حسين الديراني / لبنان
أيدت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا بالمملكة السعودية الحكم الابتدائي الصادر في تشرين الاول الماضي بإعدام الشيخ نمر باقر النمر, وأحيلت المعاملة لوزارة الداخلية ومنها للديوان الملكي لغرض توقيع الملك عليها, الشيخ النمر متهم ب” إشعال الفتنة الطائفية والخروج على ولي الامر ” حسب إدعاءات السلطات السعودية, هذا ما نقله محاميه صادق الجبران, عندما أُبلغ الشيخ نمر باقر النمر بخبر تصديق حكم الاعدام علق قائلاً: ” الله يبشركم بالخير “, واضاف ” احمد الله على ما كتب وقدر لي, فتقديره عز وجل خير من تقديرنا, واختياره خير من إختيارنا, فلله الامر والخلق “.
يستبشر بالشهادة وكأنها البشارة بالفوز العظيم, وهو الذي تخرج من مدرسة قال أمامها امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حين ضرب بالسيف على رأسه الشريف في محراب الصلاة ” فزت ورب الكعبة”, ومن مدرسة قال امامها وسيدها الحسين بن علي عليه السلام بوجه اعدائه ” والله لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل, ولا أقر إقرار العبيد ” ويخاطب أصحابه :” إني لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما “, وعندما خير بين السلة والذلة قال :” الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين أثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة و يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت “, وكأن عقارب الساعة تعود 1400 سنة الى الوراء, الضحية نفس الضحية, والجلاد نفس الجلاد, والنهج نفس النهج مع إختلاف الاسماء.
من يستحق الاعدام ؟
هل يستحق الاعدام من يطالب بالحرية والكرامة والعدالة لجميع المواطنين, ام من يحكم بالظلم والجور والطغيان؟, ملك ظالم يخلفه ملك أظلم, وتستقر الامور لسلمان!!, وتحت سلطانه يُشن اكبر عدوان عرفه التاريخ على بلد مسلم شقيق فيمزقه تمزيقا, ويدمره تدميرا ولا يبقى حجرا على حجر, طائراته الحربية تقصف المقصوف وتدمر المدمر وتحرق الشجر والبشر, وتقصف اشلاء الاطفال والامهات حتى لا يبقى لها اثر, ثمانية أشهر من العدوان على اليمن تحت شعار ” إعادة الامل “!!, وكيف يعاد الامل لشعب دفن تحت الركام ببركة الطائرات السعودية والامريكية والاسرائيلية؟, تحت سلطانه أكمل ما خلفه من سلفه الطالح ” الملك عبد الله ” من عدوان على سوريا ليطفئ شمعة السنة الخامسة لميلاد المؤامرة الدموية الارهابية على سوريا, تحت سلطانه تقطعت اواصل سوريا والعراق وأنشأت دولة اللااسلامية الارهابية الرديفة لدولة مملكته لتكون التوأم الذي يخرج من رحم الوهابية, تحت سلطانه أصبح لبنان غارقاً بالنفايات ومحروماً من إختيار رئيسٍ قويٍ وطنيٍ بسبب النفايات البشرية العاملة له في لبنان, واصبح مصدراً لتوريد حبوب المخدرات للامراء ولولي ولي العهد الابن المدلل محمد بن سلمان ليشبع غريزته وإدمانه وإفراطه في تناول المخدرات ليتمكن من الوقوف امام رؤوساء الدول من دون إهتزاز.
فهل يعدم من يطالب بحقوق المواطنين المحرومين والمستضعفين بكل مذاهبهم ومشاربهم؟ وهل يعدم من يدين العدوان على الشعب البحريني المظلوم؟ وهل يعدم من يدين العنف وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة؟ وهل يعدم من يصر على سلمية الاحتجاجات ؟ ام يستحق الاعدام من يدفع بقواته العسكرية لقمع المتظاهرين في بلد أخر كالبحرين , وهدم مساجدهم وسجن قاداتهم وهتك اعراضهم, ويستحق الاعدام من يترك مشايخ السلطة تصيح وتنوح على المنابر وتكفر الطوائف الاخرى, وتحرض على قتلهم وإبادتهم بحجة عدم التعبد بما يؤمنون به.
عجائب هذا النظام.
من عجائب هذا النظام السعودي الدموي الارهابي يطالب ويصر على مطالبه امام مجلس الامن والامم المتحدة في دعم ” المعارضة المسلحة السورية “!!, ويصر على رحيل الرئيس بشار الاسد ” لانه فقد شرعيته” !!, بينما يصدر حكماً بالاعدام على معارض مسالم لنظامه الدكتاتوري المظلم, وبينما لا يوجد شرعية لحكمه سوى فرض ملكاً واميراً على الشعب وسلبه حرية التصويت والاختيار, كذلك يريد فرض رئيساً فقد شرعيته وأهليته على الشعب اليمني, ويوصل ” عبد ربه منصور هادي ” الى مدينة عدن عاصمة الجنوب والذي لم ينتخبه شخصاً واحداً من الجنوب!!, يريد توزيع أصنامه وفرضها على الشعوب والدول متناسياً إن النبي محمد صلى الله عليه وآله حطم الاصنام قبل 1400 سنة.
إصراره على الانتحار.
يحق لهذا النظام السعودي الارهابي بعد فشله الزريع في إسقاط النظام السوري بعد 5 سنوات من الدعم المادي والعسكري والفكري والارهابي لتدمير سوريا, وبعد فشله في إعادة الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي الى العاصمة صنعاء رغم مرور ثمانية أشهر على العدوان الارهابي على اليمن, وبعد فشله في إعادة الصداميين الى الحكم في العراق, وبعد فشله في إعادة إبنه المدلل سعد الحريري الى لبنان وعدم تمكنه في تقديم مرشحه المجرم سمير جعجع لرئاسة لبنان, وبعد فشله مع اسرائيل في جر الجمهورية الاسلامية الايرانية الى حرب إقليمية رداً على جريمة مجزرة تدافع منى المفتعلة والمقصودة لخطف مسؤولين سياسيين من الحجاج الايرانيين, وبعد مشاهدته الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد في الكرملين والاجتماع مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين وعودته الى قصر الرئاسة في دمشق , وبعد مشاهدته سيد المقاومة السيد حسن نصرالله يظهر ليومين بين أنصاره ويخطب بهم ويشاهده أكثر من 900 مليون شخص في العالم وهم يرددون ” الموت لال سعود ” بعد شعار ” الموت لامريكا واسرائيل “, وبعد مشاهدته ما أظهرته القوات الايرانية من مدن ايرانية بعمق 500 متر تحت الارض تحتوي على عشرات الالاف من الصواريخ البالستية البعيدة المدى, وبعد مشاهدته سفنه الحربية وقواعده العسكرية تحترق بفعل الصواريخ اليمنية وعدم قدرته من الدفاع عن حدوده البرية وإقتحامها من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية, وبعد مشاهدته الطائرات الحربية الروسية تصول وتجول في سماء سوريا وتدمر كل ما إدخره هذا النظام من عتاد ومسلحين على الاراضي السورية, وبعد مشاهدته قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي يدمرون اوكار مرتزقتهم ويحررونها من دنسهم, بعد كل هذا
يحق له أن ينتحر….
قرار الانتحار إتخذه هذا النظام الآيل الى السقوط والانهيار بالتصديق على إعدام العلامة الشيخ نمر باقر النمر الذي قد يكون رصاصة الاعدام في رأس هذا النظام الارهابي, هذا القرار الثأري قد لا يدرك هذا النظام مخاطره وتداعياته ويعتبر ذلك إستعادة لماء وجهه المهدور وتحدياً لكل الدول التي خسر بها, هذا النظام يجهل بأن إعدام الشيخ النمر قد يشعل ثورة لا يستطيع قمعها مهما بلغ من القوة والجبروت والارهاب, هذا النظام يجهل بأن هناك من لا يتدخل في صراعاتكم مع ايران لكن حين إعدام الشيخ النمر سيحرق ويزلزل الارض الذي هو عليه.
إذا كان إختياركم يا آل سعود الانتحار فهذا خياركم ولم يفرض عليكم, ولا تلومون إلا أنفسكم, الملايين تنتظر قراركم لنقل حبل المشنقة من رقبة المظلوم الشيخ نمر باقر النمر للفها على أعناقكم حتى تستريح الامة والامم من شركم وطغيانكم وارهابكم.
بانوراما الشرق الاوسط