السيمر / فيينا / الجمعة 26 . 08 . 2022
اسعد عبدالله عبدعلي
كان من الممكن ان تكون هنالك انطلاقة وبداية جديدة للكرة العراقية, بعد فضيحة تصفيات كاس العالم الاخيرة, والتي حصلت نتيجة غباء وتخبط الرؤوس الثلاثة لأخطبوط الكرة الحالي, هكذا تصور الجمهور الحالم بشيء بسيط من التنظيم لجمهورية كرة القدم العراقية, لكن يبدو ان الجهل في التنظيم وغياب التخطيط وحضور المحسوبية والفساد واستمرار الغباء, امر سيكون مزمن! فلا جديد يمكن تصوره, نعم ان الاعلام الشريف يضغط للتصحيح, والجماهير تشدد الضغط عبر مواقع التواصل, لكن المصيبة ان هنالك بالمقابل اعلام محلي مدفوع الثمن, وله جمهور كبير يصدق من ينقله, وهنالك جمهور غير واعي يتبع تلك الجهات الاعلامية الخبيثة.
سنحاول هنا طرح ثلاث مواضيع مازالت غامضة للمتابع.. وهي: شكل الدوري القادم, واسم مدرب المنتخب القادم, ومصير البصرة من تنظيم كاس الخليج القادم, مع الاشادة بخطوة نادي زاخو الاخيرة والدعوة لتعميمها على كل اندية العراق.
· الدوري العراقي الغامض
مازال الغموض يحيط شكل الدوري للموسم القادم, بعد ان عشنا اكذوبة 18 نادي للموسم القادم, ليفاجئنا الاتحاد بالاتجاه نحو دوري من 20 نادي, ثم خرجت تسريبات انه سيكون من 24 على شكل مجموعتين, فالاهم عند الاتحاد تحقيق رضا اكبر عدد من الاصوات (الهيئة العامة) ليضمن تجديد الفترة! حتى صرت على يقين لولا ان الامر عيب كبير كان قرر الاتحاد يكون الدوري الممتاز من 40 نادي!
ثم تم اطلاق بالون اتحادي ليمتص النقمة, والبالون هو اطلاق دوري المحترفين للموسم القادم.
الاتحاد يفتقد القوة في اتخاذ القرارات, والا فالأنسب للعراق دوري من 16 نادي, والكل يعرف هذا, لكن لا يستطيع الاتحاد اتخاذ قرار بهبوط 6 اندية وصعود اثنان ليكون الموسم القادم من 16 نادي, لذلك لن نصل للعدد الامثل مع هذا الاتحاد المتخبط المتردد الخائف من ردة فعل الاندية حتى بعد عشرة سنوات.
· مدرب المنتخب العراقي الغامض
منذ خمسة اشهر والاتحاد مستمر في ادا مسرحية المدرب الاجنبي, عرض يومي في دراما مشوقة, احيانا يصرحون انهم في خضم مناقشة الاسماء, واحيانا يقولون ان المدرب كيروش على تواصل مع الاتحاد, ومرة اخرى ان زيكو يرغب بالعودة, ومرة ثالثة ان مدرب بلجيكي بالطريق الى بغداد, واحيانا يصرح احدهم انه المدرب القادم اسباني, واخر يقول بل برتغالي ووافق على الحضور لبغداد, والاتحاد في نقاشات جدية حول المدرسة الانسب, ويخرج درجال للتصريح بانه مصر على ان يكون مدرب المنتخب اجنبيا ذو خبرة.
في النهاية وبعد خمسة اشهر ليقولون اننا بصدد الاختيار بين حكيم شاكر او باسم قاسم او ايوب اديشو, وها نحن نقترب من كاس الخليج ونحن من دون مدرب, وامام منتخبنا تحدي قريب في شهر ايلول في بطولة ودية رباعية, ومباراة ودية كبيرة مع المكسيك في تشرين الثاني, والكلام حاليا بان مدرب المنتخب الاولمبي راضي شنيشل سيقود المنتخب الوطني في شهر ايلول الى حين التعاقد مع مدرب ثابت للمنتخب الوطني, فهل رأيت تخبط اكثر من هذا.
· كاس الخليج بالبصرة وغموض المصير
اكثر المواضيع ثرثرة فيها الاتحاد هي كاس الخليج 25 وانها حتما ستقام بالبصرة, حيث يريد ان يجعلها انجاز خارق للعادة, مع انها بطولة ودية ضعيفة المستوى! واغلب المنتخبات اصبحت لا تشارك فيها بالمنتخبات الوطنية, مثل السعودية والامارات وقطر, ومازال الاتحاد العراقي يتوسل ان يتفضل عليه الاتحادات الخليجية بإعطاء حق التنظيم للبصرة, مع انهم لم يضعوا هذه الشروط على اليمن عندما اعطوها حق تنظيم خليجي 20, وان ملاعب العراق حاليا افضل من ملاعب الكويت والبحرين واليمن, والتي سبق وفازت بحق تنظيم بعض النسخ الاخيرة, ان الامر غريب ومريب.
كان على الاتحاد ان يسعى لإقامة بطولة بديلة, وتكون سنوية مع منتخبات عالمية او اندية عالمية في فترة اعداد الاندية والمنتخبات مثلا شهر آب من كل عام, ومثلا يشارك فيها منتخبات من الصف الثالث من قبيل : بلغاريا وسلوفاكيا وقبرص ورومانيا وهنغاريا, واندية من قبيل اندية ايرلندية ورومانية وسويدية وروسية وبرازيلية, تكون شبيه ببطولة مرديكا ونهرو والرئيس الكوري, والتي مازالت تلك الدولة ملتزمة اقامتها منذ عقد السبعينات والى اليوم.
هكذا احتكاك سنوي مع مختلف المدارس يعطي فائدة اكبر من كاس الخليج, وعن طريقها يكسر الحظر عن المباريات الدولية في العراق, مع تحقيق مكاسب مادية عبر التسويق الجيد للبطولة, فالأمر جدا نافع فقط يحتاج لاتحاد قوي.
· خطوة نادي زاخو الجبارة
تعاقد نادي زاخو العراقي مع المدرب البرازيلي باولو ألفيس لقيادة فريق الشباب تحت 18 عاما لمدة 3 سنوات, وأشرف البرازيلي ألفيس على تدريب شباب وناشئين نادي بورتوكيز البرازيلي من عام 2014 إلى 2017, وعمل مع الجهاز الفني للفريق الأول في عام 2017، وتم تعيينه مديرا فنيا لفرق الفئات العمرية لنادي بالميراس لمدة 3 سنوات متتالية.
ويعد زاخو أول ناد عراقي يتعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة فريق الشباب، في خطوة تحسب للإدارة الجديدة التي تسعى لبناء قاعدة سليمة، وصقل المواهب من أجل دعم الفريق الأول.
هي خطوة جبارة حتى انها افضل من خطوات الاتحاد العراقي المتردد الخائف! والذي مازال اسير الارادات الحزبية في بعض التعيينات, فالان على جميع الاندية العراقية ان تجعل من نادي زاخو قدوة لها, وتعمل مثل ما عمل, وتتعاقد مع مدربين اجانب للفئات العمرية, كي تتمكن من صناعة اجيال ذات تأسيس صحيح, ترفد بهم مستقبل الكرة, بدل الاجيال المعاقة التي تمثل المنتخبات منذ عام 2003 والى اليوم.