الرئيسية / مقالات / الدهس والدهس المقابل وبينهما الإنسان

الدهس والدهس المقابل وبينهما الإنسان

السيمر / الاثنين 19 . 06 . 2017

صالح الطائي

لم يترك الفكر الداعشي وسيلة تحط من الإسلام وتثير مشاعر الكراهية والبغضاء والرفض ضده إلا واستخدموها بتقنيات عالية ليكون تأثيرها أوسع، وكأن شيطانهم أوحى لهم بأن يستفزوا ويسْتعْدوا العالم كله ضد الدين ابتداء من الشباب المسلم في البلدان الإسلامية؛ الذين تحولوا زرافات ووحدانا إلى صف العلمانية والإلحاد وعداء الدين، ورفض الأديان، وصولا إلى الأوربيين الذين احتضنوا المسلمين المهاجرين ودافعوا عنهم ووفروا لهم حياة كريمة حرة بعيدة عن كل أنواع الإكراه الذي كانوا يعيشون تحت ظلاله في بلدانهم فأثاروهم وأجبروهم على استخدام الأنموذج الداعشي في الرد على الفعل، فالأوربيون قد يقبلون منك ما يستفزهم ويقبلونك على مضض ولكنك متى ما تحولت إلى تهديد خطير يجابهوك بأساليب قد تكون أكثر قبحا من أسلوبك، وهم ليسوا عاجزين عن الرد على عمليات الدهس بالسيارات والشاحنات التي ينفذها الإرهابيون الإسلاميون بالمثل وبالأسلوب ذاته، فما هو متاح لك في بلدانهم متاح إليهم أكثر منك، وأخلاق المسلم الذي يأبى الرد على تطرفك خوف إصابة الأبرياء بالأذى ليست موجودة لديهم، فهم يرفضون أن يكونوا ضحايا ولا يثأرون ممن يلحق بهم الأذى.
إن سكوتهم حينا من الدهر على رد الإساءة بالإساءة جعل الدواعش يوغلون بفعلهم الدنيء وياستمرئون تكرار الجريمة، وهم لا يعلمون أن الرد جاهز والدليل أن ردهم على عمليات الدهس التي قام بها الدواعش مؤخرا في بريطانيا جاء سريعا ومباغتا وقاسيا، لا يختلف عن فعل الدواعش بل يطابقه في أن ضحايا الفعل ورد الفعل كلهم من الأبرياء، إذ قام ثلاثة شباب بريطانيين بدهس مسلمين أثناء خروجهم من مسجد (فينسبري بارك) شمال لندن، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة والمتضررون جميعهم حسبما أعلنت مصادر الشرطة البريطانية من الجالية الجزائرية والصومالية.
وهذا يعني أن على جميع المسلمين المقيمين في أوربا أن يدلوا بما يتوفر لديهم من معلومات عن نشاطات الدواعش لأن تنامي ردود الفعل إلى هذا المستوى العنفي الدموي الخطير يعني أنهم وعوائلهم وأولادهم باتوا في عين الخطر وأن ردود الفعل قد تكون أقسى في المرات القادمة ولاسيما وأن هزيمة داعش في العراق وسوريا ستجبر الدواعش الأوربيين على العودة إلى بلدانهم، وهؤلاء سيقومون بعمليات تخريبية متكررة تثير الشعوب الأوربية على الإسلام، فضلا عن مخاوف الأوربيين التي ستدفعهم إلى عدم توظيف المسلمين خوفا من ممارسات بعضهم المنحرفة، وهذا يعني أن المسلم الأوربي سوف يحاصر بين بارين نار الإرهاب ونار الثأر.

اترك تعليقاً