السيمر / الثلاثاء 20 . 12 . 2016
عبد الجبار نوري *
أن الموصل وحلب أميرتان حاول شراذم البشرية أغتيالهما … فلا ياسمين حلب مات ولا أقحوان الموصل أنحنى ( جورج قرداحي ) مع أشراقة يوم الخميس البهي 8-12 -2016 ، وفيدوات صفحات التواصل الأجتماعي تعرض كرنفالات الدمشقيين المحتفلين بتحرير حلب وسط جوٍ بهيج يرفل بالعشق الشامي الصوفي ، وسط عرسٍ كاثوليكي تعلوها الزغاريد وصوت صباح فخري الرخيم والحلو صاحب مدرسة ” القدود الحلبية ” ومن عشقي لهذا اللون الذي لا يتكرر ولا يستنسخ – لكونه اللؤلؤ المنظوم والقد المياس وخمرة الحب – تقمصتُ معهم الأحتفال وشربتُ من كأس نصرهم حد الثمالة ، ويا مال الشام —– والذي أنتشر صداه إلى اليمن ومصروالعراق فأصبحت القدود الحلبية علماً عاصر عبد الوهاب وأم كلثوم ، وهي فرحة وبشارة خير وبارقة أمل أن تتحررحلب بالأمس وتتحرر الموصل اليوم ، وأنتزاع مدننا المقدسة من براثن خوارج التأريخ ، فهو تحجيم وتقزيم التنظيم وشل قدراته العسكرية والأعلامية ، وسوف يؤدي إلى تقوية الموقف الداخلي الروسي في جدوى مساعدات الروس في دعم معركة التحرير السورية ضد الأرهاب ،
أهمية ” حلب ” الأستراتيجية !!!
-هي ثاني مدن سوريا بعد العاصمة دمشق والمفصل الأقتصادي في شمال سوريا ،أبرزها أنها كانت العاصمة الأقتصادية للبلاد ، وذات بعد تأريخي معيّن كحاضرة الشمال في سوريا ، أذ كانت قبل عشراتٍ من القرون ممراً تجاريا مهماً لطريق ( الحرير ) ولأنها تقترب من الحدود التركية بمسافة 50 كم ، ومن الحدود العراقية 30كم وثم إلى العمق البصري والهندي ، واليوم هي مركز سياحي ، والموقع المفضّلْ للبعثات الدبلوماسية . – قطع خطوط الأمدادات العسكرية واللوجستية بين الموصل وحلب والرقة لداعش والمعارضة المسلحة. – وكانت ضربة قاصمة للمعارضة السورية المسلحة والمدعومة من أجندات مختلفة قد تكون أمريكية أو تركية أم سعودية وقطرية
عوامل التي ساعدت على التحرير
أولاً/ عقائدية الجيش السوري الموحد المشرعن في الأستعداد الكامل لتحرير تراب وطنه من رجس المحتلين الجدد من جنسيات هب ودب أفغانية وباكستانية و تركية ومصرية وووو، وبديمومة أصرار وتحدي وتضحياتٍ جسام عبر سيولٍ من الدم ، وخراب بناهم التحتية والفوقية ولخمسة سنوات . ثانيا/ تشظي التوجهات الفكرية للمجموعات المناهضة للحكومة السورية وظهورها للعلن بشكل أشتباكات مسلحة بين تنظيم الدولة الأسلامية والمجموعات الكردية ، ومعارك مع بعضها البعض ، وأصطدام الكل بالمناوئين لبشار الأسد مثل جيش الفتح مما أدى إلى أنهيار وتعب تلك المجموعات المناوئة المختلفة أصلاً من حيث الهوية والمناطقية والعقائدية .ثالثاً/ الأندفاع التكتيكي للجيش السوري ومؤيديه من فصائل المعارضة الغير مسلحة وقوّة الطيران الروسي والتي أدت إلى تهديد طرق الأمداد وأعطت أشارة إلى وضوح معاناة شحة تدفق الأمداد العسكري والتعبوي واللوجستي والتمويني والذي أنعكس على خلخلة معنويات العدو .رابعاً/ التدخل الروسي في سوريا أنقذ القوات السورية من الأنهيار وأمدها بالأسلحة التكتيكية الحديثة والتدريب على حرب الشوارع ، وبالمقابل أن أمريكا ودول الأقليم من تركيا والسعودية وقطر والأمارات قد تخلوا عن الفصائل المسلحة في الأشهر القليلة الماضية ، وأن أمريكا بالذات والمعروفة بأنتهاج السياسة البراغماتية في التعامل مع القضايا الدولية الساخنة والباردة ضاربة،عرض الحائط ما ينجم من هذه السياسة النفعية بحلفائها ، ولا يغيب عن ذاكرة العراقيين نكثهم للأتفاقية الأستراتيجية ل2011 خامسا/- بعد خمسة سنوات من حربٍ ضروس أكل الأخضر فالأخضر ثم اليابس حصلت قناعة عند جميع أطراف القتال أو النزاع أن صح التعبير { أن لا سبيل إلى الحل سوى التعايش السلمي } وفعلا أدى تحرير حلب إلى خروج خمسة آلاف من المسلحين مع عوائلهم من شرق المدينة ، وتم جلاء 9 ألاف من بقيية المسلحين اليوم 17-12 وعودة ألأغلبية إلى أحضان الوطن ، أضافة إلى أن هذا الجلاءللمسلحين القتلة أنقذت آلاف السوريين من القتل والأستباحة . سادسا/ – وأن سوريا لم تفقد كل حلب بل أنها كانت تسيطر على 40% من المدينة في الجانب الغربي ، وأعتبر كعامل ديناميكي عسكري في قضم المناطق الشرقية ، بينما فرضت القوات العسكرية والجماعات الموالية لها طوقاً خانقاً على قوات المعارضة المسلحة المدعومة من داعش وفصائل النصره والجماعات الأسلامية الراديكالية والمدعومة بالأخونة التركية والمصرية المتواجدة في الأجزاء الأخرى من المدينة خاصة الأجزاء الشرقية .سابعا/ تحرير حلب بالأمس وتحرير الموصل غدا أدى إلى أفشال الحلم السلطاني التركي التوسعي في ضم حلب والرقة والموصل إلى دولة حريم السلطان .
معطيات التحرير الربحية
1-ضربة قاصمة للمشروع الصهيو – أمريكي في التقسيم سوريا . 2- رفع معنويات الداخل السوري وجيشه ،3- تحجيم التنظيم وشل قدراته العسكرية والأعلامية وبالتالي إلى تقوية الموقف الداخلي الروسي في جدوى مساعدات الروس ومشاركتها .4- أسترداد حلب بمثابتة هزة أرضية أدت إلى ظهور شروخ في كيانات الأعداء بشكل ( تغيير ) جدي في مواقف الجيوبولتيك ، وتخفيض سقوف الطلبات الماشية إلى الموافقة المبدئية على تغيير مطلب رحيل الأسد وأبداله بوقف أطلاق النار والحوار لأختيار أحد الحلين أما أشعال فتيل حرب كونية بتصادم الكبار أو تنازلات السياسيين في الغرب وتسوية سياسية تصب لصالح المنطقة الملتهبة ، وبالتأكيد يكون الحل الأخير أوكسيجيناً لرئة الأسد .
أخيراً/— وعادت ” حلب ” تلك العنقاء الأسطورية الحسناء إلى الوطن الشامي بمهرٍ ثقيل وبروافدٍ من الدماء والتضحيات الجسام ولخمسة سنوات وتقاربت مع صمود ” ستالين كراد ” الموشحة بأكاليل الغار ، المجد لشهداء الحرية ، وألف تحية للذين يدفعون الدم في سبيل أرضهم وعرضهم —-
*كاتب وباحث عراقي مغترب