السيمر / فيينا / الاثنين 14 . 10 . 2019
اسعد عبد الله عبد علي
في زمن قديم جدا, وبالتحديد قبل عشرون الف سنة, كانت هنالك غابة يحكمها بغل خبيث وشاذ, كان لا يفهم السلم والخير, كثير المشاجرات, كثيرا ما اقلقه هاجس زوال حكمه للغابة, واخيرا توصل لفكرة تخلد سطوته على الغابة, فعمد البغل الخبيث على استغلال شهوات ابن اوى, فجمع قطيع منهم ليكونوا ذراعه ضد اهل الغابة, مقابل ان يقدم البغل نفسه اليهم ليمارسوا الشذوذ به, كان هذا ثمن تثبيت حكمه, واستمر يفعله عن طيب خاطر.
بعد ان نشر الظلم والخراب في ارجاء الغابة, وايضا للحذر والخوف من حراك جمعي تقوم به حيوانات الغابة ضدهم, قرر قطيع ابن اوى التخلص من هذا البغل الداعر, للحفاظ على سلطتهم.
وتم لهم ما ارادوا, وتم سلخ جلد البغل الشاذ, ورميه في مستنقع بعيد تجمع فيه الاجساد القذرة, لكن لم يحسب كبير ابن اوى فكرة من يكون البديل, لذلك فتحوا باب الترشيح لمنصب ملك الغابة, مع شروط سرية يطرحوها لمن يتقدم, فان قبلها تم, وان رفض يتم اكله فورا, والشرط الاساسي ان يهب نفسه لقطيع ابن اوى ليمارسوا الشذوذ به مقابل صك حكم الغابة.
فتقدم ستة وخمسون حمارا كلهم موافقون على كل شروط ابن اوى, وهذا ما اثار عجب ابن اوى, الذي اندهش من انحطاط المتصدين لحكم الغابة, الحمار الغبي, والحمار الساذج, والحمار الشرير, والحمار حماقة, والقافلة تطول ….
وتحكم بالغابة هذه المجموعة من الحمير الشاذة! التي لا تفهم معنى النظافة والشرف, بعضها يسرق بعض, وبعضها ينكح بعض, ويتشاركون في حرق الاشجار ونشر القمامة اين ما حلوا, كان قدوتهم في الحياة ذلك البغل الشاذ, وها هم يسرون بسيرته خطوة بخطوة.
مما جعل سكان الغابة في حيرة دائمة, فلا سبيل للخلاص من سطوة الحمير الشاذة والفاسدة, خصوصا ان قطيع ابن اوى يحمي تلك الكائنات المنحرفة عن الطبيعة.
وكان اخر قول لأهل الغابة: عسى ان يأتي يوم ونتخلص من هذه الحمير الداعرة, ويعود العدل لكل الغابة.