السيمر / فيينا / الخميس 25 . 04 . 2019
زيد شحاثه
لا ترتبكوا وتفكروا كثيرا.. نعم هو القرف بعينه, ولم يكن هناك خطأ مطبعي, أو سهو أو زلة لسان, بل هو المقصود بعينه.. فلكل منا حصته من هذه “النعمة” التي تختص بها بلداننا العربية.. وتندر أو تختفي في بلدان أخرى ” نصف متقدمة” لا لأنها تقدمت.. لكن لأن أهلها تقدمت عقولهم قليلا, أو ربما شبعوا قبلنا من القرف.. وهذا يعني أننا لم نشبع بعد من هذا القرف؟! لا تستعجلوا وتقولوا مالك تبالغ يا رجل, فالجو جميل وشاعري.. من يدري ربما هو كما تقولون, وربما جأتني ” التنكة” مقلوبة ومعكوسة, فلم أتذوق منها العسل إلا قليلا, ومن حقكم أن تقولوا ذلك, بل ولكم أن تسألوا أين هو القرف ياسوداوي؟ الحق أقول لكم, قمة القرف عندما تأخذ الدولة منك “رشوة” تحت مسمى رسوم تسريع, فأن كانت لديك قضية وصدر لك حكم فيها, فيحتاج تمييزها لتكون نافذة من سنتين لثلاثة في المعتاد, وكما أبلغونا به عند مراجعتنا, لكن يحق لك أن “تسرع” التمييز فيصدر خلال ستة أشهر في أقصى حد, إن دفعت ما قيمته أقل من مئة دولار كرسوم.. أو إصدار جواز السفر خلال يوم واحد, إن دفعت رسوما تناهز المائي دولار, وإلا فالأمر يحتاج لأشهر.. فماذا تسمون هذا يا سادة! كيف تصفون قيام الدولة بتوزيع مفردات البطاقة التموينية, بين شهر وأخر, وإنخفاض عدد المواد ونوعيتها المتردية, سنة بعد أخرى, رغم بقاء بل وإرتفاع فاتورتها المستقطعة من ميزانية الدولة, إلا بوجود قطط سمان تعشعش في مفاصل الدولة, تعتاش هي وتمول من ورائها من جهات, وسكوت بقية الجهات ” المصلحة والوطنية والمدنية و…” أو ليس هذا قرفا؟! هل تلاحظون كم نحاول تجنب مراجعة أي مؤسسة حكومية, لأنها بالتأكيد ستحرص على أن تمنحك حصة تعويضية, من أي قرف لم يسعدك حضك بنيله خلال يومك, بل وستزيدك بان تعطيك, ما يكفيك لمدة أشهر, وبطريقة تمنعك من التفكير بمراجعتها مرة أخرى مطلقا.. إلا مرغما! دعونا من ذلك الكلام الذي ” سيجلب لنا المتاعب” ماذا عن قيام معظم أفراد المجتمع بمخالفة القانون, ” عن سبق إصرار وترصد” حتى في أبسط الأمور, التي لا تتدخل الدولة فيها, بحجة من طق مقرف يقول أن ” السمكة خايسة من رأسها” .. أو ليس هذا تبريرا مقرفا, لتصرفات أشد قرفا! كل ما سبق من قرف, إعتدناه بحكم التعود والإضطرار.. لكن أن يكمل ذلك من يخرج علينا, ليخطب فينا عن الإصلاح ومحاسبة الفاسدين, وهو يتقاتل على أبسط المناصب, ويبحث عن ” حصته” فهذا قرف مقرف جدا, ويفوق ما أعتدنا تحمله.. بل ويكمل ذلك, بأن يأتي بأفسد وأفشل نموذج يمثله.. فهذا منتهى غاية ال….