الرئيسية / مقالات / شرشال من خلال الحافلة

شرشال من خلال الحافلة

السيمر / الأربعاء 21 . 12 . 2016

معمر حبار / الجزائر

إتجهت حافلة قافلة الشلف #رحلة_ثقافية إلى #شرشال ، وعلى مسافة 400 كلم ذهابا وإياها، كانت هناك جملة من النقاط الفكرية والتنظيمية التي أثارها الزملاء، وهم فتية آمنوا بربهم، وذوو إختصاصات متعددة، كما ذكرنا في الحلقة الأولى بعنوان ” شرشال وراحة البال”، ومنها..
يحدثني زميليSamir Tamaloult، أن مقال لي حول المولد النبوي أثار ضجة وموجة من الردود عبر يومية بعينها، والتي لم أطلع عليها. أخبرته أني إكتفيت هذا العام بقراءة أمهات الكتب القديمة والمعاصرة حول فضائل المولد النبوي الشريف، وعرضت 5 مقالات منها، ناهيك عن التي لم أنشرها وأحتفظ بها لاحقا، وكتب قرأتها لم أتطرق إليها من فرط الكذب والخرافات التي ميّزت هذه الكتب. وتعمدت هذا العام أن لا أرد على أحد رغم الطلبات التي وصلتني حول الرد. فنحن نقرأ ونناقش صاحب الكتاب ثم نعرض ما قاله ، وعلى القارىء أن يأخذ ما يراه فاعلا، ويرد إن كان يملك أحسن منها وأصح. ورغم ذلك شرحت لهم نقاطا غامضة، وساهمت في إزالة الغبار عن شبهات أساءت، هي الآن ضمن المسودة، لكن أتعمد الآن عدم تقديمها.
قال الفتى محمد عبد الفتاح مقدود، وهو طالب جامعي متخصص في الأدب العربي.. إذا إجتمعت في الإنسان فضيلة الكرم، فإنها ستذود عنه ولو إتصف بالصفات السيّئة. وإذا إجتمع البخل في الإنسان، فإنه سيظل وضيعا ولو إجتمعت فيه خصال الدنيا الحسنة. ثم علقت قائلا.. السياقة هي إمتداد لثقافة المرء، ومن كان بخيلا ألحق أضرارا بنفسه وغيره، لأنه لا يسمح للآخرين بالمرور بسهولة سواء كانت سيارة أو إنسان وحتى الحيوان، بينما الكريم يكون متسامحا في السياقة ، فيكون عاملا من عوامل إنسياب حركة المرور بسبب كرمه وحسن أدبه.
تطرق زميلنا الجيلالي بن فرج Housseyn Djilali Ben Fredj ، وهو مختص في التاريخ الجزائري والتاريخ المحلي فقال.. الكثرة ليست علامة كثرة. واستنساخ الأفكار مضر. والاستدمار الفرنسي كان من وراء فتوى الاستدمار قضاء وقدر، لأن في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي كان جهاد أو هجرة إلى أن جاءت فتوى الاستدمار قضاء وقدر عن طريق الاستدمار الفرنسي. وأكد أن زيارة أولياء الله الصالحين لم تكن من نتائج الاستدمار الفرنسي، بل زيارة الأولياء والصالحين كانت منذ قرون بعيدة،و أن رفض زيارة أولياء الله الصالحين تعتبر من النتائج التي غرسها الاستدمار الفرنسي إبان إحتلاله للجزائر، فأصبحنا ننظر لأولياء الله الصالحين نفس نظرة المستدمر الفرنسي.
ولإضفاء نوع من النشاط الذي يريح الأبدان والأسماع، قام زميلنا #معمر_عيساني ، باعتباره المشرف على الرحلة الثقافية، وأكثرهم حيوية ونشاطا بتقديم جملة من الألعاب والنشاطات الفكرية رفقة بعض الزملاء الذين أبدعوا في طرق إدخال البهجة والسرور، وكانت فعلا مريحة.
وبقي أن أشير أن المصور Yacine Belhireche، تكفل بالتصوير باحترافية عالية وهو الفتى الصاعد ، متمنيا له كل النجاح والتوفيق. وقد إختاره الجميع ليكون مصور الرحلة القادمة والتي لم تحدد بعد، وإن كان إسم الولاية طرح كمشروع للمناقشة اللاحقة بين الزملاء.
وسائق الحافلة السيد إبراهيم، فقد كان سائقا محترفا يعرف الطرق جيدا، ويحسن إختيار أسهل الطرق، ولم أسمع له ضجيجا، ولم أره يتضمر كما يفعل البعض ، ولم يطلب المستحيل، ولم يتدخل فيما لا يعنيه، وكان يجيب على أسئلة بعض الزملاء بثقة بالغة، وأمانة وصدق. فله كل الثناء والتقدير، سائلين المولى عزوجل أن يحفظه ويحفظ به.

shrshal_6578293489786

اترك تعليقاً