الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / المختطفون السنة: غموض يلف القضية.. والانتماء لداعش فصل الحديث
هؤلاء من تسموا بداعش وجلهم من اهل المدن التي احتلوها باسم الإرهاب الداعشي وعادوا واختفوا بين أهلها

المختطفون السنة: غموض يلف القضية.. والانتماء لداعش فصل الحديث

السيمر / الأحد 24 . 12 . 2017 — على الرغم من شهادة الاهالي في محافظة الانبار بشأن ابنائهم المفقودين والذين اكدوا بانهم اختطفوا من قبل تنظيم داعش الارهابي خلال فترة سيطرته على المحافظة الا ان المسؤولين والنواب الممثلين عن المكون السني يتهمون مرارا القوات الامنية والحشد الشعبي باعتقال هؤلاء ونقلهم الى جهات مجهولة.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد سيطر على اجزاء كبيرة من العراق لا سيما في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين في عام 2014 ، اذ قام التنظيم الارهابي باختطاف وقتل المئات من الاهالي في تلك المحافظات.
وتمكنت القوات الامنية المشتركة بمختلف صنوفها والحشد الشعبي تمكنوا من دحر التنظيم الارهابي وتحرير جميع الاراضي المغتصبة في 10 كانون الاول 2017، ليصبح العراق بعد ذلك خاليا من تنظيم داعش الارهابي، بعد مرور نحو 3 سنوات من سيطرة داعش على عدد من مناطق البلاد.
وناشد عدد كبير من اهالي محافظة الانبار بمعرفة مصير ابنائهم المختطفين على يد تنظيم داعش الارهابي خلال فترة سيطرته على المحافظة، داعين الحكومة الاتحادية الى التحقيق والبحث .
وكشف مصدر امني، عن قيام القوات الامنية والتحالف الدولي بتصفية عدد كبير من الذين كانوا منتمين لداعش خلال عمليات تحرير محافظة الانبار.
وقال المصدر لـ(وان نيوز) انه “خلال سيطرة تنظيم داعش الارهابي انخرط عدد كبير من ابناء محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين الى التنظيم الارهابي، لكن بعد تحرير تلك المحافظات اعتقل العديد منهم بينما تمت تصفية اخرين”.

من ادخل داعش لمدنه يعرف تماما ان ازلام داعش من نفس المدن

واشار الى ان “القوات الامنية والتحالف الدولي لديهم معلومات كبيرة عن التنظيم الارهابي والاشخاص الذين انتموا اليه من اهالي المناطق الغربية”.
عضو مجلس الانبار عيد عماش اكد لـ(وان نيوز) ان “اهالي السنة يعانون من التهميش والاقصاء منذ سنوات فضلا عن تعرض ابنائهم الى الاختطافات والاعتقالات المتكررة، الا ان الحكومة الاتحادية لم تعر اهتماما لهذا الموضوع ولم تتخذ اجراءات للحدّ منه”، مبينا ان “هناك الاف المختطفين في منطقة الرزازة وجسر بزيبز والصقلاوية وقضاء القائم ولا احد يعرف من الجهة التي اختطفتهم هل القوات الامنية ام الحشد الشعبي ام تنظيم داعش؟”.
واضاف انه “خلال عملية تحرير قضاء القائم فقد تم اختطاف نحو 40 شابا من القضاء ولا زال مصيرهم مجهولا، فضلا عن الجهة التي اختطفتهم، ولم تعط الحكومة الاتحادية أي معلومات بشانهم هل تم اعتقالهم من قبل قوات نظامية بتهمة الارهاب ام ماذا؟، فيجب ان يكون هناك شفافية وحيادية في الموضوع”.
واوضح ان “هناك تقصير واضح من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد في هذا الملف وكانه استهداف للمكون لكون الحكومة المحلية في المحافظة طالبت مرارا وتكرارا عبر القنوات الرسمية الاجهزة الامنية والحكومة الاتحادية ووسائل الاعلام لمعرفة مصير ابناء الانبار المختطفين منذ سنوات”.
ولفت الى ان “تنظيم داعش الارهابي اختطف نحو اكثر من 1300 مواطن من قضاء القائم وتم نقلهم الى سوريا ووزعهم في سجون سرية واخرى تحت الارض في عدة مناطق لا يمكن اعطاء اسمائها لحساسية الموضوع، بحسب معلومات استخبارية وشهود اعيان من اهالي القضاء، ومضى عليهم نحو اكثر من سنة ولم يعرف مصيرهم هل انهم لا زالوا احياء ام تم تصفيتهم من قبل التنظيم الارهابي”، داعيا الى “الحكومة الاتحادية الى التنسيق مع الحكومة السورية والتحالف الدولي بعد تحرير سوريا بالكامل للبحث عن ابناء القائم والمناطق الاخرى في الانبار الذين تم اختطافهم من قبل التنظيم الارهابي”.

اما النائب عن تحالف القوى احمد السلماني، فقد قال” اننا لم نستطع الوصول الى أجوبة مقنعة من قبل الحكومة والجهات الأمنية في الحشد الشعبي حول مصير المفقودين في سيطرة الرزازة والمناطق الاخرى من أهالي محافظة الانبار”.
وذكر السلماني، ان “هناك لقاءات مستمرة مع الجهات الأمنية، نامل الوصول من خلالها الى خيوط توصل الى معرفة مصير المفقودين الذين اختفوا عند سيطرة الرزازة اثناء هروبهم من تنظيم داعش”.
واكد النائب عن محافظة الانبار ان “المعلومات التي وصلتنا تؤكد وجود المفقودين في منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل البالغ عددهم اكثر من 2000 مواطن من أهالي محافظتي الانبار وصلاح الدين”.
وعن المعتقلين في السجون العراقية ببغداد فقد اشار عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي الى ان “جميع المعتقلين الموجودين في السجون العراقية هم متهمون اما بالانتماء الى التنظيمات الارهابية او بالقيام بمساعدة تلك التنظيمات او متهمين بالقتل صادرة بحقهم قرارات قضائية، ولا يوجد أي بريء داخل السجون العراقية، قد يحصل ذلك للاشتباه لكن لايطول في السجون سواء يومين او اقل”.
وقال المطلبي لـ(وان نيوز) ان “بعض السياسيين الذين يدعون انهم يمثلون المكون السني والذين يتهمون القوات الامنية باختطاف او اعتقال اشخاص بريئين ويشككون بنزاهة القضاء العراقي فهم يعملون لمصالحهم الخاصة وليس لمصلحة المكون السني واهالي السنة براء منهم فهم من ساهموا بدخول تنظيم داعش الارهابي وارباك الوضع العام في البلد، وهدفهم اعادة الطائفية المقيتة في البلد”.
واضاف ان “من يرفع شعار التهميش والاقصاء للمكون السني فهو لا يعلم شيء بالسياسة لان منذ تشكيل الحكومة العراقية وهناك دور كبير للمكون السني في الحكومات السابق وحصلوا على مناصب سيادية كبيرة سواء وزراء او وكلاء او نواب رئيس جمهورية او نواب رئيس وزراء او رئاسة برلمان وغيرها فاذا اين التهميش؟”.
واشار الى ان “الحكومة الاتحادية والقوات الامنية تعمل على حماية وامن جميع العراقيين دون استثناء واذا كان هناك جهة مختطفة فحتما هناك عمل متواصل لمعرفة مصيرهم”.

اترك تعليقاً