السيمر / الجمعة 17 . 02 . 2017
رواء الجصاني
بعيداً – نسبياً بالطبع، وبزعم الحياد المفتعل، الحريص- عن مناصري التظاهرات الشعبية في العراق، لهذا السبب اوذلك، وبعيد ايضا، عن مناهضي تلكم التظاهرات، لسبب أو آخر، أجدني، ودونما قصد رحتُ مردداً ما قاله ” نصر بن سيّار” قبل قرون وقرون، وكأنه يقوله اليوم، وما أشبه الليلة بالبارحة:
أرى خلف الرمادِ وميضَ جمرٍ، ويوشكُ ان يكون لها ضرامُ
فأن النار بالعودين تُذكى، وأن الحربَ أولها الكلامُ
فإن لم يطفها عُقلاءُ قومٍ، يكون وقودها جثثٌ، وهامُ
أقول ذلك وأدري، بل وأرى، حماسة المناصرين، والمناهضين، لتلك التظاهرات، تترى دون حدود، وبخاصة عند اولئك الذين لا ناقة لهمُ ولا جملا، في البلاد، وأمتها، ماداموا في رخاء وأمن، بعيدا عن النتائج أيما كانت صائبةَ، ام”مصيبة” … دعوا عنكم المنتفعين، مالاً وسحتاً حراما، وسياسيين يبحثون عن جاهٍ، راحل أو آت، وقوالين ما فتئوا يسعون لتأجيج الاحقاد والطائفية، باطنيين كانوا، أم ظواهر صلفين …
وبآيجاز، عجول، أقول: عسانا واجدين عقلاء قوم، يقدروا ان يقّوموا ما نحن فيه من بلاءاتٍ وفتنٍ وبغضاء، ويؤمنوا بان البلاد شبعت دماً، ولكنها ما برحت “تسأل هل مزيدُ”… أقول ذلك بعُجالة وأيجاز، كما اسلفتُ، ولربما عليّ التبرير لتينك السببين، فأوضح: امّا العجالة، فلأن الحالُ لا تتحمل الاطالة ما دامت هناك أرواح ناس، وهي الاغلى والأعز. واما الأيجاز فلأن الناس شبعت حدّ التخمة من السرد والتنظير والأستعراضات والتكرار، ويريدون التحدث لهم بـ”الكلام، لا بأبن عمه” بحسب تعبير الفقيه والشاعر الكبير: علي الشرقي، له الذكر الطيب.. ومثله لجميع الناطقين بلا تفيّقه وتحذلق وتمنطقٍ ولفٍ ودوران..