أخبار عاجلة
الرئيسية / اصدارات جديدة / اللاجئون والأجانب 1850 – 1980 / 4

اللاجئون والأجانب 1850 – 1980 / 4

السيمر / الجمعة 17 . 03 . 2017

للمؤلف هنريك لوند
تقديم مكارم ابراهيم

عام 1945 الاسرى الروس والافرنجة .
في 4 ايار عام 1945 استيقظ اهالي جزر لانغةلاند الواقعة جنوب الدنمرك على منظر غريب يشبه برصيف عائم من البشر من اسرى الحرب العالمية 1500 اسير حرب روسي وفرنسي على بعد مئة متر من شواطئهم وكانوا في وضع مزري للغاية حيث قضوا اربعة ايام في وسط بحر البلطيق بلا طعام وبلا اية حماية بعد تقدم الجيش الاحمر والضغط على جيوش هتلرمما ادى الى وصول الاسرى الى جزر لانغة لاند الدنمركية وبسرعة تم توزيع اسرى الحرب على مدارس البلديات الحكومية في منطقة لانغة لاند مع استسلام الجيش النازي الالماني تم توزيع الاسرى الروس في مدرسة حكومية في مدينة رودكوبينغ , ولم تكن لهم اسرة بل نام الاسرى على اعشاب نبات الهالم والسجاد وكانوا شاكرين لهذا بكل الاحوال وممتنين على الرعاية لهم . وفي صورة في الصفحة 270 نشاهد الاسرى الروس في عملهم اليومي وهم في المطبخ يساعدون النساء الدنمركيات في اعداد الطعام بوضع الزبدة على قطع الخبز الاسمر وعددها يصل الى 4200 قطعة خبز تقريبا وعلى كل حال كان الاسرى الروس يعشقون الموسيقى والغناء ولهذا شكلوا فريقا موسيقيا وغنائيا يعزف ويغني كل مساء ويستمتع الاهالي الدنمركية في سماع عزفهم وغنائهم الى جانب براعتهم في الاعمال اليدوية التي ينتجونها يوميا ثم يعرضونها للبيع للاهالي وكان هناك برنامج للاسرى يوضع على لوحة في مدرسة رودكوبينغ يتضمن برنامج عملهم اليومي اربع ساعات في الحفر والمشي وساعة في التدريس السياسي وفي صورة في الصفحة275 نشاهد الاسرى الروس منشغلين قبل رحيلهم بشراء اشياء كثيرة لان رحلتهم طويلة جدا كالخبز الجاف الذي يتحمل الطريق الطويل ولايتعفن .
وشارك الاسرى الافرنجة مع اهالي المدينة لمباريات كرة القدم حيث الارباح كانت تذهب الى ضحايا الحرب العالمية وللنضال من اجل التحرر من النازية وبعد شهر واحد من وصولهم الى لانغ لاند رحل الفرنسيون عن الدنمارك بينما الاسرى الروس اضطروا للبقاء حتى 16 اغسطس اب للرحيل من مدينة رودكوبينغ على الباخرة وكانوا من الشيوعيين رافعين العلم الاحمر للمطرقة والمنجل الموالين الى الزعيم الروسي ستالين في رحلة طويلة اكثر من 8000 كم شرقا حتى تصل بهم الباخرة الى جنوب سيبيريا .
وفي الصفحة279 نشاهد الاف الاهالي الدنماركية من مدينة غوذكوبينغ يودعون الباخرة على المرفا المحملة بالاسرى الروس في 17 اغسطس اب.
وبعد 45 عاما كتب احد الروس الشيوعيين سابقا i.karsakov .ا للسفارة الدنماركية في موسكو يقول في رسالته اتمنى ان تساعدوني على ايجاد الرفاق الدنماركية ممن انقذوا حياتي قبل 45 عاما في علاجهم لي ورعايتهم لي لمدة ثلاثة اشهر وكان عمري حينها 18 عاما والان عمري 65 عاما اتمنى ان اشكرهم على رعايتهم واهتمامهم في انقاذ حياتي وحياة كل الاسرى ورعايتهم فقد كنت اسير مريض بين الاسرى.
1949-1970….. علينا ان نتعلم الاكل بالعود!
وفي عام 1949 تم افتتاح المطعم الصيني في كوبنهاكن لاول مرة وكان يملكه ثماني اشخاص قادمين من الصين واحدهم كان بروفيسورفي الموسيقى الصينية السيد جانغ جاي وو . وللعلم فقد كلفهم افتتاح هذا المطعم الصيني مئة الف كرونة في ذلك الوقت وتميز بالديكور الصيني وقد اطلق عليه اسم البيت الصيني حيث كان في الشارع الملون وسط العاصمة كوبنهاكن وقد احرز نجاحا كبيرا البيت الصيني حيث يتدفق الزبائن الدنمركية كل ليلة باعداد كبيرة ولدرجة ان الصحف الدنمركية بدات تكتب عن نجاح هذه الظاهرة الجديدة ويستمر نجاح المطعم الصيني الى يومنا هذا وخاصة بتذوق الاطعمة اللذيذة الغريبة والاكل لاول مرة بلا شوكة وسكين بل الاكل بالعود وبسبب نجاح المطعم الصيني مما ادى الى افتتاح العديد من المطاعم الصينية في وسط كوبنهاكن وفي عام 1967 افتتح في الجزيرة الثانية مطاعم صينية في مدينة ارهوس ومدينة البورغ طبعا بداية لم يكن عدد الجالية الصينية في الدنمارك يتجاوز الاربعين شخصا ولكن مع استثماراتهم في افتتاح المطاعم الصينية وبيع الاغذية بالعربات المتحركة في حال ان دخل المالك قليل لايملك افتتاح مطعم وبدا الشعب الدنمركي يعتاد على رؤية الاكل الصيني الجاهز السريع الذي يباع في العربات وحتى ان بعض الاطعمة الصينية يتم تصنيعها وبيعها في السوبرماركت حتى يومنا هذا مثل شركة دالون التي بدات بصناعة المعجنات الصينية الجاهزة والتي تباع حتى يومنا هذا في السوبرماركت .

1956-1957 استقبلت الدنمارك 1400 لاجئ هنغاري بعد لتمرد في هنغاريا
في بداية نوفمبر 1956 انتفض الشعب في هنغاريا على حكومته الشيوعية عندما اقتربت الدبابات الروسية من حدودهم وبعد ان تمت تصفية العديد من الاصلاحيين وهرب الاف اللاجئين الى حدود النمسا واستقروا في معسكرات ايزنستاد 60 كم عن فينا عاصمة النمسا . وقد تضامن الشعب الدنماركي بشكل كلي بلا حدود مع لاجئي هنغاريا من خلال جمع التبرعات لهم ففي مدينة فيبورع خلال شهر واحد تم جمع تبرعات اكثر من عشرة مليون كرونة دنمركية واستقبالهم ومع نهاية شهر نوفمبر ارسلت الحكومة الدنمركية قطار الى النمسا لجلب الف واربعمئة لاجئ هنغاري من هناك الى الدنمارك!
ومن اجل توطيد فكرة الاندماج عند اللاجئين الهنغار مع الثقافة الدنمركية اسست هيئى مساعدة اللاجئين في الدنمارك منظمات انسانية ومنظمات المجتمع المدني المتنوعية الى جانب الصليب الاحمر وانقذ الاطفال وغيرها كثيروذلك لان اللاجئين من هنغاريا لم تكن لهم اية معلومات عن ثقافة الشعب الدنمركي وليس لهم اية فكرة عن الحياة في الدنمارك ومناخه الشتوي البارد جدا ولهذا قرروا بالسفر الى دولة اخرى ربما !
وعند وصول القطار من النمسا والمحمل باللاجئين الهنغارتم توزيع اللاجئين على 16 مكان في كل انحاء الدنمارك واكبر مكان كان في مستشفى ماريبوفي جزيرة لولاند حيث استقبلت 115 لاجئ وقد شكل اللاجئين الهنغار فريق لهم يعمل بموازاة عمل الشرطة لحماية اللاجئين والاهالي في نفس الوقت من اية مشاكل . وعن الاندماج في غضون ستة اسابيع كتبت مجلة اليوم ” علينا الاسراع بدمج اللاجئين الجدد من خلال الاختلاط اليومي بنا والا سيصعب عليهم الاستقرار هنا في الدنمارك وبدا حياة جديدة مع ثقافة جديدة ” وتجدر الاشارة الى انه 800 لاجئ هنغاري من المجموع الكلي 1400 قرر البقاء في الدنمارك فالغالبية منهم سافر الى امريكا و133 لاجئ قرر العودة الى هنغاريا فيما بعد بينما 13 منهم توفي .ومن بقي منهم في الدنمارك تزوج فيما بعد من امراة دنمركية واسس حياة عائلية مستقرة ومازال يعيش في الدنمارك حتى يومنا هذا.

وللحديث تتمة مع الجزء الخامس

اترك تعليقاً