السيمر / الخميس 05 . 01 . 2017
د . مصطفى يوسف اللداوي / فلسطين
سلمت يمينك أيها المقاوم القسامي الصنديد، أيها الجندي الفلسطيني المجهول، يا من ضغطت سبابتك على زناد بندقيتك قبل أكثر من سنتين، فأصابت رصاصةٌ من بندقيتك رأس ضابطٍ صهيوني كبيرٍ، مغرورٍ بنفسه، مختالٍ بجيشه، واثقٍ بنصره، فاخترقت جمجمته، وهتكت مخه، واستقرت في رأسه، لتصيبه بغيبوبةٍ كاملةٍ جعلته طريح الفراش ميتاً لأكثر من سنتين منذ عدوان جيش كيانه على قطاع غزة صيف العام 2014.
هنيئاً لك أيها الجندي المغمور، أيها المقاتل بصمتٍ، أيها المدافع عن الوطن والثغور بحق، فها قد أثمرت رصاصتك اليوم، وآتت أكلها ولو بعد حين، وقضت على قائد وحدة المضليين الإسرائيليين المغرور حجاي بن ايري، الذي تبختر على حدود قطاع غزة، وظن أنه داخلٌ إليها لا محالة، وأنه مستعبدٌ أهلها فيها لا مفر، وأنه وجيشه مؤدبٌ للمقاومة وأهلها، ولكن قناصاً فلسطينياً ودع أهله، وقبل يدي والديه، وعانق أطفاله وانطلق إلى الثغور، وقد استودعهم الله أمانةً عنده، فوفاه الله وعده، وحفظ عهده، وأعاد إليه أمانته، ولكن بعد أن سدد رميته، وأصاب غريمه برصاصته، فقتله اليوم بعد أن ذاق وأذاق المر لأهله ومحبيه أياماً طويلة.
اليوم نفرح لك أيها القناص الفلسطيني، ونفرح لأنفسنا ولشعبنا، فقد أذهبت رصاصتك غيظ قلوبنا، وحنق نفوسنا، وأسعدتنا ولو بعد حين، فاللهم أرح قلوبنا، واسعد نفوسنا، وأرنا في عدونا يوماً أسوداً، ننتقم منه ونثأر، ونؤلمه كما آلمنا، ونحزنه كما أحزننا، وليعلم العدو أن رجالنا له دوماً بالمرصاد، ينالون منه وإن ظن أنه بمأمنٍ منهم، ويقتلونه وإن ظن أنه ناجٍ منهم، فالله سبحانه وتعالى لن يترك هذا الشعب دون أن يكتب له يوماً فيه يفرح، وأياماً فيها يسعد.
نعم …. قتلانا في الجنة إن شاء الله، شهداء عند مليكٍ مقتدر في جنان الخلد يحبرون، نقدمهم ولا نحزن، ونتسابق إلى درجاتهم ولا نتردد، وقتلاهم في جهنم وفي النار خالدين فيها يعذبون أبداً، ولن يحققوا علينا نصراً وإن تظاهروا علينا بالقوة، ولن يمنعوا نصرنا وإن تأخر يوم فرحتنا.