الرئيسية / مقالات / الدفاع عن النفس حق مشروع وليس تحريض

الدفاع عن النفس حق مشروع وليس تحريض

السيمر / فيينا / الاربعاء 02 . 12 . 2020

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
هناك فرق بين التحريض وبين الدفاع عن ضحايا التحريض، نحن في زمن انعدمت به الاخلاق والقيم وأصبح المنكر معروف والمعروف منكر والحق باطل والباطل حق، والضحية مجرم والذباح حمامة سلام ومعتدل،
المنطق والعقل يقول إن  التحريض جريمة بشعة لا تقل عقوبتها بأي حال من الأحوال عن عقوبة من يقوم بالعمليات الاجرامية كونه شريكاً في العمل الإجرامي وفق الرأي القانوني، وبالتالي لا يوجد أي مسوّغ قانوني ولا تفسير منطقي للتحريض إلا إذا كانت هناك مكاسب محددة يريد تحقيقها المحرض، عندما تم جعل العراق ساحة لمقاتلة الجماعات التكفيرية، تم عرض صور سجناء ابو غريب، في اليوم التالي عبر الجزيرة يوسف القرضاوي حرض على الجهاد لكن اي جهاد هذه ترك إستهداف المحتل ويتم إستهداف المواطنين بالوسط والجنوب، أيضا صدرة فتوى ٥٥ شيخ وهابي من السعوديه…..لتحريض التكفيريين للذهاب للعراق،
 أن الدين الإسلامي الحقيقي  لا يدعو إلى قتل الأبرياء، بل إلى التسامح والتعايش. الآية الكريمة تقول «مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً».. هذا هو الإسلام وهذه هي تعاليمه السمحة، الصراعات والقتل في اسم الدين برزت للعلن بعد الحرب العالمية الأولى وسيطرة الوهابية على نجد والحجاز وقعت مجازر لاتعد ولاتحصى، منها مجزرة قتل ثلاثة آلاف حاج زيدي يمني بطريقهم إلى مكة لأداء حج بيت الله الحرام،منذ بداية التسعينيات رأينا سفك دماء ملايين من البشر في أفغانستان والجزائر والعراق والشام …..الخ     رأينا معارك  النهر البارد في لبنان، وراينا جرائم  «القاعدة» في العراق وسوريا عندما تم تجنيد عشرات آلاف الارهابيين من دول الخليج والعالم عندما تم فتح الحدود وتسهيل السفر عبر المطارات، وبالتالي تم  توريط فيالق من الشباب السذج والاغبياء من قبل التيارات الوهابية التي تتحكم بها دول الخليج    في معارك وحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
 أن الإعلام هو وسيلة نقل للأفكار، لكن عندما تفتح دول الخليج عشرات المحطات الفضائية لتكفير الشيعة وغيرهم اكيد تكون النتائج كارثية،  فإن التأثير الخطير يبرز طبعاً عندما تتبنى القنوات الفضائية اسلوب التحريض وتسلك  خطاً منافياً للإنسانية فتتحول إلى منابر يدفع باتجاه التحريض والتهويل وبث الاتهامات المفبركة وبث ثقافة الدم. مثلما فعلت قناة الجزيرة  الشهيرة بإطلاقها آنذاك مثلاً مسمى عمليات جهادية أو استشهادية بدلاً عن انتحارية أو إجرامية على ما قامت به «القاعدة» في العراق، أو «داعش» في سوريا، بل ويتم تسمية داعش في مصطلح الدولة الاسلامية، هناك من الضحايا وقف ضد القتلة من فلول البعث وهابي لكن تم مهاجمتهم بالقول أنهم طائفيون وقتلة، هناك فرق بين المحرض والمنفذ الذباح القاتل وبين الذي يقف ضد فلول البعث الوهابي ويطالب في تجفيف منابع الارهاب، لكن نحن في عالم منافق أعور فاقد الضمير الانساني، اتمنى بمن يقف ضدي أن يحاورني وجها لوجه، أن الذي يستهدفنا هم اتباع وأنصار القوى التكفيرية الذين يرون اجرام هؤلاء القتلة أعمال بطولية رغم نتانتها.
28.11.2020

اترك تعليقاً