السيمر / الخميس 20 . 10 . 2016
أحمد الشرقاوي / مصر
المعارك الدائرة في الميادين اليوم، سواء في سورية أو العراق أو اليمن، يجب أن لا تحجب عنا الصورة الحقيقية لتطور الصراع في بعده الإقليمي والدولي، والذي انتقل من حروب رسم خرائط التقسيم من أجل شرق أوسط جديد إلى صراع على النفوذ من أجل مشرق جديد..
وهذا يعني، أن مشروع التقسيم في سورية والعراق واليمن قد سقط بسبب انتصار محور المقاومة على جيش أمريكا التكفيري الذي فشل في رسم خرائط الدم على الأرض من خلال استراتيجية “النظام يولد من الفوضى” برغم الدعم الإقليمي والدولي، وتبين أن “القاعدة” بمتفرعاتها و”داعش” بأخواتها لم ينجحوا في المحافظة على الأراضي التي سلمت لهم دون قتال بالتآمر والخيانة في سورية والعراق، وتبين كذلك من معارك التحرير أن هذا البعبع الذي خلقته أمريكا وغذته أدواتها الإقليمية كان ينسحب من مواقعه تقريبا من دون قتال كلما اشتد عليه الطوق تجنبا للهزيمة لإطالة أمد الصراع حد استنزاف محور المقاومة.
كما وأصبح واضحا أيضا، أن “الإنجازات” الوحيدة التي حققها جيش المرتزقة العميل تمثلت في التفجيرات الإجرامية الجبانة في حق المدنيين الآمنين لخلق جو من الرعب والفوضى يدفع بحكومة العراق وسورية إلى طلب نجدة أمريكا وتحالفها الدولي الوهمي لتخليصها من هذا الشر، كما سبق وأن أوضح سماحة السيد في بدايات الصراع.
و بينما رفضت سورية وحلفائها الانصياع وقرروا المواجهة حتى آخر قطرة دم حين اعتبروها معركة وجود ومصير، انصاع العراق واستسلمت حكومته للضغوط الأمريكة خوفا من الفتن الداخلية التي كانت تغذيها “السعودية” وقطر وتركيا والأردن و”إسرائيل لحساب المشروع الأمريكي، فقبلت حكومة السيد العبادي بالاتفاق الأمني مع واشنطن الذي كانت قد رفضته حكومة السيد المالكي، اعتقادا منها أن الأمريكي الذي احتل العراق وقتل شعبه ودمر مقدراته وسرق خيراته وخلق “داعش” لتقسيمه سيحمي سيادته ويفرض الأمن والسلم بين مختلف مكوناته، وهو الوهم الذي ثبت زيفه بدخول التركي إلى الشمال السوري وإصراره على المشاركة في تحرير الموصل ضدا في إرادة حكومة السيد العبادي، وهنا تكمن سر اللعبة الجديدة في المنطقة.. كيف ذلك؟…
*** / ***
دخول روسيا معترك الصراع عسكريا في سورية وسياسيا في المنطقة أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الروسي لم يأتي إلى الشرق الأوسط لحماية سورية فحسب، بل لمواجهة المشروع الأمريكي برمته وإعادة رسم خرائط التوازنات في المنطقة من خلال استراتيجية تجريد واشنطن من حلفائها، ولا نستبعد أن نبدأ في استعمال مصطل جديد في السياسة يتحدث عن “حلفاء أمريكا السابقين”، كأن نقول مثلا “مصر حليفة أمريكا سابقا” أو تركيا أو العراق أو اليمن وربما دولا أخرى في المنطقة ستقرر شرب لبن الأسد وإعلان التمرد على واشنطن، وهذا مشهد لا يمكن استبعاده في ظل التطورات السريعة الجارية اليوم على كل الصعد.
لذلك، آن الأوان لنغير من نظرتنا للأمور ونبدل قناعاتنا السابقة ولغتنا القديمة ونتعامل مع المستجدات بما تفرضه اليوم متغيرات الساحة الإقليمية إن على المستوى الميداني أو السياسي أو الإستراتيجي.
لأن قراءة الخط البياني لهذه التطورات يؤشر أن المنطقة ستعرف تغيرات استراتيجية كبيرة في المدى المتوسط، لن يكون بمقدور واشنطن وحلفائها وأدواتها الوقوف في وجهها لإجهاضها عسكريا أو تعطيلها سياسيا، وكل ما تستطيع فعله هو تأخيرها بعض الشيء فقط في انتظار أن تفهم الشعوب حقيقة اللعبة وأبعادها بعد أن عرفت من هو العدو ومن هو الصديق، من هو المتآمر ومن هو الحليف، من يريد بها خيرا ومن يسعى لدوسها بأقدام التكفيريين والمرتزقة لتحقيق أهدافه الانتهازية الخبيثة.
الفوضى الأمريكية كان هدفها الأساس في المرحلة الأولى تدمير البنى السياسية والاجتماعية وتمزيق خرائط سايكس وبيكو القديمة، لإعادة بناء المنطقة في المرحلة الثانية بناء على خرائط تفتيتية طائفية ومذهبية جديدة لخلق معادلة تكون فيها “إسرائيل” هي القوة الإقليمية “العظمى” المهيمنة بلا منافس أو منازع بعد أن يتم ضرب محور المقاومة وتفكيك حلقاته وعزل إيران عن عمقها الإقليمي.
ونذكر أن فشل أمريكا في إسقاط النظام في سورية باعتباره الحلقة الذهبية في عقد المقاومة، بسبب دعم إيران ودخول حزب الله على خط الصراع، دفع بواشنطن إلى التفكير في تفكيك الحلقة العراقية الضعيفة، فخلقت ما أصبح يعرف اليوم بـ”داعش” الذي تمكن في ظرف قياسي وجيز من السيطرة على أراضي شاسعة في العراق وسورية وإسقاط الحدود القائمة بيم البلدين، ومن دون أن تدرك واشنطن ما فعلته من غبائها، جعلت ميدان الصراع واحدا بين العراق وسورية، فبرز دور الحشد الشعبي الذي قلب المعادلة في العراق ورأينا كيف أن إرادة الشعب العراقي والسوري ومقاوماته الباسلة كانت تسعى للتنسيق والالتحام في ساحات الميدان باعتبار أن الخطر واحد والحرب واحدة والمشروع هو نفسه، وهذه كانت رؤية إيران لطبيعة الصراع والتي دفعتها للتحالف مع الروسي في مواجهة أمريكا وحلفها الأطلسي.
وهو الأمر الذي حاولت أمريكا إجهاضه بكل السبل من خلال الضغوط القوية التي مارستها على السيد العبادي وأدواتها في بغداد، فرأينا كيف أن السيد العبادي رفض اقتراح المساعدة العسكرية الروسية لمحاربة الإرهاب، وكيف أجهض عمل غرفة تنسيق العمليات التي أسست في بغداد وضمت الروسي والإيراني والعراقي والسوري وحزب الله..
ثم رأينا كيف أصبح السيد العبادي هو من يطلب من أمريكا إرسال قواتها على الأرض تحت يافطة المستشارين العسكريين، ومكنها من القواعد العسكرية العلنية والسرية، لدرجة أن البنتاغون هو من خطط لمعركة الموصل وحدد توقيتها لتكون مسرحية تحرير وهمية تخدم أهدافها السياسية لمساعدة المرشحة كلينتون على الوصول إلى سدة الرئاسة، لأنها الوحيدة الداعمة لاستراتيجية مجمعات الصناعات العسكرية وجنرالات وزارة الحرب الأمريكية ومخابراتها الراعية للإرهاب..
غير أن هذا الوهم سقط، لأن معركة التحريك لا التحرير التي أرادتها واشنطن لإخراج “داعش” من دون قتال من الموصل وحشده في شمال شرق سورية فشلت، بعد أن أعلنت روسيا سوريا أنهما سيتخذان إجراءات قاسية لمنع “داعش” من دخول سورية، وبالتالي، لم يعد أمام هذا التنظيم البئيس سوى القتال حتى الموت، الأمر الذي يؤشر إلى أن المعركة ستكون طويلة بسبب المدنيين، ولن يكون بمقدور أمريكا التي ورطتها روسيا في الموصل أن تتهم روسيا وسورية بارتكاب جرائم حرب في حلب، لأن معركة الموصل ستكون أقسى من معركة حلب، والمدنيين في الموصل يصل عددهم أكثر من مليون ونصف نسمة، وسيكون بإمكان روسيا أيضا اتهام أمريكا بارتكاب جرائم حرب، وعلى أوباما أن يبحث عن شيئ آخر يدعم به المرشحة كلينتون قبل الانتخابات غير الانتصار في معركة الموصل الذي لن يكون سريعا كما توقع عديد الخبراء.
وعندما كنا نهاجم سياسات السيد العبادي لم نكن نقصده لشخصه، بل كنا نتساءل باستغراب من منطلق قناعاتنا وفهمنا النسبي لطبيعة الصراع ونقول: – كيف يمكن لهذا الرجل أن يثق في أمريكا لتخليص بلاده من الإرهاب وهي التي ارتكبت أبشع الجرائم في حق الشعب العراقي ولا تريد له خيرا بقدر ما تسعى لتقسيمه وتركيعه وتغيير سياساته وتوجهاته ليصبح سدا منيعا في وجه إيران كما كان زمن صدام؟..
بدليل أن واشنطن وبمساعدة أدواتها الإقليمية حاولت جاهدة افتعال حرب سنية شيعية تمكن حزب البعث والنقشبندية والصحوات القديمة من العودة إلى حكم بغداد، وكان السيد العبادي يحاور البعثيين سرا بعد أن وافق الأمريكي على إعادة دمجهم في الحياة السياسية من مدخل المصالحة الوطنية، لكن الشعب العراقي وعبر ممثليه في البرلمان وموقف الحشد الشعبي الواضح والصريح من أمريكا وحلفائها أفشل هذا المخطط، ورأينا كيف أن السيد العبادي أعاد العلاقة الدبلوماسية مع “السعودية” المسؤولة عن كل الدماء والخراب والشرور التي حلت بالعراق، فكانت عودة السفير “السعودي” مناسبة ذهبية استثمرتها الرياض في خلق الفتن في العراق من خلال التصريحات الخارجة عن اللياقة وطبيعة الخطاب الدبلوماسي في حق الحشد الشعبي باعتباره السد المنيع في وجه المشروع الصهيو أمريكي السعودي في العراق.
*** / ***
استراتيجية موسكو للمنطقة كانت تنطلق من رؤية متوازنة تحترم سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار حكامها وتقول بضرورة خلق توازنات إقليمية يكون بمقدورها حفظ الأمن والسلم بالتعاون الأمني والعسكري ضد الإرهاب والأطماع الخارجية، والتكامل الاقتصادي لمصلحة شعوب المنطقة، لأن النمو والازدهار لا يمكن أن يتحقق بالإديولوجيا فقط، بل بتقاطع المصالح السياسية والتكامل الاقتصادي بين مكونات المنطقة، فأرادت روسيا لعب دور القاطرة لتحقيق هذا المشروع الجديد والطموح الذي يمكن أن نسميه مؤقتا بمشروع “المشرق الجديد” ليكون بديلا عن المشروع الأمريكي الساقط المسمى بـ”الشرق الأوسط الصهيوني الكبير”.
عملت روسيا بسرية وخطوات ثابتة ومدروسة من أجل تحقيق هذا المشروع الذي يقول بضرورة إقامة قوى كبرى وازنة وفاعلة تتولى هي رسم سياسات المنطقة وتقرير مصيرها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية والأطلسية القديمة.. ولنتذكر قول أردوغان بعيد فشل الانقلاب العسكري الأمريكي في تركيا، والذي مر مرور الكرام دون أن يفهم في إطاره الحقيقي.. قال أردوغان: “إن أزمات المنطقة يجب أن تحل من قبل دول المنطقة بعيدا عن تدخل القوى الكبرى”، في إشارة إلى أمريكا وأوروبا وأوارهما الخبيثة التي لا تفرق بين حليف وعدو وتهمها مصالحها ولو على حساب مصالح من يتعاونون معها.
لذلك، سعت روسيا إلى التعاون مع أردوغان مستغلة فشل الانقلاب ورغبة السلطان في لعب دور جديد في المنطقة يخدم بالدرجة الأولى مصلحة بلاده حتى لو تعارضت مع سياسات أمريكا.. فقدم الرئيس بوتين لأردوغان رؤيته الجديدة للمنطقة خلال اللقاء الذي جمعهم في روسيا وتمت مناقشة تفاصيلها والتوقيع على مجموعة اتفاقات خلال الزيارة التي قام بها بوتين لتركيا.
وبموجب هذه الرؤية، ستصبح تركيا قوة إقليمية كبرى وقطب اقتصادي عظيم في المنطقة، باعتبارها ممرا دوليا لغاز ونفط روسيا وإيران والعراق وسورية إلى أوروبا.
أما المقابل، فقبولها بتوطيد التعاون مع موسكو وطهران والدول العربية المحورية الكبرى المتمثلة في مثلث “سورية – العراق – مصر” على أساس أن تبدل من سياساتها وتتخلى عن أطماعها التوسعية لتقوم روسيا بفتح المجال أمامها لإعادة العلاقات التي أفسدتها سياساتها الغبية في المنطقة..
وليكتمل المشهد، كان لزاما أن تعمل سورية على إقامة نواة لقوة عربية وازنة وفاعلة تكون ندا للقوة الإيرانية والتركية و”الإسرائيلية”، وبدل أن تهيمن أمريكا على المنطقة بفضل “إسرائيل” الكبرى في ظل غابة من الكيانات الطائفية والمذهبية، تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى رابوع متوازن يقوم على أربع أركان، قوة إيران، قوة تركيا، وقوة تحالف سورية والعراق ومصر بالإضافة إلى “إسرائيل” التي لن يكون بمقدورها العربدة في المنطقة كما كانت تفعل سابقا، وهذا المشهد لا يخدم لا مصلحة أمريكا ولا “إسرائيل” لكنهما لا يستطيعان فعل شيئ لتقويضه سوى بالمؤامرات السياسية من الداخل إن نجحوا.. وهنا يأتي دور القوى السياسية الشريفة وانخراط الشعوب في دعم هذا المشروع التحرري والتنموي والنهضوي الكبير الذي تقوده روسيا اليوم في المنطقة ويتطلب الكثير من الوقت والجهد والتضحيات لنجاحه.
ولن يكون مفيدا في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة التركيز على ما تقوم به تركيا في الشمال السوري والعراقي، لأن قول الرئيس السوري بشار الأسد أنه يدعم الجهود التي تقوم بها روسيا لتغيير سياسة تركيا تجاه سورية، وقول بوتين هذا الأسبوع أن ما تقوم به تركيا في الشمال السوري هو دور إيجابي مقبول، يؤكد أن تركيا لم تدخل للشمال السوري بمبادرة شخصية من أردوغان أو بتحريض أمريكي، لأن دخولها الشمال العراقي قوض مشروع أمريكا وفرنسا لإقامة كيان كردي، وخفف عن الجيش السوري عبء مواجهة “داعش” في المنطقة، وضمن لتركيا مقعدا في طاولة المفاوضات الإقليمية لترسيخ دورها ونفوذها والدفاع عن أمنها ومصالحها في المنطقة من البوابة السورية من دون أن يكون لها أطماع في الأراضي السورية.
أما العراق، فاللعبة أكبر مما يحدث في سورية، وتتعلق بما بعد الموصل، لأن لأمريكا مشروعا كما قال ساستها لإقليم نينوى بعد تحرير الموصل، وتركيا وإن كانت تتحدث لغة طائفية لذر الرماد في عيون الأمريكي و”السعودي”، إلا أن هدفها هو إجبار الحكومة العراقية على القبول بدورها في العراق والانخراط في المشروع الروسي للمنطقة وإجهاض المشروع الأمريكي في العراق.
لعبة خلط الأوراق في العراق كما نجحت فيها حتى الآن تركيا، يفتح المجال لموسكو كي تدخل كوسيط للمصالحة والتقريب بين بغداد وأنقرة، وهذه اللعبة متوافق عليها مع الإيراني، لأنها تجبر العراق على الاعتراف بالدور الروسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه من أجل استقرار العراق والحفاظ على أمنه وسيادته في مواجهة المشروع الأمريكي الخبيث.. وسنسمع قريبا عن هذا الدور الروسي الجديد في العراق، والذي يدعمه الحشد الشعبي والشعب العراقي في غالبيته، لمعرفتهم أن روسيا لا تشبه أمريكا، وأنها الوحيدة القادرة على إخراج العراق من الفك الأمريكي الذي يسعى لتمزيقه وافتراسه من أجل تشبيك المنطقة لتتحول إلى قوى إقليمية كبرى متحررة من الهيمنة الغربية وقادرة على النهوض لتحقيق أنموذجها التنموي والحضاري والخروج من تحت عباءة الاستعمار المقنع المفروض عليها بمنطق المؤامرة حينا ومنطق القوة أحيانا.
والأيام القادة كفيلة بأن تؤكد إن كانت هذه القراءة صحيحة أم مجانبة للصواب، لكن ما هو مؤكد اليوم، أن الوقت قد حان للوحدة، فمن دونها لا مستقبل للعرب والمسلمين في المنطقة.. وبها فقط ينتهي دور أمريكا والغرب الأطلسي، وتنتهي “السعودية” إذا لم تغير من سياساتها وتنخرط في صلح مع الإيراني، وينتهي دور “إسرائيل” لتتوارى خلف الأسوار وتعيش كما عاش اليهود من قبل في كانتونات “الملاّح” في انتظار أن يفعل الله أمرا كان مقدورا.
نقول هذا لأن تجارب التاريخ أثبتت أن القوى الخارجية تدخل إلى عقر دارنا من خلافاتنا، وأن لا أحد يستطيع إلغاء الآخر من جغرافية المنطقة، وأن الحل الوحيد يكمن في التفاهم السياسي لبلورة رؤية مشتركة، والتعاون الأمني لمحاربة الإرهاب واجتثاثه، والتكامل الاقتصادي من أجل خير ومستقبل شعوب المنطقة التي تعبت من الحروب والقتل والخراب واشتاقت للعيش بأمن وأمان وكرامة.
حينها، وحينها فقط نستطيع الحديث عن العلوم والثقافة التي تحتاج إلى بيئة مفعمة بالحرية والفرص والإمكانات، كي تنطلق المبادرات الشخصية، ويزدهر الإبداع، وتتلاقح الأفكار، وتولد قناعات جديدة جميلة تغير وجه المنطقة وتساهم في صنع الحضارة.
بانوراما الشرق الأوسط