السيمر / الأحد 18 . 12 . 2016
باسم العجري
تتغير المعادلات بتغير الزمن، وتتفق الأطراف وفق المصالح المشتركة، وهذا الأمر أتضح بسقوط المدن بيد القاعدة ثم داعش، ومنذ سقوط الطاغية، ونظامه العفلقي، اتفقت القاعدة والبعث، لتدمير العراق، وتخريب العملية السياسية، بلحاظ أن الرمادي و صلاح الدين و الموصل لم تستقر، طيلة تلك الفترة، والأجندات تتلاعب بها، والتدخلات التركية، والسعودية، والقطرية، متغلغلة في المحافظات السنية، التي لم تنعم بالأمان.
التعايش بين المكونات في الموصل، لم يكن واضح، قياسا إلى الرمادي و ديالى، والسبب يكمن في بعدها عن بغداد، وكبر مساحتها، و تعدد المذاهب والقوميات، فبدأ العمل عليها لشق الصفوف، بين أبنائها، فقام البعثيين والفدائيين، والضباط السابقين، بزرع الفتن والتفرقة، لتأجيج الطائفية، لكي يشعلوها حربا بين المذاهب والقوميات، وخلق جو مشحون، لزعزعة الأمن والاستفادة منه، بأضعاف الجيش والأجهزة الأمنية، بمساعدة أطراف خارجية، وداخلية.
من العوامل التي ساعدت بسقوط الموصل، موقعها الاستراتيجي، وثرواتها، جعل منها لقمة سائغة بيد الإرهاب، خصوصا بعد أن سيطر الإرهاب على نصف سوريا، فأن داعش كان يبحث عن مناطق هشة أمنيا، فوجد الموصل فرصة ثمينة، للتوغل بها، بعد أن تهيأت الأجواء له بشحن الشارع الموصلي ضد الجيش والأجهزة الأمنية، فرفض الأهالي قانون الدولة، وبتحريض ومساعدة قيادات سياسية متنفذة، من داخل المحافظة، وفق برنامج معد مسبقا، والحكومة العراقية كانت تغط في نوم عميق.
أهالي الموصل بين مرحلتين، جربوا سلطة الدولة بكل مساوئها، وأن كانت من أشخاص في الجيش أو في باقي الأجهزة الأمنية، هذا لا يعني بأن سلطة الدولة لا تحمي مواطنيها، وتدافع عن حقوقهم، وهذا واجب الدولة تجاه أبنائها، ومرحلة حكم داعش، الذي زرع الرعب والقتل، وفرض أتاوات على المواطنين، وسبي النساء، وفرض قوانين عليهم، يدعي أنها أسلامية والإسلام بريء منها، فما عاشوه من ذلة وخوف، يجعلهم يفكرون مئة مرة، على أن يكون ضد الدولة، للمرحلة القادمة.
في الختام، أهالي الموصل بين مرحلتين، بين الكرامة وسلطة الدولة، وبين داعش وسلطة الخوف والذلة.