الرئيسية / مقالات / لطيفة اغبارية: انطباعات طازة من زيارتنا لـ”جورجيا” هل كان ستالين سفّاحا أم العكس صحيح.. مباني حكومية زجاجية للشفافية أمام الشعب.. رياضة بلا روح رياضية.. قصة المذيعة “العربية” في التلفزيون الاسرائيلي ودموع تماسيحها على أطفال سورية.. تفجير الكنائس في مصر

لطيفة اغبارية: انطباعات طازة من زيارتنا لـ”جورجيا” هل كان ستالين سفّاحا أم العكس صحيح.. مباني حكومية زجاجية للشفافية أمام الشعب.. رياضة بلا روح رياضية.. قصة المذيعة “العربية” في التلفزيون الاسرائيلي ودموع تماسيحها على أطفال سورية.. تفجير الكنائس في مصر

السيمر / الاثنين 10 . 04 . 2017

لطيفة اغبارية / فلسطين

نعتذر لكم بداية عن التأخر في كتابة المقال، لأنّنا عدنا قبل ساعات فقط من هذا اليوم (الأحد) من دولة “جورجيا”، وعلى الرغم من تعب السفر ووعكتي الصحيّة الشديدة بسبب الطقس البرد القارس في جبال القفقاز التي يصل ارتفاعها إلى 2100م المغطاة بالثلوج الذي لم نعتد عليه في بلادنا، فلسطين” إلا انّه وجب علينا تسجيل بعض النقاط التي أثارت اهتمامنا في طبيعة هذه البلاد الجميلة، وممّا لفت نظرنا هو وجود الكثير من البنايات الحكومية الزجاجية، وهذا الأسلوب اتبعته هذه الدولة لمكافحة الفساد وإجبار الحكومات على إتّباع أقصى درجات شفافية الإدارة وكأنّهم يقولون للشعب بشكل غير مباشر “نحن هنا وبإمكانكم مشاهدتنا ماذا نفعل في المكاتب”، عدا عن تغيير الموظفين باستمرار، أي أنّه لا يوجد كرسي ثابت للرئيس أو المسؤولين الذين لا يتزحزحون عنها حتّى الممات.

تماما مثل حال العرب عندنا!!!
النقطة الثانية التي أثارت الجدل في المجموعة التي رافقتها هي انقسام الرأي حول ستالين إن كان سفّاحًا أم زعيما كبيرا، قدّم الكثير لشعبه. ما شعرناه هو وجود التقدير لشخصه من شعبه من خلال الاحتفاظ في مكتبه وصوره الشخصية والكثير في متحف خاص به، أمّا بالنسبة لنا” فإنّ ستالين لم يخلُ تاريخه من الدماء وقتل الملايين وتجويع الفلاحين الذين قام بتصفيتهم لرفضهم ضم مزارعهم في تعاونات اشتراكية، وجرائمه أيضا ضد المسلمين، عدا عن احتقاره لأقرب الناس إليه وهي والدته التي كان ينعتها بالعجوز الشمطاء، وكما يقال من لا يوجد فيه خير لأهله لا يوجد به خير للناس حتى لو كانت له بعض الانجازات، ولكن رغم ذلك شعرنا أنّ شعبه يحترمه، وإلا لماذا تخليد جميع مراحل حياته وعرض أغراضه في مُتحف يخلّد تاريخه.
************
رياضة بلا روح رياضية
حتّى البرامج الرياضية التي يجب أن تتصّف بالروح الرياضية، أصبحت تخلو من هذه الروح. فقد شهدت حلقة برنامج “الحصاد الرياضي” على قناة “24 الرياضية” ملاسنة حادّة بين مقدّم البرنامج وأحد ضيوف الحلقة وصلت للتهديد والوعيد بين الطرفين.
وأظهر مقطع فيديو متداول لحلقة البرنامج المذكورة، مقدم البرنامج وهو يخاطب ضيفه بحدة قائلا: “لا تتندر.. انتبه أنت على الهواء” فينتفض الضيف بدوره متسائلا “ماذا تقصد.. هل تهددني” فيرد المقدم “نعم أهددك”، ليرد الضيف لا تهددني أنا لا أحد يهددني.. أنا لا أخاف إلا من الذي خلقني .. انتبه.”
وما أشعل الملاسنة بين الطرفين، أنّ الضيف قاطع أحد الضيوف بتعليق أغضب مقدّم البرنامج الذي اعتبر التعليق تندّرا واستخفافا غير لائق.
*********
دموع التماسيح على سورية
من يرفض الإرهاب والمجازر عليه أن يرفضها جملة وتفصيلا، فلا يجوز أن يبيح القتل ويسكت عنه بحق شعب ما، بينما “تنحرق بصلته” ضد شعب آخر. فقد ظهرت المذيعة “لوسي هريش” وهي عربية، على القناة الإسرائيلية “الثانية” وهي تتحدث باللغة الانجليزية ثم بالعربية وهي تتحدث عن “مجزرة خان شيخون”، وبدأت تصرخ قائلة “وينكو يا عرب، وينكو يا مسلمين، وينكو يا خون”.
لا نصدق ذرف دموع التماسيح من قبل هذه المذيعة على ما جرى لأطفال سورية، لأنّ مثل هذه المذيعة لم تذرف دموعها على أطفال ورجال ونساء غزة الذين حرقتهم القنابل العنقودية.وكانت المذيعة علقت خلال حصار مدينة حلب السورية، وقالت إن ما يجري محرقة.
جميل جدا لكن ماذا أيضا مع الحصار على غزة منذ سنوات، وتضييق الحياة عليهم، هي قالت جملة حق يراد بها باطل. ثم كنّا ننتظر أن تخبرنا من هم العرب الذين تستغيث بهم لنجدة سورية، والتي أصبحت مزرعة للجميع “لمن يسوى ولمن لا يسوى” يعيثون فسادا وخرابا، ولتخبرنا من الذي يشارك أيضًا في المجازر ضد أهل اليمن، أوليس أطفال اليمن هم من البشر أيضا.
لا نعتقد أنّ القناة التي تعمل بها هذه المذيعة والتابعة لـ”إسرائيل” هي فعلا حزينة على السوريين، أو غيرهم من العرب، لأنّهم (أي العرب) يقومون بدورهم على أكمل وجه، ويؤدون مهمة القتل.
فارحمونا من دموع التماسيح، ودعوا دموع العرب للتاريخ ليسجل من قام بهذه الأعمال بحقهم.
*************
تفجير كنيسة مصر
ما الذي جرى للعقل العربي حتى يصل لهذه الدرجة من الوحشية، حتى بتنا نصدق مقولة ابن خلدون الشهيرة” أينما حل العرب حل الخرب” فما جرى في مصر من تفجير كنيسة “مارجرجس″ في طنطا المصرية بمحافظة الغربية بدلتا النيل، وقتل العشرات وجرحهم لا يدلّنا إلا أنّنا نعيش في زمن الانحطاط الذي لا يبشّر بالخير.
نشعر بالحزن والألم عندما نقوم بزيارة دول أوربية وبعضها دول مليئة بالقرى والمنازل المتواضعة كما الحال مع “جورجيا” يعيشون بسلام ووئام، ويقتاتون على منتوجات بسيطة مثل “الطماطم” و”الجبن” “والعسل” وعلى الرغم من حالة الفقر هذه إلا أنّ هؤلاء الناس يعيشون بسعادة وراحة بال، ولا يشكل لهم الفقر لديهم كما يدّعي البعض الذين يبررون العنف النزعات الإجرامية.
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية “إسلام الكنتاكي” وفي حوار معه لفضائية “إكسترا نيوز″ طالب بتتبع الجماعات الإرهابية، ومعرفة كيفية وصولها لقلب الدلتا، مؤكدا أنّ وصولهم للدلتا هو فشل لهم ونجاح لقوات الأمن بعد تضييق الخناق عليهم في سيناء، مؤكدا أنّ الإرهاب يحاول إحداث فتنة طائفية في مصر،ولكنه سيفشل، مشيرا إلى أن المعركة مع الإرهاب طويلة وتحتاج إلى نفس طويل.
حادث تفجير الكنيسة هذا هو ليس الأول الذي يقع في كنائس مصر، ولا ندري كيف لا تتم حماية هذه المقدسات بعد تكرارها واعتدائها على دور العبادة التي أصبحت ملجأ غير آمن للأسف.

*كاتبة فلسطينية

رأي اليوم

اترك تعليقاً