السيمر / فيينا / الخميس 12 . 05 . 2022
احمد الشويلي
يقول علم النفس الاجتماعي: (التجنيد هو السلوكيات التي يشرعها الشخص بشكل غير سليم، لجعل الآخرين مثله أو التفكير جيدًا في صفاته أو خصائصه كشخص، حيث هناك العديد من الطرق التي يمكن للناس من خلالها أن يشيدوا بأنفسهم) وهنالك طرق متعددة للتجنيد بعضها قسري والبعض الاخر اختياري.
التجنيد الاستثماري. يتعتبر التجنيد الاستثماري تجنيد مثمر واسترايجي طويل الامد، يحتاج الى الصبر والفطنة فبدلا من تجنيد عشرات الاشخاص يمكن تجنيد شخص واحد، وغالبا ما يكون هكذا تجنيد احد اعمال استخبارات الدول المحترفة، لاسباب منها سياسي او اقتصادي او عسكري، وبما ان تجنيد القادة او الزعماء امر صعب للغاية الا انه من الافضل تجنيد الاشخاص باعمار مبكرة، او الاشخاص المترددين على مكان ما امثال السفارات والملاحق التابعة لها او ما يسمى بمنضمات المجتمع المدني، فيتم تدريبهم وتهيئتهم ومدهم بما يحتاجون ليتبوأو مناصب عليا في البلد المراد استهدافه، حيث عادة ما يحتاج هذا الامر الى سنوات طويلة او ربما عقود.
ينقسم التجنيد الى قسمين:
اولا: التجنيد من الاعلى. عند متابعة شؤون العراق، سنجد ان اغلب الزعماء والقادة السياسيين او رؤوس الامول، تم تجنيدهم من قبل الدول المعادية للعراق، اما عبر التجنيد القسري امثال (التهديد – الابتزاز) او الاختياري امثال (المالي – الوظيفي) حيث يصبح الشخص المجند ، ماكنة تعمل لخدمة العدو بعلم او بدون علم. ونضرب مثلا على ذلك بعض قادة البلد الذين تم استدراجهم عبر المناصب العليا، حيث شرعت لهم ابواب الفساد المالي على مصراعيها، حتى اصبح اولائك القادة بيادق يتم التحكم بهم من قبل العدو، خوفا من كشف ملافتهم القذرة او خسارة مناصبهم الدنية .
ثانيا: التجنيد من الاسفل. عند متابعة شؤون الشباب وكيف تم استدراجهم، حيث عمدت سفارات الشرعبر (الحرب الناعمة) “وسائل التواصل الاجتماعي او الاعلام المرئي او عبر منظمات المجتمع المدني ” في البلد على تجنيد الكثير من الشباب مستغلة الفساد الاداري والمالي والبطالة، وكان نتاج ذلك (عورة تشرين) حيث خرج الاف الشباب تحت يافطة (الوطنية) والملاحظ عنهم كان شغلهم الدؤوب، هوا ابعاد خط المقاومة، ومحاربة الفكر الشيعي المتحرر من قيود دول محور الشر، فكان لابد لتلك الدول من ضرب المجتع الشيعي في صميمه.
اسباب نجاح (عورة تشرين) عند المتابع الفطن، سيلاحظ ان اغلب الذين تظاهرو في (عورة تشرين) هم تابعين لاحزاب او تيارات فاسدة او من مدمني الخمور او المخدرات، او ممن غاب لديهم الوعي واصبح لا يميز بين الحق والباطل، او ممن لا يشعر بقيمة له الا في تلك البيئة، او ممن كان همه التقرب من المتظاهرات لجمالهن او لمعسول كلامهن، حيث تم تجنيد الكثير من بنات النوادي او بنات الليل لغرض جذب اكبر عدد من المراهقين، وسط غياب شبه كامل لاعلام الخط الشيعي المقاوم حيث لم يتم استغلال نتائج “الفتوى المباركة” اعلاميا! لدفع الشباب عامة والمرهقين خاصة باتجاه نصرة التشيع.
افضل حل لمعالجة تلك الظواهر الشاذة بعيدا عن دور الحكومة البائس يكمن في عدة امور من ضمنها:
– التصدي اعلاميا من قبل الشباب المؤمن والواعي لكشف اهداف العدو وفضح ادواته.
– تحرك اهل العقل واصحاب الاختصاص بوضع الحلول المناسبة وتكثيف الجهود.
– وضع استراتيجية طويلة الامد لصناعة جيل جديد لا يمكن للعدو اختراقه فكريا.
– استخدام “الهندسة العسكية” في مجال “الحرب الناعمة” استخدام ادوات العدو ضده.
– رفع الروح المعنوية لدى سائر المؤمنين ومطالبتهم بالتصدي لكونهم قادة المجتمع.
– استخدام كافة انجازات المذهب الشيعي من (الزيارات المليونية – فتوى الجهاد الكفائي –
المؤسسات الدينية للرعاية الاجتماعية …) في صد هجمات العدو الاعلامية.
لدى العدو الكثير من ادوات التجنيد وطرق استغفال الناس وقلب الحقائق، ولكن لدى خط المقاومة ادوات اكثر لم يتم استثمارها من قبل المعنيين بتلك القضايا. ونذكر المؤمنين بقوله جل في علاه: “وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء، الآية 104).