السيمر / الأربعاء 03 . 02 . 2016
إيلي حنا
أيام تفصلنا عن ذكرى المحاولة الأولى لفك حصار نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي قبل سنة. اليوم تكتسب العملية الثانية بُعداً أكثر أهمية يرتبط بجبهات ريف حلب المفتوحة، وبرسائل أكثر حسماً تصل إلى الحدود التركية القريبة ومنها إلى «جنيف»
في 17 شباط من العام الماضي، بدأت معركة فك الحصار عن نبل والزهراء: ساعات قليلة سيطر الجيش السوري وحلفائه على باشكوي وحردتنين ورتيان. «طلع الضو» على مجموعات سوريّة محاصرة في رتيان، وانسحاب جزء آخر من حردتنين تحت وابل من القصف المركّز واندفاعة مئات المسلحين من القرى المحيطة نحو البلدة. يوم إضافي، أضحى الجيش متمركزاً في باشكوي فقط، لتنتهي العملية بمكسب باشكوي، كرأس سهم جديد لأيّ عملية لاحقة.
فجر الاثنين الماضي، كان ريف حلب الشمالي على موعد جديد لفك الحصار عن البلدتين المحاصرتين منذ تموز 2012. الانجازات المحققة خلال اليومين الماضين بدأت بالسيطرة على دوير الزيتون (شرق باشكوي) ثم التقدم باتجاه تل جبين المشرفة على حردتنين ورتيان، ما ساعد في السيطرة على حردتنين أمس. كما أسفر تطوّر العمليات عن محاصرة المجموعات المسلّحة في بلدة رتيان، وقطع طريق إمداد المسلحين الشرقي بين بلدات ماير – حيان – حريتان – عندان. وحتّى مساء أمس، تقلصت المسافة التي تفصلُ القوات المتقدّمة عن نبّل والزهراء إلى حوالى 3 كيلومترات. وتلعب قوّات الدفاع المحلية في البلدتين دوراً فعّالاً في المعارك الدائرة، عبر المساهمة في السيطرة النارية على بلدة معرستة الخان، ومداخل بلدة ماير، أقرب نقاط المسلّحين إلى نبّل. وحتى الآن، تُظهر طريقة إدارة الجيش وحلفائه للعملية العسكريّة اختلافاً كبيراً عن المحاولة السابقة منذ سنة، فبالإضافة إلى التقدّم عن طريق القضم والسيطرة المسبقة على تل جبيّن الاستراتيجية، كانت الغارات الروسية تساهم على نحو كبير بتشتيت القوات المدافعة وقطع خطوط امدادهم. فِعل الانكسار بالحساب الرياضي حدث فعلاً بسرعة التقدّم وشكله، وقتل عدد كبير من قياديي وعناصر المسلحين، بالإضافة إلى صعوبة فتح جبهات إشغال أو إرسال مؤازرات بالسهولة ذاتها سابقاً. وتظهر المعركة اليوم غياب حساب الجبهات المفتوحة لدى الجيش، كما أنّ مسألة «نقل رتل» من محافظة إلى أخرى لم تعد حاضرة بفضل التعزيزات التي استقدمها الجيش وحلفاؤه إلى المنطقة، والتي أتاحت تخصيص كلّ جبهة بقوات متكاملة. فجبهة ريف حلب الجنوبي قد تعود للاشتعال في أي لحظة بعد تقدّم واسع من خان طومان إلى ملامسة الحدود الإدارية لريف إدلب الشمالي، كما تواصل قوات أخرى انجاز خطتها في ريف حلب الشرقي للوصول إلى مدينة الباب، والتمدّد غرباً للوصول إلى المنطقة المسيطر عليها شمال السفيرة. وتشير كل المُعطيات المتوافرة من الميدان إلى أنّ شمال حلب بات على أبواب مرحلة جديدة، توازي نتائجُها إنجازات المعركة المفتوحة في الريفين الجنوبي والشرقي.
الاخبار اللبنانية