السيمر / الاثنين 19 . 03 . 2018 — عجز حكومي امام الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية من اجل الابقاء على قواتها في العراق وبذرائع واهية لتحقيق اهداف مشبوهة تستهدف الامن القومي للبلاد والمنطقة .
القواعد التي تريد اميركا السيطرة عليها تعتبر من الناحية الامنية خطيرة ليس على العراق وحده بل قد تستخدمها واشنطن في شن حروب عدوانية على دول الجوار الاقليمي ومنها ايران وسورية .
نواب في البرلمان العراقي اعتبروا ان بقاء القوات الاميركية في العراق يهدف الى اعادة مسلسل داعش والعصابات الاجرامية التي اسستها واشنطن وحلفائها من اعرب الخليج .
عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية حسن سالم كشف عن “تحركات امريكية لتهريب العصابات الإجرامية من السجون العراقية ونقلهم إلى بلدانهم” .
سالم أكد في بيان صحفي , إن واشنطن تمارس ضغوط قوية على الحكومة العراقية لإجبارها على نقل عناصر التنظيمات الإجرامية من العرب والأجانب إلى بلدانهم”.
سالم أضاف إن ذلك المخطط يتم بالتنسيق بين الرياض وواشنطن، لإخراج ضباط الاستخبارات السعوديين الذين كانوا يديرون الخطط العسكرية لعصابات داعش الإجرامية .
سالم اوضح إن السفير السعودي السابق في العراق ثامر السبهان، كان قد عرض خمسة ملايين دولار مقابل أطلاق سراح عبد الله عزام وعدد من ضباطِ المخابرات السعوديين، المعتقلين في العراق.
من جهته ، اكد النائب عن التحالف الوطني، بهاء جمال الدين ان “بقاء القوات الاميركية يؤثر على حظوظ رئيس الوزراء حيدر العبادي في الحصول على ولاية ثانية”، مؤكداً ان “العبادي اصبح ملزماً باخراج القوات المذكورة بعد تصويت البرلمان على ذلك”.
جمال الدين اضاف في تصريح صحفي ان “مجلس النواب حدد خلال جلساته الاخيرة بقاء الاميركان في البلاد، وما على العبادي الا تنفيذ الامر الموكل اليه”، محذراً من “استمرار التواجد الاميركي والتوسع في العراق”.
وعلى صعيد متصل، اكد النائب في البرلمان العراقي، احمد صلال البدري ، ان “القوات الاميركية ستخرج من العراق من دون استخدام القوة والمواجهات المسلحة لطردها من البلاد”، مبيناً ان “الحكومة اعلنت موقفها بشأن التواجد الاميركي وستحدد جدول زمني لاخراجهم قريباً”.
البدري اوضح في تصريح صحفي ان “الحكومة تدرس حالياً حاجتها للمستشارين الاجانب، سواء اميركان او غيرهم، للاستفادة من خبراتهم في الجانب الاستخباري ومحاربة الارهاب”، مؤكداً ان “العراق امتلك خبرة كبيرة خلال الحرب على داعش الارهابي، وماضٍ في جدولة اخراج القوات الاجنبية”.
من جانب اخر، كشفت عضو كتلة الاحرار النيابية، زينب السهلاني ان “داعش الارهابي صنيعة الاميركان الذين عملوا على امداده بالسلاح من اجل مقاتلة القوات العراقية، واتخاذ الوجود الداعشي لاطالة امد بقائها في العراق”.
السهلاني اوضحت في تصريح صحفي، ان “المخططات الاميركية تهدف الى تأسيس قواعد ثابتة لهم في العراق بحجة دحر المجاميع الارهابية ومساندة الجيش العراقي على محاربتهم”.
الى ذلك أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود ، أن الحكومة العراقية ما تزال “تلتزم الصمت” حيال الطلب النيابي بشأن وضع جدول زمني لاخراج القوات الأجنبية من البلاد، محذرا القوات الأميركية من “مستنقع خطير” في حال استمرار تواجدهم في العراق.
الصيهود قال في تصريح صحفي إن الحكومة العراقية ماتزال تلتزم الصمت بشأن القرار الذي صوت عليه مجلس النواب والزم الحكومة بوضع جدول زمني لاخراج القوات الأجنبية من البلاد ، مشيرا إلى أنه وصل الأمر بالحكومة الى انكار وجود القوات الأميركية خلافا للتصريحات الرسمية للمسؤولين الأميركان.
الصيهود أضاف أن الأميركيين سيواجهون مستنقعا خطيرا إذا اصروا على البقاء في العراق ، مؤكد أن أرض العراق قبل شعبه سترفض وجودهم .
وبشأن حادثة سقوط طائرة الشينوك في محافظة الأنبار الخميس الماضي ومقتل طاقمها، ابدى الصيهود الشكوك بأن “تكون حادثة سقوط الطائرة فنية”، دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
تعددت حلقات المسلسل الاميركي في العراق، بعد فسح المجال لاستمرار هذا العرض من قبل الحكومة التي باتت تشاهد مجريات الاحداث، من دون أي موقف يذكر، في ظل رفض شعبي كبير لاستمرار العروض الاميركية، والقصص والحجج المفتعلة، وخاصة مايتعلق بالحلقات الاخيرة التي عرضت خلالها مشاهد “داعش” لاتخاذها ذريعة للبقاء في العراق مستغلة صمت الحكومة وتقبلها لهذا التواجد.
وما زالت الحكومة العراقية لم تتخذ موقفها من التواجد الاميركي، واضعة جل اهتمامها صوب الانتخابات المقرر اجراؤها في ايارالمقبل، متناسية عدة مواضيع مهمة يجب حسمها في الفترة الحالية ابرزها التواجد العسكري الاميركي فيما ان واشنطن تستغل صمت الحكومة العراقية تجاهها موسعة نشاطتها المشبوهة لتحقيق اهدافها الخبيثة في العراق .
الاتجاه