فيينا / الخميس 31 . 10 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
فشلت السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، في إقناع العراقيين بنفيها التواطؤ مع إسرائيل لانتهاك سيادة الأجواء العراقية، أثناء العدوان على إيران قبل أيام، فيما هددت «المقاومة الإسلامية في العراق» باستهداف مصالح الدول التي سهلت هذا الانتهاك، وأولها الولايات المتحدة. وقالت رومانوسكي، خلال ندوة حوارية في أربيل، أول من أمس، إن «الولايات المتحدة تعدّ العراق بلداً ذا سيادة كاملة، وعلى هذا الأساس فإنها لا تفرض سيطرتها على أجوائه»، نافية أن يكون الجيش الأميركي قد شارك في الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران بأي شكل من الأشكال.
وكانت بغداد قد قدّمت مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة، تدين فيها الانتهاك الذي ارتكبته إسرائيل بخرق طائراتها أجواءَ العراق، واستخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على إيران. وذكر بيان رسمي لحكومة بغداد أن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، وجّه وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأميركي، بشأن هذا الخرق، طبقاً لبنود اتفاق الإطار الإستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة بأمن وسيادة العراق. وأضاف أن الحكومة العراقية «تؤكد التزامها الثابت بسيادة العراق واستقلاله وحُرمة أراضيه، وأنها تعمل على مختلف الصعد لمواجهة هذه الانتهاكات، وتُشدّد على عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصاً دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة».
وتتهم مجموعة من الفصائل المسلحة، وأبرزها «كتائب حزب الله في العراق» وحركة «النجباء»، واشنطن بتقديم الدعم المباشر لإسرائيل في حربها ضد غزة ولبنان، مهددة الولايات المتحدة بضربات شديدة على قواعدها العسكرية إذا استخدمت الأجواء العراقية لعمليات عدائية ضد دول صديقة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي هذا السياق، يقول عضو الهيئة السياسية لحركة «النجباء»، فراس الياسر، لـ«الأخبار»، إن «المقاومة تصدّق رواية الحكومة التي قدّمت مذكرة احتجاج لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة»، مضيفاً أن «كل المعلومات تؤكد أن مسار الطائرات كان عبر الأجواء العراقية، واتضح بما لا يقبل الشك أن احتلال العراق هدفه الرئيسي هو حماية الكيان الغاصب». ويشير إلى أن «واشنطن تريد تغيير موازين الصراع، وهي من تقود الحرب سواء في فلسطين أو العراق أو اليمن أو لبنان»، مضيفاً أن «المقاومة العراقية أكدت مسبقاً أنها لن تسمح بأن تكون الأراضي العراقية تهديداً لدول الجوار والجمهورية الإسلامية». ويشدّد على أنه «لا بد من القيام باللازم لتأديب واشنطن بعد انتهاكها سيادة العراق». وفي ما يخص استهداف القواعد الأميركية، لا يستبعد الياسر «إمكانية حصول ذلك في قادم الأيام. ونعتقد أننا في مرحلة كسر العظم ولا بد من تهديد الوجود الأميركي في العراق بشكل جدي لا يقبل الشك». وينبه إلى أن «أي مماطلة من الحكومة العراقية في مسألة الوجود الأميركي في العراق تعد انتهاكاً ستكون له تداعيات خطيرة، وخاصة أن الموقف الحكومي الأخير لا يرقى إلى حجم الحدث وهذا ما يحمل المقاومة العراقية مسؤولية اتخاذ موقف صارم».
ومن جانبه، يعتبر القيادي في «الإطار التنسيقي»، عائد الهلالي، أن «نأي الولايات المتحدة بنفسها عن أن تكون طرفاً في مساعدة الكيان الصهيوني، سببه قدرة إيران وأذرعها على استهداف مصالحها في المنطقة، وبالتالي كلام السفيرة بأن بلادها لم تكن طرفاً مباشراً ليس صحيحاً، لكن المشكلة الأساسية هي في من سمح للطائرات الإسرائيلية بأن تتجاوز الأجواء العراقية وتخرقها لتحقيق أهدافها داخل إيران، في وقت يعلم فيه الجميع أن أجواء العراق بيد قوات الولايات المتحدة». ويلفت الهلالي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «ذهاب العراق إلى المحافل الدولية لتسجيل شكوى من أجل ألا تتكرّر مثل هذه الخروقات، يهدف إلى منع الوصول إلى يوم ربما تكون هناك فيه هيمنة وسيطرة للطيران الإسرائيلي على الأجواء العراقية».
وفي السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم عليوي، لوسائل إعلام محلية، أن الولايات المتحدة «نقضت جميع الاتفاقيات الأمنية والمواثيق التي أبرمتها مع العراق، عندما سمحت للطائرات الإسرائيلية باختراق أجوائه». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة في العراق تكيل بأكثر من مكيال، فمن جانب تقول إنها تتولى حماية الأجواء العراقية وفرض السيطرة عليها، ومن جانب آخر تسمح للطائرات الإسرائيلية المعادية بالعبور فيها وقصف الدول المجاورة».
الاخبار اللبنانية
من ملف : العدو عالق في البرّ
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك