السيمر / فيينا / الجمعة 02. 06 . 2023
اسعد عبدالله عبدعلي
يعيش جمهور نادي الزوراء موسم صعب جدا, فلم يقدم النادي اداء جميل وساحر ولا حقق نتائج مبهرة, بل ضيع فرصة الفوز بالدوري عبر سلسلة تعادلات كبيرة, وشهد هذا الموسم تفريط الزوراء بنجوم شباب واعدين, لو استمروا مع النادي لاصبح الزوراء رقم صعب, وهنا تبرز ظاهرة سوء الادارة, واليوم هنالك حالة رفض واسعة من الجمهور والمحبين لتصرفات الادارة, والتي تسببت في حال الزوراء الذي لا يسر! ان هذا الموسم كان يمكن ان يكون اللقب زورائيا لو صدرت بعض القرارات الادارية المنطقية, لكن بقيت الامر تسير نحو الهاوية, لقد شخصنا الحال منذ الموسم الفائت, حيث كانت مشكلة الزوراء الاساسية هي من اختيار المدرب, وكذلك في غياب وجود الخطط والمناهج الواضحة, التي توضح ماذا يريد أهل القرار الزورائي, تسبب هذا في الوقوع في نفق مظلم.
وهذه الحالة لا يعيشها فقط نادي الزوراء بل كل الاندية العراقية, والسبب عدم وجود إدارات تهتم بالتخطيط والأهداف ويعمل وفقها.
· دائرة المدربين المحظوظين
من سنوات والادارة الزورائية واقعة في دائرة لا تخرج منها في اختياراتها للمدربين! خصوصا (ايوب اديشو وباسم قاسم) ويضاف لهم عصام حمد وحكيم شاكر, حيث كانت الادارة لا تخرج عن هذه الخيارات, وبعد كل انتكاسة تعود لأحد من سجل فشلا سابقا مع الزوراء, والا لو كان احد هؤلاء ناجحا لما تمت إقالته, ولم يستمر احد منهم موسمين متتالين.
هنا نكتشف الأخطاء المتكررة التي تلجأ اليها الادارة, وهو دليل الفشل, فالمجرب الفاشل من المعيب إعادة تجريبة.
· غياب الخطط الادارية
الواضح في نادي الزوراء بل وفي جميع الاندية العراقية غياب التخطيط البعيد, حث تستهين الاندية بهذا الجانب, مع انه مهم وحيوي وفعال, ويضمن السير في طريق واضح بدل العشوائية والتخبط, مثلا يوضع سؤال مضمونه: نادي الزوراء ماذا يريد خلال خمس سنوات؟ ما هي اهدافه؟ ثم توضع الاجابات, وهي تمثل الاهداف, ثم ترسم الخطط التي توصلنا الى تلك الاهداف, وهكذا يمكن كتابة خطة لخمس سنوات.
وكذلك توضع قواعد يعمل عليها النادي: مثلا:
1- عدم التعاقد مع مدرب تمت إقالته من النادي سابقا.
2- كل عام يتم تصعيد 4 لاعبين شباب للخط الأول.
3- عدم التعاقد مع لاعب ترك النادي بسبب اغراء نادي اخر بالمال.
4- إشراك اللاعبين السابقين في العملية التدريبية.
5- الاهتمام بالتكنولوجيا في العملية التدريبية وجلب كل جديد نافع.
هكذا نجد زوراء اخر مختلف ومتوهج وعصري ويمكن أن يكون رقم صعب.
· ضرورة الاستعانة بالمدرب الأجنبي
منذ عقدين تماما برزت ظاهرة تراجع الكرة العراقية, بعد اعتزال جيل التسعينات, اخر الأجيال التي تدربت بشكل صحيح, والسبب الاكبر باختفاء المدربين الحقيقيين وتصدي اشباه المدربين للعمل التدريبي, مما أنتج أجيال شبه معاقة, لا تفقه شيء من كرة القدم, لذلك تعيش الكرة العراقية حالة انحطاط كروي من عام 2000 الى اليوم.
لذلك عملية الاتجاه نحو المدرب الاجنبية اصبحت حالة ملحة جدا, ومن دونها لن نرى كرة قدم حقيقية, ونبقى ندور في دائرة الجوت والجلاق.
لذلك على ادارة نادي الزوراء البحث من الان على مشرف اجنبي ومنظومة مدربين تمسك الفئات العمرية والخط الاول للنادي, ويتواجد مئات المدربين الاجانب بنفس سعر المدرب المحلي, وانصح ادارة الزوراء بالمدربين الالمان او الاسبان.
· حل رابطة المشجعين
منذ سنوات اصبحت رابطة المشجعين في الاندية المحلية وخصوصا في الكبيرة (الزوراء والجوية والطلبة والشرطة), عاملا سلبيا بسبب تدخلها في شؤون النادي, بل وحتى في شؤون المدرب, مما أحبط العمل الرياضي وادخل جهات فاسدة تضغط على النادي للتعاقد مع هذا او ابعاد ذاك, لذلك يمكن اعتبار روابط الاندية وباء عظيم وسرطان خطير يهدد كيان الاندية حاليا, وحل هذه الروابط الخطوة الأهم حاليا للجميع, مع اهمية منع قادة تلك الروابط من دخول الملاعب او النوادي, كي لا يتمددوا من جديد.
أما الروابط الجديدة فيجب وضع قواعد لعملها, ومن أهمها عدم التدخل بعمل المدربين, وعدم التدخل في عقود اللاعبين وصفقات التعاقد.
· الاهتمام بالفئات العمرية
على نادي الزوراء الاهتمام الشديد بالفئات العمرية, الاشبال والناشئين والشباب والرديف, بحيث يجب تصعيد 4 لاعبين شباب كل ست أشهر, ومنح الفرص, بدل عملية جلب اللاعبين من الاندية الاخرى, ان الزوراء منذ اكثر من العقد اصبح لا يصنع لاعبين, بل اصبح يعتمد على اللاعب الجاهز, وهكذا تهدر الاموال, بسبب سوء الادارة.
لذلك حان الوقت لوقف هذا التخبط الإداري عبر الاهتمام بالفئات السنية, مع التعاقد مع كشافين محترمين ومحترفين بعملهم, حتى يكتشفون المواهب (الجواهر) من الملاعب الشعبية.