فيينا / الأثنين 16. 09 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
أودت العاصفة القوية بوريس التي تضرب شرق أوروبا ووسطها منذ أربعة أيام، ب15 شخصا على الأقل، وتسبّبت بفيضانات وانهيار سدود وأضرار يصعب تقديرها.
ولا تزال العديد من مجموعات السكان معزولة، بينما تم إجلاء مئات الأشخاص بطائرات مروحية من أسطح المنازل وأماكن أخرى.
وبالإضافة إلى مصرع سبعة أشخاص في رومانيا، أعلنت النمسا العثور على شخصين عمرهما 70 و80 عاما متوفيين في منزليهما، غداة وفاة رجل إطفاء.
في الجمهورية التشيكية، لقي شخص حتفه غرقا في نهر، فيما أحصت السلطات “سبعة أشخاص في عداد المفقودين”.
كما أحصت بولندا أربعة قتلى في أعقاب الأمطار الغزيرة والفيضانات، وأعلن رئيس الوزراء دونالد توسك تقديم مساعدة فورية بقيمة 235 مليون يورو.
“كابوس”
وانهار 12 سدا حتى الآن ما أدى الى سيول من المياه الجارفة الموحلة، بينما لا تزال آلاف الأسر بدون كهرباء ومياه في ولاية النمسا السفلى، وفقا للسلطات.
وحذرت حاكمة ولاية النمسا السفلى يوهانا ميكل لايتنر من أن “الأمر لم ينته بعد ولا يزال حرجا”، لافتة الى خطر كبير لانهيار مزيد من السدود.
وأشارت الى أن حجم الأضرار التي تسببت بها العاصفة غير معروف حتى الآن.
في مدينة كرنوف في شرق البلاد، وصفت المتقاعدة إيليسكا كوكريشا (76 عاما) الفيضانات بأنها “كارثة”.
وقالت لوكالة فرانس برس “كل الأرصفة مدمرة، كل شيء هنا سقط، كل شيء تحطم حول المتجر… إنه كابوس”.
وخصصت الدولة مساعدات بقيمة 300 مليون يورو من صندوق خاص.
وفي بولندا، بدأت المياه في بعض المدن، مثل كلودزكو، بالانحسار، كاشفة عن الدمار والخراب، في ظل مخاوف من فيضانات إضافية في شمال البلاد.
أظهر مقطع فيديو تم تصويره في كلودزكو المياه تغطي شارعا مليئا بالحطام مع تدمير واجهات المتاجر. كما غمرت المياه بلدة غلوخولازي على الحدود البولندية التشيكية حيث لجأ العديد من السكان إلى مدرسة.
وقالت متطوعة مع الصليب الأحمر إن “هذا الفيضان هو الأسوأ على الإطلاق في غلوخولازي. نحاول أن نصل الى الناس، أن ندعمهم، أن نقدّم لهم الشاي، والأهم أن نبيّن لهم أنهم ليسوا وحيدين”.
“غضب الطبيعة”
في رومانيا حيث تسببت الفيضانات بمصرع ستة أشخاص خلال الأيام الماضية، وبفقدان نحو 6500 أسرة لممتلكاتها، كانت مقاطعة غالاتي (جنوب شرق) الأكثر تضررا.
وفي سلوبوزيا كوناتشي، يصعب في هذه المرحلة تقييم حجم الأضرار، بحسب رئيس البلدية أميل دراغومير الذي التقته وكالة فرانس برس، موجها نداء للتبرع لعشرات الأطفال المتضررين.
وفي قرية بيتشيا المجاورة، قالت صوفيا باساليتش (60 عاما) وهي من السكان لفرانس برس “دخلت المياه المنزل، دمّرت الجدران، كل شيء… جرفت معها الدجاجات، الأرانب، كل شيء. جرفت الفرن، الغسالة، الثلاجة. لم يتبقَّ لي شيء”.
وأكد رئيس الوزراء مارسيل تشولاكو أن رومانيا “ستقوم بتنظيف المنطقة لرؤية ما يمكن إنقاذه” مشيرا إلى أن “من الصعب التعامل مع هذا النوع من غضب الطبيعة”.
في المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان أنه سيؤجل جميع “التزاماته الدولية” بما في ذلك حضوره الى البرلمان الأوروبي، بسبب العاصفة.
وكان من المفترض أن يتحدث رئيس الوزراء القومي في جلسة مناقشة يعقدها البرلمان القاري الأربعاء بشأن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تتولاها بلاده حاليا، في ظل جدل وامتعاض الدول الأعضاء من العلاقة الوثيقة التي تجمع أوربان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتوقعت المديرية العامة لإدارة المياه في المجر أن يبلغ منسوب نهر الدانوب ذروته في بودابست في نهاية هذا الأسبوع.
وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في أوروبا الوسطى مع ارتفاع الحرارة عالميا بمقدار معدله 1,5 درجة مئوية.
© 2024 AFP
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك