السيمر / فيينا / الاثنين 04 . 01 . 2021
اسعد عبدالله عبدعلي
في يوم الثاني من اب لعام 1990 قام صدام بخطوة متهورة وغبية, تسببت بالويلات للعراق والعراقيين, حيث قام بغزو دولة الكويت في فعل صدم كل العالم, وكانت التناقضات تلازم نظام العفالقة في تبرير فعلتهم, فمرة يبررون جريمتهم بان الكويت رفعت اسعار النفط وسرقت نفط الرميلة لذلك غزوها! ومرة يبررون فعلتهم لان الكويت جزء من البصرة, ومرة ثالثة لان ثوار كويتيين طلبوا نجدت العفالقة فهبوا لمساعدتهم, هذا التهور الصدامي تسبب بتدمير العراق بحرب ام الهزائم, ثم جاءت القرارات الاممية التي تحرم العراق من كل شيء ومنها الرياضة.
فكان قرار منع شباب العراق من المشاركة بالبطولات الدولية والاقليمية, وقام الاتحاد الاسيوي بحرمان العراق من كل المشاركات الاسيوية من اب 1990 الى عام 1993, حيث عدنا عندما انطلقت تصفيات كاس العالم.
في الفترة 1990 – 1992 كنا نملك جيل عظيم, الى اليوم لم يأت من يسد مكانه, قد ذبل خلف اسوار الحصار.
اول عمليات المنع كان دورة الالعاب الاسيوية في الصين عام 1990 حيث كان لدينا منتخبا عظيما مع كادر تدريب روسي خبير, من قبيل الحارس عماد هاشم والدفاع راضي شنيشل وسمير كاظم وشرار حيدر وكريم علاوي والوسط كل من ليث حسين وسعد قيس وحبيب جعفر ونعيم صدام وناطق هاشم والمهاجم الساحر احمد راضي, هذا التشكيل لو شارك لسحق المنتخبات الاسيوية.
قد ضاع علينا تاريخ مهم لعام 1990بسبب نزوات الطاغية المخبول, وبقي اللاعب العراقي حبيس جدران الوطن.
ثم جاء عام 1991 ليحرم المنتخب العراقي من اي مشاركة ويبقى امام اللاعبين العراقيين فقط الدوري العراقي البائس, حتى الاحتراف كان ممنوعا على اللاعب العراقي! مرة بقرارات حكومية بعثية جائرة, ومرة بسبب سياسات دول الجوار التي تستند لقرارات محاصرة العراق, وكان الضحية بين كل هذا هو اللاعب العراقي الذي حرم من كل شيء.
ليأتي عام 1992 الممتلئ بالبطولات العربية والاسيوية والعالمية, ويستمر الجيل بالذبول وراء جدران البلد, حيث عليه ان لا يلعب الا في الدوري العراقي, تحت اعين السلطة العفلقية, فكانت التصفيات الاولمبية عام 1992 حيث كان العراق تحت قرارات المنع, فلم نشارك وكان لدينا جيل اولمبي رائع, كان بحاجة للاحتكاك كي يكتسب الخبرات ويعطي الانجازات للوطن.
ثم كانت امم اسيا 1992 التي حرم العراق من المشاركة بها تحت ذريعة القرارات الاممية بالمقاطعة, كان احمد راضي وليث حسين وراضي شنيشل في اوج عطائهم ولو شاركنا لما كان الكاس بعيدا عنا.
وجاءت الدورة العربية وكاس العرب عام 1992 في دمشق ليستمر منع العراق من المشاركات, ويخرج كاس العرب من القبضة العراقية بعد احتكاره لأخر 4 بطولات كاس العرب في 1964 و 1966 و 1985 و1988.
ثم كاس الخليج الحادي عشر عام 1992 التي منع العراق من المشاركة, التي كانت ساحاتها تشهد لنجومنا.
واستمر المنع ليشمل كاس اسيا للشباب وكاس اسيا للناشئين وبطولات الاندية الاسيوية والعربية, لتذبل الاجيال وتموت الاحلام بسبب حرمانها من المشاركات الخارجية, ويفرط من بين ايدينا تاريخ كروي, كان يمكن ان يكون متوهجا بالذهب, لولا تهور الطاغية وانفلات تصرفاته.
الان ندرك حجم المظلومية التي عانى منها احمد راضي وليث حسين وسعد قيس وحبيب جعفر وراضي شنيشل وباقي التشكيل الرهيب, التي كان متشوقة للمشاركات الخارجية, حيث كانوا في عنفوان توهجهم, لكن الحرمان تسبب بموت تلك الطاقات وضياعها هدرا في بطولات محلية بائسة.