاريخية للتخلص من الاحتلال الأميركي
كما لفت سماحته إلى أن أميركا وحلف “الناتو” اليوم أمام هزيمة استراتيجية كبرى في أوكرانيا، لذلك أميركا لا تريد توسعة الحرب في المنطقة لأنها مشغولة في أولويات أخرى.
وأضاف “الأميركيون تعرضوا للمقاومين من الحشد الشعبي في أكثر من مناسبة وقتلوا مجاهدين في جرف الصخر وكركوك وأمس في بغداد، الشهيد القائد الحاج “مشتاق” وهو اسم على مسمى كان مشتاقا جدا للقاء ربه وسيّده أبي عبد الله (ع) والحاج “أبو تقوى” كان من خيرة من كانوا إلى جانب القائد أبو مهدي المهندس.. من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق بفتح جبهتها نصرة لغزة أن العراق أمام فرصة تاريخية للتخلص من الاحتلال الأميركي ومن هذا الكذب والزيف والتضليل الأميركي”.
الأمن العام لحزب الله لفت إلى أن اليوم هناك فرصة تاريخية أمام الحكومة العراقية ومجلس النواب والشعب العراقي ليغادر هؤلاء المحتلون المجرمون القتلة الذين سفكوا دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين، وهم الشركاء الكاملون في كل الجرائم التي ترتكب اليوم في غزة وفلسطين ولبنان.
وأضاف “الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شيع السوداني يُشهد لها أنها كان لها موقفا شجاعا من طوفان الأقصى، وكان موقفا عالي السقف ولعله من أعلى السقوف في العالم العربي الرسمي باستثناء اليمن، هذه الحكومة مؤهلة إن شاء الله لتوظيف هذه الدماء الزكية التي سفكت على أرض العراق لتقول لهم يجب أن تغادروا والعراق لا يحتاج للأميركيين لقتال “داعش””.
وتابع سماحته “أن الأميركيون يُشَغّلون “داعش” في إيران ثم يقولون لا علاقة لنا بتفجير كرمان، صنيعتكم هي التي ارتكبته، من الذي يفعّل “داعش” اليوم في سوريا؟ فتشوا عن القوات الأميركية؟ فرصة خروج القوات الأميركية من العراق اليوم سيتبعها خروج القوات الأميركية من شرق الفرات وهذه من البركات الوطنية للتضامن مع غزة”.
اليمن اليوم يزداد عزًا في العالم العربي والإسلامي
وأشار السيد نصر الله إلى أن “بعض الأنظمة العربية والإعلام العربي ليغطوا تخاذلهم وذلّهم وسكوتهم ذهبوا إلى جبهة المقاومة ليُسَخِّفوا من أعمالها، عندما قصفت القوات اليمنية إيلات اتهموها أنها تحاول ترميم صورتها في العالم العربي، وأنصار الله والسيد عبد الملك الحوثي والحكومة في صنعاء منذ اليوم الأول كانوا يسألون عن صورتهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى فقط، واليوم عندما ذهب اليمن إلى خطوة متقدمة في البحر الأحمر سكت الخانعون بل بُهِتوا”.
سماحته أكد أن الجهاد دائمًا يستجلب العزّ والقعود عن الجهاد يستجلب الذلّ، هناك أناس أصلًا غير لائقين ليتمكنوا أن يكونوا في الموقع الذي يقاتل عدو الأمة ومستواهم النفسي والروحي أدنى بكثير.
مشيرًا إلى أن “الموقف اليمني جعل الكثير من الشرائح تعيد النظر في موقفها الداخلي في موقفها من أنصار الله، وسقطت الأقنعة في حرب السنوات التي فُرضت على اليمنيين وكانت حربًا أميركية تنفذها أنظمة عربية.. اليوم ثبتت اليمن في المعادلات الاقليمية والدولية التي يقف أمامها العالم على رجل ونصف وفضحت الاسرائيلي والأميركي”، متسائلا “أين هو سلاح الجو الاسرائيلي من اليمن اليوم؟ هذا هو الردع اليمني”.
وتابع “اليوم خرج الشعب اليمني في مظاهرات وجّه رسالة يجب أن يفهمها بايدن وبلينكن ووزير الحرب وكل الإدارة الأميركية وكل من يهددون اليمن، رسالة اليمن اليوم هي رسالة لأميركا أنكم لا تواجهون حكومة ولا دولة ولا جيش إسمه أنصار الله، بل تواجهون عشرات الملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمحتلين، وهذا ما يجب أن يفهمه بايدن وحكومته وأن تعرف ماذا تفعل، ولن يتوقف ولن يتردد اليمنيون.. اليمن اليوم يزداد عزًا في العالم العربي والإسلامي وعزًا في عيون أصدقائه وأعدائه”.
كلمة لعوائل الشهداء وللمقاومين والصامدين في الجنوب
وفي نهاية كلمته توجّه السيد نصر الله إلى عوائل الشهداء بالقول “نحن نعتز بكم ونفتخر بكم، أستمع إلى كلماتكم التي تقال على الشاشات وتنقل في تشييع أولادكم وأعزائكم وعندما تلتقون بإخواننا الذين يأتون لزيارتكم.. هذا ما نتوقعه من عوائل الشهداء وهذه البيئة التي تحمل هذه الثقافة الحسينية، أنا شخصيا لولا الظروف الأمنية التي اشتدت ما أحبه وأتمناه وأرجوه هو أن أذهب إلى بيوتكم وعائلاتكم وأقبّل جباهكم وأيديكم وأنتم كما قال الإمام أنتم فخر هذه الأمة”.
وأضاف “إلى الصامدين والنازحين من القرى الأمامية، لهذه البيئة التي تدفع الثمن المباشر في حياتها اليومية في أبنائها وشهدائها، هي بيئة صابرة مؤمنة صابرة محتسبة وهي بيئة صاحبة بصيرة وهي تعي وتفهم أبعاد هذه المعركة”.
ولفت إلى أنه “لو كان قُدّر للعدو الاسرائيلي أن يهزم المقاومة في غزة النوبة بعد غزة هي في جنوب لبنان، سيأتي هذا العدو ليكسر إرادتكم، هذه المعكرة اليوم بدأت من أجل فلسطين لكنها أيضا هي من أجل كل حبة تراب من جنوب لبنان خصوصا جنوب الليطاني”.
ونوه سماحته إلى أن الكثير من العائلات لم تكن بحاجة إلى أن يُستأجر لها بيوت لأن هناك من ضمها إليها، نعم يجب على بيئتنا أن تتضامن في هذه المعركة نفسيا وماليًا ومعيشيا هذه معركة جنوب لبنان ومعركة لبنان كما هي معركة غزة وفلسطين.
السيد نصر الله أضاف “للمقاتلين الشجعان عشاق الشهادة.. تصلني من الجبهة تقارير عن حوادث وحالات روحية لدى المقاتلين (على كل حال سيتم نشرها في يوم من الأيام) تعبّر عن مدى عشقهم وحبّهم للقاء الله ومدى صدقهم وإخلاصهم واستعدادهم للتضحية والفداء لدينهم ووطنهم وشعبهم ومن أجل الدنيا والآخرة.. هؤلاء يقاتلون اليوم في المنطقة الحدودية كما البقاع لناحية البرد، في البرد والثلج تحت المطر والغيم وتحت القذائف والغارات، يتقدمون ويردّون على استهداف المدنيين وهم الذين سيردّون على استهداف الضاحية إن شاء الله”.
وتوجّه سماحته إلى هؤلاء المقاتلين الذين هم من جميع مناطق لبنان بالتحية والتقدير والدعاء بالنصر والدعاء أن يسدد الله كل رمياتهم ويوفقهم الله ليصنعوا بأيديهم وقبضاتهم وأنفاسهم الطاهرة وبدمائهم هذا النصر الذي نتطلع إليه جميعا، وأن يوفقّهم ليصنعوا بحقّ دمائهم وسهر الليالي وتعب الأيام هذا النصر للبنان وفلسطين وكلّ الأمة.
المصدر / موقع العهد الاخباري