السيمر / فيينا / الجمعة 27 . 09 . 2019 — ناولت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المباركة التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف اليوم (27 محرّم 1441هـ) الموافق لـ(27 أيلول 2019م)، وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه)، نقاطاً أخلاقيّة وتربويّة عديدة تمسّ ما نعيشه في واقعنا، وفي مقدّمتها الاستفادة من رسالة الحقوق للإمام السجّاد(عليه السلام) والعمل على ترجمتها واقعيّاً، وهذه أهمّها:
– رسالة الحقوق من كنوز المعارف الإلهيّة التي غفلنا عن أهميّتها ودورها المهمّ في حياتنا الدنيا والآخرة.
– رسالة الحقوق من كنوز المعارف الإلهيّة العظيمة التي ليس فقط ينبغي أن نتعلّمها بل يجب أن ندرسها ونعتني بها ونطبّقها في حياتنا الدنيا ونحرص على تطبيقها.
– رسالة الحقوق شاملة لجميع ما يتعلّق بحقوق الإنسان والمحيط الذي يحيط به فيحتاج اليها الفرد البسيط ابتداءً من الحاكم والمحكوم والراعي والرعيّة.
– من الوسائل المهمّة في إحياء ذكرى الأئمّة (عليهم السلام) إقامة المجالس للتذكير بعلومهم والتعريف بعلومهم أيضاً، نحن ندرس علومهم ونتعلّم علومهم ومعارفهم ونفهم هذه العلوم ونحرص على تطبيقها.
– من الكنوز العظيمة التي تركها لنا الأئمّة (عليهم السلام) نهجُ البلاغة ورسالةُ الحقوق.
– لو ندقّق في الأسباب الأساسيّة والجوهريّة لمشاكلنا ونزاعاتنا وخلافاتنا لوجدنا هو إهمالُنا للحقوق -حقوق بعضنا على بعض- وحقوق الإنسان مع كلّ موجودٍ حوله.
– الواحد منّا دائماً يطالب برعاية حقوقه من الآخرين لكن هذا الإنسان هل يُراعي بنفس الدرجة حقوق الآخرين عليه أم لا؟!
– كلٌّ منّا يطلب من الله تعالى أن يعطيه كلّ شيء ولكن هو هل يُراعي الأمور ولو بعضها التي يريدها الله تعالى منه؟!
– كلّ طرفٍ لابُدّ أن يُراعي حقوق الطرف الآخر والطرف الآخر لابُدّ أن يُراعي حقوق الطرف الأوّل.
– الأولاد يطالبون آباءهم وأمّهاتهم بجميع حقوقهم ولكن هل الأولاد يراعون حقوق آبائهم وأمّهاتهم؟!
– الواحد منّا يطلب من أبناء مجتمعه أن يراعوا كلّ حقوقه لكن هل هو يراعي حقوق الآخرين كما هو يطلب من الآخرين أن يراعوا هذه الحقوق؟
– أحد الأمور الأساسيّة هو أنّ كلّ واحدٍ يطلب من الآخرين أن يراعوا حقوقه بأجمعها لكن هو لا يُراعي حقوق الآخرين.
– اهتمّوا ولو بعض الشيء القليل برسالة الحقوق للإمام السجّاد (عليه السلام).
– رسالة الحقوق للإمام السجّاد (عليه السلام) علينا أن نهتمّ بها في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسّساتنا ونثقّف الثقافة الجماهيريّة في داخل الأسرة والمدرسة والجامعة والدوائر وفي كلّ مكان.
– علينا أن نعرّف ونعلّم هذه الحقوق في المجالس الحسينيّة ونعرّف الناس بجزءٍ من رسالة الحقوق التي تضمّنت جميع ما يحتاج اليه الإنسان في الحقوق مع محيطه.
– الإمام زين العابدين(عليه السلام) في بعض هذه الحقوق يبيّن حقوق التعايش الاجتماعيّ الصحيح ابتداءً من داخل الأسرة.
– الإمام زين العابدين(عليه السلام) بيّن حقوق الزوج على الزوجة وحقوق الزوجة على الزوج وحقوق الأبوَيْن
– نلاحظ خصوصاً في هذه الأيّام عدم مراعاة حقوق الأبوَيْن حقّ الأب وحقّ الأم.
– الوجود نعمة عظيمة للإنسان أنه يكون مخلوقاً لله تعالى وتكون له نعمة الوجود.
– نقصد بالتربية ليس فقط تربية النفس وإنّما التربية بمعنى النموّ سواءً كان النموّ الجسديّ والتربويّ والتعليميّ
– الأب أصل نعمة الوجود والتربية هو سببها فإحسانُه عظيمٌ عليك أيّها الابن وعليك أن تردّ له شيئاً من هذا الإحسان.
– الأمّ تحمّلت من المعاناة وكابدت من المشاقّ ما لا يتحمّله أحدٌ في الكون بإزائك.
– عليك أن لا تنسى النعم والإحسان العظيم لوالديك عليك مهما بلغت من مراتب عُليا.
– لابُدّ أن تلتفت الى أصل نعمة الوجود والتربية والنموّ الى أن وصلت الى هذه المرتبة، وأنت ما فيه إنّما يعود الفضل فيه الى الأب والأم.
– لا تنسَ هذا الإحسان ولا تُعجبْك نفسك إن وصلت الى ما وصلت اليه من منصبٍ وجاهٍ ومالٍ وقوّةٍ وسلطة وغير ذلك من هذه الأمور، لا تنسَ أبوَيْك.
– كما تُطالب أبويك بحقوقك عليك أن تلاحظ هذه الحقوق التي لأبوَيْك عليك.
– الأستاذ والمعلّم والمدرّس جعلهُ الله تعالى خازناً لهذا العلم وحافظاً له وهذا حقٌّ عليه، وعليه أن يُعطي لهذا العلم حقّهُ.
– لا يتصوّر أحدٌ أنّه بذكائهِ وبشطارتهِ وجهدهِ وصلَ الى هذه المرتبة، الله تعالى أعطاك الذكاء ووفّر لك الأجواء حتّى وصلت الى هذا المقام فجعلك خازناً وحافظاً للعلم.
– العلم أمانةٌ في عنقك فعليكَ أن توصل هذا العلم الى الآخرين.
– الأستاذ كان لهُ أستاذٌ علّمهُ والمعلّم كان لهُ معلّمٌ علّمهُ والمدرّس كان له مدرّسٌ علّمهُ وكانت له مدرسة وأسرة، هذه الأجواء التي وُفِّرت لهُ الله تعالى منّ عليه بتوفيرها له.
– الأستاذ والمعلّم والمدرّس عليه أن يُوصل هذا العلم كاملاً صحيحاً واضحاً بيّناً.
– من حقوق الأستاذ والمعلّم والمدرّس أن يكون رفيقاً ومتأنّياً وصابراً فرحلةُ العلم شاقّة وتحتاج أن يُوصل هذه المادّة العلميّة.
– العلم والعلوم التخصّصيّة من غير تأديبٍ وتربيةٍ وأخلاقٍ وحكمةٍ لا نفعَ فيها.. تتحوّل إلى أداة ضررٍ للفرد والمجتمع.
– لابُدّ أن نحرص كما مطلوب مِنّا أن نُوصل الموادّ العلميّة كاملةً واضحةً بيّنةً لا لبسَ فيها ولا غموض الى عقل الطالب، علينا أن نهتمّ بالتربية وتأديب الطالب وتخلّقه بالأخلاق الحميدة.
– لابُدّ أن نعطي قَدَراً من الاهتمام والعناية بتأديب الطلبة وترقّيهم في المبادئ الأخلاقيّة كما نُعطي اهتماماً بالمادّة العلميّة التخصّصية.
– إنْ ركّزنا فقط على المادّة العلميّة من دون أن نعتني بتربية هؤلاء الأولاد وتهذيبهم وتخلّقهم سينحدر الكثيرُ منهم الى الانزلاق.
– الذي نرجوه من جميع المؤسّسات التربويّة على اختلاف مسمّياتها أن يكون اهتمامها بالجانبَيْن العلميّ والتربويّ.
شبكة الكفيل العالمية