الرئيسية / مقالات / خيارات شعب، و ليست خيارات قادة

خيارات شعب، و ليست خيارات قادة

السيمر / الأربعاء 01 . 03 . 2017

عبد الصاحب الناصر

ستتحرر نينوى و ستعود الموصل و يعود ابطال الحشد الشعبي بكل مراتبهم وترتيباتهم و انتماءاتهم و دياناتهم و طوائفهم، وانتصاراتهم التي حققوها بسواعدهم، و سقوها بعرقهم و دمائهم و زفوها مع ارواح شهدائهم. و سيطالبون السياسيين ان يكونوا عراقيين ” فقط ” مثلهم او اقلها ان يكونوا شامخين كقامتهم و رجال كرجولتهم و شجاعتهم. لن يطالبوا بغير هذا ، لا اكثر و لا أقل .
و الا فالحديث سيكون عراقيا صرفا ، لا كهذيان مقتدى الصدر و لا كشراهة عمار الحكيم، و لا مثل عفلقية الدون علاوي، او اخوان النجيفي او بصلافة و غباء الاخوين المطلكين ، او كمساومة العبادي و من نصبه، و لا تحت قيادات لم تأتي بما وعدت لاكثر من ثمان سنوات، و لا تيمناً بمسعود و اولاده و ابناء عشيرته القابعين في صومعة في اعالي جبال كردستان الشامخة الابية ، و لا حتى تحت سيطرة قادة احزاب باتت تهضم و تجتر تاريخها شرهة للسلطة تتشبث بأقل امل من جاهل الحس و المعرفة .

و ، فم ليس كالمدعي قولةً ……… وليس كآخر يسترحم
و لن يستمع هؤلاء العائدون الابطال الذين مازالوا يحملون جراح التحرير على اجسادهم و في ضمائرهم و مع ذكريات و خواطر زملائهم الذين استشهدوا بآلاف القرابين كقرابين ايوب، لن يستمعوا لهذيان المصابين بالعقم و بالتعفن .
سيطالبون بعراق ابي كما عرفناه وعشناه وأحببناه و عشقناه و نتذكره من ابعد اطراف الغربة و حتى عند حافات النسيان، عراق ليس كأي بلد و شعب ليس كأي شعب ، تم تغييبه لسنوات وراء واجهات مستوردة مزيفة لا يؤمن بها حتى من سوقها وروج لها بعد استيرادها و حشرها.
سيعود ابطال الحشد المقدس بشموخهم، يطالبون بانصاف شعبهم. لا شعارات بعد ذلك اليوم الكريم ، شعارات مزيفة مغشوشة تصنع و تكتب و ترسل من الخارج لانتماءات بائسة لكل شواذ وشذاذ الارض . شعارات يسترزقون منها من هم من انصاف المتعلمين و انصاف المثقفين و كتاب القطعة و عديمي الضمير و سماسرة الرواتب و التقاعد المصابون باسهال الكلام.
سيعود ابناء الحشد يطالبون بحقوقهم و حقوق فقرائهم و شهدائهم و جرحاهم .
فالثورة تنموا بين النباع و تحتمي بظلال نخيل العراق الباسقة وتنمو و تترعرع قرب السواقي و بين حافات الشواطئ واعماق الاهوار .
سيقولون للعراق الابي نحن ابنائك ، فكما حررنا اراضينا سنبني وطننا. خطوة خطوة، ثم تاتي الحقيقة التي تعاون في اخفائها الكل تقريبا ! الحقيقة التي اخفوها وزوروها و اطلوها و سوقوها على انها ” الحرية ” لكنها كانت حرية لهم فقط . او الديمقراطية التي مسخوها ، و جرجروها و استغلوها حتى ينتخبهم الناس فيسيطرون على كراسيهم و مناصبهم باستغلال عفوية شعب صعدوا على اكتافه و باصواته .

هما ضميران ، واحد لئيم و اخر كريم .
اربعة عشر عاما مرت سدى بعد اعوام البعث العجاف و الحصار الاقتصادي و المقاطعة و سيطرة ازلام البعث و ابناء جرذ العوجة، و الشعب صابر ينتظر الوعود بين ظلال السديم. كم من تحالفات وقعت باسم الشعب تحت حكمة و نيوءة لينين (ليس المهم مع من تتحالف) لكن الاهم هو(على ماذا تتحالف) ؟فعلى ماذا تحافوا اذا؟ حتى عام 78 يوم سلموا كل الضباط اليسارين لقمة صائغة للبعث . و لن اذكر حكمة “المؤمن ” التي تتكرر عضاته من ذات الجحر مرارا، و لا من يحس بها و لا حتى من يتعظ منها .
هرم مقلوب على راسه ، هي حالة العراق اليوم . اكثرية صابرة صامتة غدت غير ( القاعدة) ، و قادة اقلية جائرة جاحدة متزمتة تقود شعب و كأنهم قادة معصومون و منزلين ممن كتب عنهم بين طيات القران الكريم و الانجيل ، فهذا ابن سماحة فلان و ذاك عميد عائلة فلتان و آخر توارث سيوفه الخشبية عن حزب عنصري طائفي يحلم منذ خمسين عاما يتوسد عضويته تلك منذ شباط الاسود. و آخرون حديثي الولادة و الاستغلال شرهين لا رادع عندهم الا سباق التضخم و التورم بأموال السحت الحرام . فاصبح الحرام جاه و مكانة و قيمة يتوسط الناس الجياع عندها و يستعطفون .
سيعود ابطال الحشد الشعبي و سينتفضون لحقوق هذا الشعب يطالبون بحقوقه المنسية بكل قوة وعزيمة كعزيمتهم عند مقاتلة الدواعش و من ورائهم و من خلفهم و من مولهم و جندهم و احتضنهم ، و من مازال يتبنى شعاراتهم الملغومة بالحقد و العنصرية و كل انواع الائمة.

فكل محب لشعبه مصيب و كل غد لناظره قريب
اما الموعد ،،، فازف لا محالة ، عن ابي فرات سنة 1960 في مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي الثاني في بغداد الحبيبة
ازف الموعد و الوعد يعن و الغد الحلو لاهليه يحن

اترك تعليقاً