السيمر / الاثنين 19 . 06 . 2017
مها تقي
البارحة كان يوم عصيباً جدا عليَّ…… اوكلت لي مهمة صعبة جدا وهي ان اكتب لطالبة كفيفة … ..البنت حلوة وصاحبة ابتسامة رائعة… .روحها جميلة جدا… ..وكأن سعادة الدنيا بين يديها ولم ينقصها شئٌ…… كنت اتحاشى هذه المهمة طيلة الايام السابقة ولكن لامناص منها….. جلست بجانبها كانت ثابتة وذات ثقة عالية وانا مهزوزة ارتجف لثقل المهمة وهيبةًلجمال هذا الكائن الذي امامي…… بدأت اقرأ لها بهدوء وبصوت واضح… ..تبتسم ان عرفت الجواب قائلة (إي هذا ماما سمعتلياه قبل شوية ) وانا ابتسم لابتسامة ثغرها وظهور اسنانها الجميلة…… تقول لي صوتك يشبه صوت مدرسة احبها (گلتلها واني وهي نحبچ بعد )…… ثم اقرأ على مسامعها فرع لا تَذكر اجابتَه فتختفي الابتسامة وتعرق الجبهة وقلبي يدق بنفس سرعة دقات قلبها……أشجعها وانتظرها وادعو رب السماء ان يأخذ بيدها ويفتح صدرها للاجابة فتتذكر وانا اكتب بيد مثقلة من هول ما أرى (بنت كفيفة تحاول جاهدة ان تكمل دراستها وامها في الخارج تموت قلقا عليها ولآخر لحظة هي تردد على مسامعها التعاريف والتعاليل وما الى ذلك……. وهناك من اعطاهم الله كل شئ وهم متبرمون فاشلون يرهقون اهليهم ويحملوهم مِنة الاستمرار في الدراسة واموال الدروس الخصوصية)المهم استمر الخط البياني للابتسامة تارة يرتفع فتعرض الابتسامة لمعرفتها الجواب وتارة ينخفض عندما لاتعرفه او انها غير متأكدة منه فيظهر الارتباك عليها وتبدأ بقضم اظافرها وانا اموت قلقا عليها… ..اكملت قراءة الاسئلة وكتابة اجوبتها وقرأت على مسامعها إجاباتها مرتين للمراجعة كي تضيف او تحذف حسب ما ترتأي……..مرددة (ست اسفة تعبتچ)… ..سلمت دفترها وانزلتها السلم واصطحبتها لوالدتها المسكينة الجالسة والقلق والحر والصيام اخذ منها مأخذا شكرتني وقبلتني….. وقبلت جبينها ودعوت لها بالعافية والصبر
#وزارة_التربية…… .ماضركم لو اعفيتموها من امتحان الكيمياء كما قررتم مع امتحان الفيزياء والمسائل الرياضية…… .هل سيتوقف تطور العراق وتقدمه على معاناة هذه المسكينة وهي تعاني كي تتذكر تفاعل الكاربون مع السليكون……كان الاجدر منك ايها الوزير الشاب ان تهتم يفتح مدارس خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومناهج تلائم قدراتهم وتوفير باصات مجانية لنقلهم ولو كانوا في ابعد نقطة عن المدرسة … ..كي يدعون لك وللعراق بالخير…….. ماضركم لو اهتممتم بهم…….. وكنتم سندا لعوائلهم الذين امتحنهم الله بأولادهم.