السيمر / الخميس 01 . 03 . 2018
رسل جمال
في هذا اليوم وفي كل عام تمر علينا ذكرى عيد المعلم، ذلك المربي ومصنع القادة ورجال الغد، في كل عام هناك وقفة استدراكية لصورة معلم الامس ومعلم اليوم، وقفة مراجعة شاملة وعامة ﻷحوال معلمينا كيف كانوا؟ وكيف اصبحوا؟ وهل عوامل التقدم والتطور زحفت على هيبة المعلم اليوم، واصبحنا نسمع قصص التعدي على المعلم والنيل منه، امور اعتيادية؟!
أهكذا تتقدم الامم؟ اذا علمنا ان الدول المتحظرة توازي منزلة المعلم بمنزلة الوزير، لانهم يدركون أهمية المعلم في بناء المجتمع، و قدرته على افراز أفراد نافعين للدولة.
لنتخيل معآ كيف تكون الحياة بدون معلم؟ اي بدون أدب ولا ذوق ولافن؛ ما فرقنا حينها عن مجتمع الغاب؟ من هنا نستخلص اهمية دور المعلم وما يقع على عاتقه من مسؤولية كبرى في تقدم الشعوب والامم.
معلم اليوم عليه ان يعيد اعمار ما خربه الارهاب، وان يعيد تأهيل بيئة صحية تتقبل الاخر وتؤمن بوجوده، لا ان تقصيه وتصادر صوته!
كيف يمكنني ان انسى معلمتي الاولى “ست هند” ؟وباقي المعلمون الذين صادفتهم في رحلتي بدرب العلم والمعرفة، اولئك الذين بذلوا قصارى جهدهم، لوضع اللبنة الاولى وحجر الاساس في الاذهان!
وسعوا لبناء منظومة معرفية، التي عليها يقوم كل ما نحن عليه اليوم من الادراك المعرفي، والشهادة الاكاديمية.
مازال البعض منهم يتابع تلاميذه، ويراقبهم بل وينهرهم حتى بعد تخرجهم!
أي تفاني هذا واي حرص؟!
اعتقد ان المعلم وحده من يحق له ان يوبخنا وان يقسو علينا، فهو الاب الثاني، وعلينا ان نحترم أباءنا جدا.