السيمر / الجمعة 23 . 09 . 2016
عبد الجبار نوري
*عنوان المقالة هي أهزوجة الشارع العراقي في يومي 1- 2 من حزيران 1941 ، بشعارها المخزي المرتكز على النهب والسلب ضد الأقلية اليهودية المسالمة التي تشكل 2% من سكان العراق والتي خدمت العراق خلال مئات السنين ، ويشهد التأريخ أنّهم بناة صرح العراق الحديث ، وكان جزاؤهم هذا الأضطهاد الشنيع الذي أدى فيما بعد إلى هجرتهم لأسرائيل ، يذكر الأديب ” عدنان نور الدين في كتابه ( هتلر في الأبريق ) أن خسائر الطائفة اليهودية في يومي الفرهود كانت أكثر من ألفي قتيل وجريح ، ومئات حالات الأغتصاب ، ونهب ملايين الدنانير ، و300 سياره ، وأربعة ألاف دراجه هوائية ، وفرهده ونهب 586 مبنى تجاري يهودي ، وأستباحة ونهب محتويات ومقتنيات 910 بيتاً يهودياً ، أي أنحطاطٍ وصلت أليه بغداد من أنفلات أمني خلال غياب الحكومة 36 ساعة فقط أثناء الأنقلاب النازي الذي قام به العقداء الأربعة برئاسة العميل النازي ” رشيد عال الكيلاني ، نتساءل أين كان رجال الدين في بغداد ؟ وأين شيوخ العشائر؟ من القيم العربية والتي تفتخر بها جزافاً وكذباً ، ألم تحضرهم حكاية الأمام علي الذي تحاكم إلى قاضيه مع يهودي وحكم القاضي لليهودي !!!.
*وفرهود وتدمير قصور الملوك والرؤساء في عام 1958 ، ونهب وتخريب محتوياتها ، بالوقت الذي حافظ المصريون الكدعان الحرامية على قصر عابدين وبعض مقتنيات الملك فاروق حتى الشبشب والبرنص ، وأنا شاهد عيان .
*وتكررت ظاهرة الفرهود في 1980 هذه المرّة مع شريحة الأكراد الفيليين العراقيين الأصلاء عندما أسقط نظام البعث الفاشىي الجنسية العراقية عنهم ، وتسفيرهم خارج العراق ، ومصادرة أموالهم المنقولة وموجوداتهم النقدية في البنوك وبشكلٍ تعسفي ظالم خالي من الأنسانية ، مما شجع أفراد من الجيش الشعبي المقيت وبعض ضعاف النفوس وهواة السرقة والنهب ، وبتشجيع من وعاظ السلاطين أن يستبيحوا ويفرهدوا محلاتهم أما أنظار تلك السلطات الشوفينية ، وصمت مطبق من رجال الدين ، وغض الطرف من قبل بعض الجيران وأصدقاء الأمس ، وشراء مقتنياتهم بأبخس الأثمان .
*وفرهود ( الحواسم ) عام سقوط بغداد 2003 وهنا تسكب العبرات حين تعرضت بغداد الحبيبة لأبشع عمليات السطو اللصوصية وبشكلٍ مسلح وبأشراف المحتل الأمريكي والجاره الخبيثة الكويت حيث لم تسلم دوائر الدولة والمستشفيات والمتاحف والبنوك من يد السوء لصوص الحواسم .
*وتجدد اليوم الفرهود المنظّمْ ومنذ أكثر من عشرة سنوات بنهب المال العام وبأرقام فلكية لا يصدقها العقل البشري السوي وأصبحت ظاهرة مكشوفة على الساحة العراقية وحتى العالمية وتفاقمت بعد 2003 ، وأصبح الفرهود لا يومية بل في كل ساعة ، حيث تؤكد وزاة الخزانة الأمريكية وجود 156 أسماً من الشخصيات العراقية البارزة من قادة كتل سياسية ومسؤولين كبار وردت أسماءهم كسراق للمال العام ومفسدين ، لذا تؤكد المراكز البحثية العالمية والمحلية بأختفاء مبلغ 800 مليار دولار من مجموع ترليون دولار من عائدات النفط (المصخم) ، وهنا يعلق أحد الأقتصاديين ببعضٍ من الهلوسة : يمكن أن يكون هذا الملغ الفلكي ميزانية عشرات الدول المجاورة ، وبناء عشرة مستشفيات تخصصية ، وبناء خمسة مدن مستحدثة ، وسبعة فنادق سبعه نجوم ، وخمسة ملاعب شبيهة بملاعب ساوبالو، وستة مدن جامعية ، و300 ناطحة سحاب ، وواحد قطار مثل قطار دبي ، وآخرأسرع قطار ياباني بالعالم ، وبناء مدينة دزني السياحية ، وأنجاز 30 وحدة سكنية ذات مليون دار سكن مثل مشروع (بيتك شرفك ) في عهد رئيسة وزراء البرازيل ديلما ، وشركة مايكروسوفت ، وشركة كوكا كولا ، وشركة بي أم دبليو ، وقُدرت هذه الأنجازات الفارهة ب680 مليار دولار ، والباقي 120 مليار —(هم نعم الله رجعوها عمي مانريد العنب أنريد سلتنه ) .
دروس بليغة في الحرص على المال العام
*عن وثيقة محفوظة في المركز الوطني لحفظ الوثائق من أضبارة العائلة المالكة 1929 في وزارة ناجي السويدي ، وزارة المالية يومئذٍ رفضت الصرف على ولي العهد غازي وهو يدرس في لندن ويعاني من وعكة صحية ، ردت على الملك : أصرف من جيبك أذا أردت العلاج في الخارج ، وتقول الوثيقة أن الملك فيصل يطلب سلفة عندما يسافر إلى الخارج ويسددها بأقساط شهرية ، وعيش او شوف في حكومات الغفلة موديل 2016 { 300 ملياردينار حمايات المسؤولين ، و150 مليار دينار لأدامة سيارات المسؤولين ، والأكثر أن لدى الحكومة 730وكيل وزير ومسؤول برواتب280 مليار دينار سنويا ، وأكثر من 200 ألف مستشار وقد يكون من أقرباء ( الملك! ) أو وهمي فضائي تكلف الميزانية أكثر من 300 مليار دينار سنوياً وووو حدث بلا حرج——
* الرقابة المالية في وزارة المالية تخاطب الباشا نوري السعيد : لديك زياده 100 فلس لأيفادك الأخير إلى لندن نرجوأرجاع المبلغ المذكور بمذكرة صرف رسمية ، ينما كانت زيارة فؤاد معصوم رئيس الجمهرية بأعتباره حامي الدستورقام بسفرة أستجمام ألى لندن لقضاء عطلة العيد المخصص له ستة اشخاص مرافقين ولكنه أخذ معهُ 40 موظف وزوجته ومدير مكتبه ومستشاره وأبنته وشقيقه وكلفت الخزينة ملايين الدولارات بالوقت الذي تعاني الدولة أزمة سيولة نقدية وتقشف ( عيش أو شوف ) .
* زعيم الفقراء الشهيد عبد لكريم قاسم خرج من الدنيا فقير معدم لم يجدوا له شيئا في بنوك العراق والعالم ولم يمتلك دار بل كل ما وجدوا في جيبه عند أعدامه الظالم ( دينار وربع) فقط لاغيرمطلو ب منهُ 750 فلس لصاحب المطعم المقابل لوزارة الدفاع، ويقال أن صاحب المطعم طالب بدينه.
*عند فوز حكومة ( سيريزا) اليساري اليوناني في أنتخابات ديسمبر 2014،الوزراء اليساريون تخلوا عن سيارات الحكومةلتوفير مستحقاتها في دعم الخزينة ، وأستعملوا الدراجات الهوائية ، ولحكومتنا 60 ألف سيارة ، كلفة سيارات الرئاسات الثلاثة فقط 150 مليار دنار.
* عرضت حكومة الأئتلاف في بريطانيا في أنتخابات مايس 2015 ميزانية طواريء فيها تجميد الزيادة في مرتبات القطاع العام وتخفيف النفقات بنسبة 80 %وافقت على هذه الأجراءات الوقائية من قبل مجلس العموم البريطاني والرأي العام البريطاني بكل رحابة صدر ، لا أعتصامات ولا قطع الطريق الدولي وبدون تسقيط سياسي.
خلاصةالموضوع/الظاهر ان نزعة اللصوصية والتخريب تبدو وكأنها ظاهرة مرضية خطرةعند العراقيين ، وأن أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور علي الوردي والعلامة المؤرخ عبدالرزاق الحسني والعلامه المغربي أبن خلدون أكدوا جميعاً في بداوة وذكورية المجتمع العراقيه الترسبات الأرثية القبلية التي تحملها الشخصية العراقية بالذات من خلال قساوة البيئة الصحراوية المجدبة ومعاناة الحروب المتكررة والمدمرة والمجاعات والفيضانات والطاعون وحكومات تعسفية دكتاتورية ظالمة بلورت في أعماق اللاوعي العراقي هذه الصفات السلبية { نزعات جرمية ولصوصية وتخريبية } .