السيمر / الاثنين 09 . 10 . 2017 — كرم #كوبا اليوم ذكرى الزعيم الارجنتيني الثائر ارنستو “#تشي_غيفارا الذي قتل قبل 50 عاما في ادغال بوليفيا.
ويترأس الرئيس الكوبي #راوول_كاسترو، في مدينة سانتا كلارا وسط البلاد، احتفالا ينظم للمرة الاولى في غياب شقيقه فيدل كاسترو الذي توفي في نهاية 2016، في المدينة الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر شرق العاصمة الكوبية، ودفن فيها رفات قائد الثورة واثنين من رفاقه.
والتغيير الآخر هذه السنة هو ان آخر حركتي تمرد يساريتين في القارة، “القوات الثورية المسلحة الكولومبية” (فارك) و”جيش التحرير الوطني” اللتين تستلهمان مبادئهما من “تشي” تحديدا، تقومان اما بتسليم السلاح، واما بالتفاوض حول السلام في كولومبيا.
وكان جندي بوليفي اعدم ارنستو “تشي” غيفارا الذي كان يبلغ 39 عاما، في 9 تشرين الاول 1967. لكن في كوبا يتم احياء هذه الذكرى سنويا في 8 تشرين الاول، يوم اسر في قرية في الانديس.
وتنظم الاحتفالات الاثنين في بوليفيا، في حضور ابناء “تشي” والرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي اتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) هذا الاسبوع “باضطهاد غيفارا وتعذيبه واغتياله” خلال الاشهر الـ11 من حركة التمرد التي قادها في بوليفيا.
وكانت جثة المتمرد الارجنتيني القيت في حفرة في بوليفيا، وعثر عليها قبل 20 عاما قبل اعادتها وسط مراسم تكريم الى كوبا، حيث نظمت جنازة وطنية له.
منذ 1997، زار اكثر من 4,7 ملايين شخص ضريح “تشي” الذي يعلوه تمثال كبير من البرونز في سانتا كلارا، المدينة التي تعتبره ابنها بالتبني منذ الانتصار الحاسم الذي حققه فيها في كانون الاول 1958 على قوات الديكتاتور الكوبي فولغنسيو باتيستا (1952-1958).
ونشرت الصحافة الكوبية في الايام الاخيرة عددا كبيرا من المقالات والدراسات عن بـ”تشي”. وفي الاذاعة والتلفزيون الكوبي، تم تكريمه ايضا عبر حفلات سيمفونية وصور من الارشيف، ترافقت مع مقتطفات من خطب غيفارا الذي كان ايضا وزيرا للصناعة في اول حكومة ثورية في كوبا.
وسيطرح ايضا تطبيق محمول أطلق عليه اسم “سيمبيري تشي” (تشي دائما) مخصص لضريح سانتا كلارا، على هامش الاحتفالات في هذا البلد الذي تعد فيه خدمة الانترنت واحدة من الاكثر محدودية في العالم.
وسار آلاف الطلبة الخميس على خطى “تشي”، لاحياء ذكرى معركة سانتا كلارا. وينضم اليوم عشرات الشبان الى صفوف منظمة “رواد” للشبان التي جعلت شعارها “رواد من اجل الشيوعية، سنكون مثل تشي”.
ولد ارنستو “تشي” غيفارا في 14 حزيران 1928 في روزاريو، من عائلة بورجوازية ارجنتينية. في شبابه، جاب تشي، الذي درس الطب، اميركا اللاتينية، على دراجتين هوائية ونارية، واطلع فيها على بؤس المحرومين في القارة، خصوصا مجموعات السكان الاصليين.
العام 1955، التقى فيدل كاسترو المنفي في المكسيك، والتحق بصفوف الثوار الكوبيين في المقاومة التي تقاتل باتيستا. وبعد 10 سنوات، ابتعد عن كوبا وعن اتباع كاسترو، لخوض معارك جديدة.
العام 1965، كتب لفيدل كاسترو مستأذنا باجازة لنقل المقاومة الى افريقيا، خصوصا ان “مناطق جديدة من العالم تطالب بمساهمة جهودي المتواضعة”. وانتهت هذه الرسالة بعبارة اصبحت شهيرة: “دائما حتى النصر”.
وتلت ذلك شهور من “الاختفاء” لدى وجوده في الكونغو، لمحاولة فرض الثورة المسلحة فيها، من دون تحقيق اي نجاح، قبل ان يبدأ في بوليفيا حربه الاخيرة.
وتنتشر صوره في كل انحاء كوبا، لا سيما تلك التي يبدو فيها طويل الشعر، وقوي العينين، معتمرا قبعة ومرتديا سترة.
وقد التقط هذه الصورة المصور الكوبي المتوفي ألبرتو كوردا. وجابت ارجاء العالم، وزينت جدران غرف أجيال من الطلبة، وتستخدم اليوم لتحقيق انتعاش تجاري، بينما تبقى دائمة الحضور في التظاهرات في كل انحاء العالم.
وأوجز مدير معهد البحوث الكوبية في جامعة فلوريدا جورج دوناي الوضع بالقول: “البعض يعتبر تشي غيفارا شهيد النضال الثوري… ويشدد آخرون على شخصيته الدموية والتسلطية”. لكنه اصبح “شخصية اسطورية، رمزا لثورة الشباب والنضال من أجل العدالة والمساواة الاجتماعية”.
وكالات ، النهار اللبنانية