السيمر / السبت 23 . 09 . 2017
ياسر سمير اللامي
لو راجعنا ودققنا في تاريخ البشرية أجمع، لا نجد ثورة قد تكاملت أركانها كثورة سيد الشهداء صلوات الله عليه.
ان هذة الثورة تحمل فكرا وعقيدة وإنسانية وعلما ودمع لم يشهد التاريخ لها من مثيل.
وبالتالي فإنها تميزت وارتقت وارتفعت فوق عنان السماء لما اتسمت به من عبر ومواعظ قل نظيرها.
ومن أراد الإبحار بمتبنيات وأفكار وحوادث تلك النهضة الحسينية التي كان ربانها سبط رسول الله صلوات الله عليه سيغرق حتما، كون إن قاعها عميق جدا لا يدركة إلا الراسخون في العلم .
ولعل من فيض ذلك البحر المتلاطم وأهدافه هو السعي لإصلاح المجتمع والفرد، كون إن المجتمع يكون صالحا إذا ما صلح أفراده، والإصلاح له مراتب عده فتارة يكون إصلاحا عقيديا، وآخر ثقافيا، وتارة أخرى يكون دينيا واخلاقيا، ومهما كثرت تلك المراتب يبقى الهدف الأسمى من وراء ذلك النهوض بالإنسان وتوجيه نحو الاستقامة الصحيحة وجادة الصواب.
إن مجتمعنا ونتيجة للتراكمات السلبية التي عصفت به، قد تخللته مجموعة من العادات والتصرفات التي لاتنم عن وعي فكري وأخلاقي عند البعض، ومن تلك الأخطار التي تعصف بنا تفشي ظاهرة الفساد والرشوة بين صفوف أفراد المجتمع، فالفساد لايقتصر على من هم يعملون في مؤسسات الدولة بل يشمل القطاع الخاص والتجار وكل من لدية مصلحة ينتفع منها ويحتك بباقي بني جنسة، وتفشي ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى انعدام الثقة بين الناس، ويصبح تفكير الفرد مقتصرا على المصلحة الشخصية دون النظر الى المصلحة العامة، وهذة الحالة تجر المجتمع إلى مستويات خطيرة تحط من قدره ومكانته أمام المجتمعات البشرية الأخرى.
ولعل من أهم مطالبات المجتمع من الدولة، أن تتخذ كافة الإجراءات والوسائل التي من شانها مكافحة ظاهرة الفساد المستشري في مؤسساتها والسعي في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة،
والتي أعتقد وأكاد أجزم أن الدولة لاتستطيع بمفردها القضاء على هذا المرض بتشديد العقوبات فقط بحق المخالفين ومراقبتهم، بل يجب أن يصلح الفرد نفسه وينقيها من الشوائب والاطماع الدنيوية التي تهلك الفرد دنيويا واخرويا هذا من جانب .
ومن جانب آخر يقع على عاتق رجال الدين، والمثقفين، دورا في مكافحة هذة الظاهرة من خلال تسليط الضوء على خطرها وبيان آثارها المظلمة وتوجيه النصح للعامة لكي تتعظ نفوس من دابت على ممارسة ذلك المرض الفتاك.
ومن منهج سيد الشهداء صلوات الله عليه، نتعلم إصلاح النفس والسعي الحثيث لإزالة التراكمات الدنيوية التي تكدست بها، والعمل بهمه تحمل عنوان الوطن، لكي نصون المال العام ونحفاظ عليه كونه يشكل اولوية مهمه تنجي المجتمع من منزلقات خطيرة، إضافة إلى إن إصلاح النفس تعد مقدمة ونقطة إنطلاق لإصلاح المجتمع .