الرئيسية / مقالات / السيد رئيس الوزراء، اطردْ وزير النقل أو قدمْ استقالتك

السيد رئيس الوزراء، اطردْ وزير النقل أو قدمْ استقالتك

السيمر / فيينا / السبت 01 . 08 . 2020

سليم الحسني

بكلمة مباشرة اليك، هذا هو المطلوب منك يا سيادة رئيس الوزراء. فما قام به وزير النقل (ناصر حسين) يمثل إستهانة بكرامة المواطن، واستهانة بالحكومة، وكأنه يريد أن يقول هذه الوزارة لي، وأبحثْ أيها المواطن عن أقرب جدار لتضرب رأسك به.
كنتَ يوم أمس أيها السيد الكاظمي تتحدث عن مكافحة الفساد مع وزرائك. وقد طلبتَ منهم الالتزام والعمل الجاد وخدمة المواطن والدولة، فهل يمكن أن نعتبر أن ما فعله وزير النقل كان متعمداً لكي يهين الحكومة؟ أم أنه يعلم برضاك عنه فتصرف بهذه الطريقة؟
سأختصر لسيادتك ما فعله وزير النقل:
كان ركاب الطائرة في مطار بغداد يستعدون لبدء رحلتهم نحو بيروت. خوف وحذر واحتياطات بسبب وباء كورونا. تأخرتْ الطائرة، تململ الركاب، أرهقهم الحر، أقلقهم التأخير. بعد أكثر من ساعة وخمسين دقيقة جاء ابن شقيق الوزير الذي يتولى منصب سكرتيره الخاص بموكب سياراته، ترجّل بهدوء، فمكيفات سيارته تنسيه أن الجو لا يطاق من الحرارة.
صعد الى الطائرة أخذ مكانه بهدوء واستعلاء وتكبّر، أليس عمه هو الوزير؟ أليس هو سكرتيره الشخصي؟ أليست الوزارة وزارتهم؟ إذاً فله الحق أن يستهين بالحكومة والقانون، وأن يهين المواطن ويدوس كرامته.
السيد رئيس الوزراء، في نهاية مقالي هذا مقطع الفيديو عن حادثة إهانة الدولة والمواطن. لقد أمر وزير النقل سلطات المطار بتأخير الرحلة، ريثما يصل ابن شقيقه، وطال الانتظار أكثر من ساعة وخمسين دقيقة في صندوق حديدي يحبس الأنفاس من الحرارة، يخنق الصدور من الضيق.
وزيرك هذا يا سيادة الرئيس، أصدر أوامره بإعفاء مدير شركة الخطوط العراقية، وعيّن مكانه أبن شقيقه الآخر. وأرفق الكتاب الرسمي مع مقالي هذا.
وزيرك يا سيادة الرئيس، يذكّر المواطن العراقي بتلك الحادثة المعيبة حين أعاد أبن وزير النقل الأسبق (هادي العامري) الطائرة من الجو الى بيروت، لقد تأخر عنها، ولابد أن تعود، أليست الوزارة لعائلته؟ إذاً فلترجع الطائرة وبُعداً للقانون.
هل هي هواية مولع بها هادي العامري مع حركة الطيران؟ فعلى عهده ترجع طائرة. وعلى عهد مرشحه الوزير الحالي تتأخر طائرة. قد تكون هواية، أو لعبة، أو نكتة يتمازح بها هادي العامري وابناؤه مع الوزير الجديد وابنائه، فكلهم من عشيرة واحدة، والوزارة ملكهم.
قد تكون رغبة مدفونة في النفوس خرجت عبر وزارة النقل لتسلب من الدولة هيبتها، ولتوجّه للمواطن رمحها القاتل نحو كرامته.
السيد رئيس الوزراء. لقد وعدتَ الشعب بالعمل الجاد. لقد تحديتَ الظروف المنهارة بقولك إنك ستعيد هيبة الدولة. دولتنا يا سيادة الرئيس سقطتْ هيبتها، إعزل هذا الوزير، أطرده عاجلاً، أو قدمْ استقالتك.
شكراً لا يريد المواطن أي تبرير.

الجريدة لا علاقة لها بكل ما جاء من آراء بالمقال

اترك تعليقاً