معمر حبار / الجزائر
ما يميّز إنتفاضة السكاكين بفلسطين المحتلة أنها عفوية ولا تنتمي لجهة بعينها، وهذا سر نجاحها وقوتها. ويكفيها فخرا أن كل الجهات تريد أن تتبناها وتتظاهر أنها من وراءها، وإن كان الدعم والسند مطلوبين لكل فلسطيني، يواجه ظلم الصهاينة واعتقالهم لخيرة شباب فلسطين، مهما كان إتّجاهه.
ظلم الصهاينة تعدى كل الحدود وتجاوز كل القيم والأخلاق، ولم يعد يملك الفلسطيني الأعزل غير ما أتيح له من حجارة أوسكين، يدافع بهما عن العرض المدنّس من طرف الصهاينة، والشرف الذي تهاون فيه الإخوة العرب.
بقدر ما نساند إنتفاضة السكاكين التي حملها الإخوة في فلسطين ضد الصهاينة، نتوجه للإخوة العرب جميعا دون استثناء، أن يتوقفوا عن طعن بعضهم بعضا بالسكاكين القاتلة والمميتة، خاصة وأنهم ..
يملكون سكاكين متطورة تقتل بالآلاف ولا تميّز بين رجل وامرأة وكبير وصغير. وتطعن كل مخالف ولو كان محقا. وتقتل كل من يدافع عن الدار، ويرضى بيعها للمغتصب، فيمسي السكين حارسا لكل ناهب مغتصب، ويثبّت في ظهر كل مدافع عن عرضه وشرفه.
إن أمتنا العزيزة وعبر قرون من الزمن الغابر، عانت وما زالت تعاني من سكاكين الأخ والجار، وهزائمها جاءت من هذا الباب، ولم تأتي من الخارج ولو كان العدو الخارجي يملك العدد والعدة.
غزوات ضيّعت، وأراضي ضاعت، ومكاسب راحت أدراج الرياح، وقادة عظام قتلوا، وعلماء أفذاذ طعنوا، وأعراض مسّت، بسبب طعنة أخ غادر تسلّل تحت جنح اللّيل، مستغلا حماية غادر ونوم أهله وعشيرته.
الصهاينة أساؤوا وتجبّروا معتمدين على دعم الغرب لهم دون شرط، وكذلك نالوا رضا بعض خونة العرب، حين أمدوهم بالسكين عونا، وتكفّلوا بطعن كل أخ يحارب التطبيع ويناهض المد الصهيوني.
مشكلة الأمة مع السكين العربي والإسلامي الذي إمتد لظهور بعيدة، وأنفس طاهرة، وأرواح نقية، وتعهد للصهيوني الغادر أن يكون له سندا وعونا، وحاميا وحارسا.
في غمرة الفرح بإنتفاضة السكاكين التي أحياها شباب فلسطيني في زهرة العمر، متمنين لهم كل النجاح والتوفيق، ولا نملك الآن لهم إلا الدعاء لخيرة الشباب بالسلامة والآمان. نرجو من الشباب الفلسطيني الانتباه إلى سكاكين بعض العرب، التي ستمتد لظهورهم، قبل أن تمتد لها أيادي الصهاينة الملطخة من قبل بدماء العرب والفلسطينيين.
إن الذين تباهوا أمام العالم جميعا بحرق وذبح المسلمين والمسيحيين، بطريقة سينمائية فضيعة، ملوحين بالسكاكين ومفتخرين بها وهي تمر على أعناق الأبرياء، كان الأجدر بهم أن يساعدوا إخوانهم الفلسطينيين في انتفاضة السكاكين، بما رزقوا من سكاكين طويلة حادة. لكن غدر الأيام، يجعل من الصعب على الغادر أن يساند أخاه الفلسطيني ضد كل صهيوني.
سكاكين داعش أو فاحش كما يسميها أحد الدبلوماسيين العرب، خلقت لتذبح كل عربي أصيل ومسيحي مسالم، وفي نفس الوقت تسالم وتدافع عن كل صهيوني غادر.
تحية إحترام وتقدير للشباب الفلسطيني، راجين لهم أن يحفظهم ربهم من سكاكين الأخ العربي، وينجيهم من بطش الصهاينة، ويوفق الجميع لمساندتهم بما يملك ويستطيع ويؤمن به.