الرئيسية / مقالات / أوهام الخط التركي «الإسرائيلي» للغاز

أوهام الخط التركي «الإسرائيلي» للغاز

السيمر / الثلاثاء 22 . 12 . 2015

رولا منصور / لبنان

تعتبر روسيا المورد الرئيسي لتركيا للغاز الطبيعي حيث تعتمد أنقرة على موسكو في حوالى نصف وارداتها من الغاز، وفي نحو 12 في المئة من الواردات النفطية أيضاً. وعمل البلدان على مشروع مد «السيل التركي» للغاز الطبيعي بأربعة خطوط، أحدها بحجم ستة عشر مليار متر مربع، سيمتد من روسيا إلى تركيا مباشرة عبر البحر الأسود، ما يوفر في أسعار الغاز الروسي المورد إلى تركيا، والخطوط الأخرى بحجم خمسين مليار متر من تركيا إلى اليونان لتوصيل الغاز الروسي إلى أوروبا والذي ستستفيد تركيا منه أيضاً إلى لعب دور الموزع وتوفير فرص العمل وجذب الأموال إليها إلا أن هذا المشروع توقف عقب تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية.
من حيث التبادل التجاري بين تركيا وروسيا بلغت بحسب الإحصاءات نحو 33 مليار دولار. وسياحياً تعد روسيا من أهم الدول التي تعتمد عليها تركيا فقد وصل عددهم الى 4.5 مليون سائح لتكون روسيا في المرتبة الثانية بعد ألمانيا من حيث عدد السياح بحسب إحصاءات وزارة السياحة التركية وفي الاستثمارات أيضاً وصل حجم الاستثمارات الروسية المباشرة الى تركيا الى 722 مليون دولار وهو ما يضع موسكو في المركز الرابع عالمياً من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية في تركيا… بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية «سوخوي» فإن العلاقات الاقتصادية بين موسكو وأنقرة مهددة بعد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للخطوة التركية بـ «طعنة في الظهر من قبل المتواطئين مع الإرهاب» ما قد يضر بتركيا كثيراً وسيؤدي إلى وقف المشروعات المشتركة في هذا المجال.
فعلى صعيد الأسواق المالية، لوحظ أن تأثير التوتر الروسي التركي انعكس حتى الآن على الشركات المرتبطة بالتجارة بين البلدين، ودفع خريف العلاقات بين البلدين تركيا للبحث عن بدائل في أخطر جانب وهو النفط والغاز، فما البديل؟
لقد تحول هذا الخريف الى ربيع بين أردوغان ونتنياهو فهربت تركيا الى أحضان الصهاينة خوفاً من انتقام «بوتين»… فالبديل «إسرائيل» فقد توصلت مع تركيا إلى اتفاق حول تسويق الغاز الطبيعي في صفقة تصل قيمتها الى عدة مليارات دولارات من مياه شرق البحر المتوسط إلى أوروبا عبر تركيا. وذلك في اجتماع سري بين وكيلي وزارتي خارجيتي تركيا و»إسرائيل» وتم اتخاذ قرار بترك توقيع الاتفاقية للحكومة التركية الجديدة بشأن نقل الغاز الطبيعي للأسواق الغربية لمزيد من تطبيع العلاقات «التركية «الإسرائيلية»، وإنهاء الأزمة الدبلوماسية بينهما عقب أزمة الهجوم البحري «الإسرائيلي» على سفينة «مافي مرمرة» وراح خلالها العشرات من الضحايا، فنص الاتفاق على أن تدفع «إسرائيل» تعويضاً بمبلغ مليون دولار يتم منحها لعائلات المواطنين الأتراك الذين قتلو وأصيبوا أثناء مهاجمة الكوماندوز البحري الإسرائيلي على سفينة «ما في مرمرة» في حين ينص البرلمان التركي قانوناً يلغي الدعاوى القضائية كافة ضد «الإسرائيليين» الذين شاركوا في مهاجمة «مافي مرمرة» ويمنع تقديم الشكاوي في المستقبل وتستأنف تركيا و»إسرائيل» العلاقات بينهما وتعيدان سفيريهما بعد طردهما إثر الأزمة في العلاقات. وبحسب بنود الاتفاقية سيتم شراء تركيا الغاز من «إسرائيل» ومد أنبوب غاز يمرّ بالأراضي التركية حيث تصدر «إسرائيل» بواسطته الغاز إلى أوروبا,.. سيصل الغاز «الإسرائيلي» عن طريق هذا الأنبوب خط إلى تركيا خلال ثلاث سنوات بعد تطبيع العلاقات الثنائية، فكيف سيكون مساره؟ وهل وضع «الإسرائيليون» والأتراك ضمان أمنه؟

   البناء

اترك تعليقاً