السيمر / الثلاثاء 20 . 12 . 2016
رواء الجصاني
75/ من الطبيعي، والمؤكد ….. ولكن !!!!
بين عبارة “من المؤكد” و”من الطبيعي” واستدراك ” لكن” وشبيهتها “ولكن” … يتيه المرء، ويختلف، بل ويتضادد المنشغلون …. وها نحن نشير لبعض امثلة وحسب، من وقائع يعيشها العراق والعراقيون اليوم، وتتواصل دون مدى، كما نزعم:
– فمن المؤكد ان الدعوة للتسامح والمحبة والوئام قيم انسانية لاجدال فيها، كما نحسب… و” لكن” دعونا نتريث ونتساءل سوية: مع من يكون ذلكم التسامح، ولمن تكون تلكم المحبة؟!.
– ومن الطبيعي ان يكون الحرص على المدنيين في حرب الموصل وتحريرها، غاية واجبة ومطلوبة.. و” لكن” هل حقا ان جميع من يتصارخ بذلك، حريص على المدنيين، ام ان في باطنيته شئ من الحرص على “داعش”؟!.
– كما من المؤكد بان قولة الحق في ضرورة اجتثاث الفساد، امر لا بدّ منه لكل أميـن، مخلص للبلاد والامة .. و”لكن” هل يحق للفاسدين الملثمين ان يداهنوا بذلك ويبقى الاخرون صامتين ؟!
– وليس من الطبيعي وحسب، بل من الواجب، ان يكون لكل امرء رأيه وموقفه وفهمه لهذه القضية او تلك… و”لكن” مرة اخرى، هل ينبغي السكوت عمن يتلبس ثياب الاتقياء ليديف السم بالعسل، ويغضب حين يجري الرد عليه ؟!.
– ثم من المؤكد ألاّ يمنع أحد من ابداء ذلك الموقف الانتقادي الضروري، لهذا الحزب أو تلك الحركة السياسية… و”لكن” أما اجدى بأولئك المتصدين أن يدخلوا الساحة مباشرة، بدلاً من ان يوجهوا الناس من ابراجهم العاجية، وغيرها؟!.
– وتلازماً مع الفقرة السابقة، فمن الطبيعي ان ينتقد اي عراقي – حريص- حال بلاده التي تعيش المآسي كل يوم.. و”لكـن” اما الاجدر ان يترافق النقد بأقتراح البدائل ومشاريع الحلول على الاقل؟!.
– ومن المؤكد، بل والطبيعي تماماً أن يجد المعارضون هفوات هنا، وأخطاء وخطايا هناك، فيرصدونها، وينشرون عنها بكل حماسة وأندفاع … ولكن أما من الجريمة أن يدعوا ويزعموا أكاذيب يستغفلون الناس بها؟!.
– ولأن من المؤكد ان يغتاض المرء الذي تهضم حقوقه، فيروح مطالبا ومدافعاً عنها … و”لكن” هل من الضرورة أن تكون ردود أفعاله بتبني مقولة: أذا متّ ضمآنا فلا نزل القطرُ؟!.
– ووفقاً للسابقات اعلاه، فمن المؤكد ان يتصدى “المعنيون” و” المقصودون” لكاتب هذه السطور … و”لكن” اليس من النبل الأ يسود الاسفاف في الردود والجدال؟!
———————————————————— يتبع