الرئيسية / مقالات / المد المنفصل وتطبيقات من آيات سورة التوبة (ح 2)

المد المنفصل وتطبيقات من آيات سورة التوبة (ح 2)

فيينا / الخميس 14. 03 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

الفرق بين المد المتصل والمنفصل أن المد المتصل واجب بأربع حركات لأن حرف المد والهمزة في كلمة واحدة. بينما المد المنفصل جائز بحركتين او اربع حركات لأن حرف المد في نهاية الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية. جاء في موقع علمني: إن المدَ هو عبارة عن إطالةِ الصوت بأحدِ أحرف المد الثلاثة إلا وهي الألف، والواو، والياء إلى أكثر من حركتين، وهو ذلك الذي لا يكون إلا في حالِ تواجد كُل من الهمزِ والسكون، والجدير بذكره أن المدَ يتعلق بثلاثِ حروف في اللغةِ العربيةِ إلا وهي الألف إن كانت ساكنةً وما قبلها مفتوح، والواو الساكنة إن كان ما قبلها مضموم، والياء الساكنة إن كان ما قبلها مكسور، وهُنالك أنواع عديدة من المد.
قال الله جل وعلا “يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ” (التوبة 64)، و “كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) هُمُ الْخَاسِرُونَ” (التوبة 69)، و “يَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” (التوبة 73)، و “يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِلَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” (التوبة 74).
ثلاث تجارات لا تعرف الخسارة: التلاوة والصلاة والانفاق كما قال الله جلت قدرته “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ” (فاطر 29) تجارة لن تبور اي لن تكسد. جاء في رسالة فن التجويد للشيخ هادي كاشف الغطاء: أهمية تجويد القرآن الكريم تتضمن: 1- لتلاوة القرآن الكريم أهمية كبيرة في صقل المواهب وتهذيب النفوس وتوسيع المدارك. 2- أهمية إبراز حق الحرف أثناء التلاوة, ابتعاداً عن اللحن ظاهراً كان أو خفياً. 3- حث المسلمين على متابعة أحكام التلاوة وتعلمها حفاظاً على أصالة اللغة العربية والقرآن الكريم، وتمجيداً لكتاب الله تعالى. 4- إبراز العلاقة المتينة بين اللغة العربية والتجويد والتأكيد على أصالة اللغة التي نزل بها القرآن الكريم. 5- إبراز قوة الرابطة بين هذه الأحكام والحروف العربية من حيث الإدغام والمد والوقف والابتداء و همزتي الوصل والقطع، إلى آخره. 6- التأكيد على الفوارق الأساسية بين مخرج الحرف وصوته بشكل مسهب ومبسط.
قال الله تبارك وتعالى “فَلَمَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ” (التوبة 76)، و “أَلَمْ يَعْلَمُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ” (التوبة 78)، و “فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ” (التوبة 81)، و “وَإِذَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ” (التوبة 86).
ومن الأسئلة الشرعية عن التلاوة: السؤال: هل يكون إشباع الحروف بالحركات ــ سواء في القراءة أو في بقيّة الأقوال ــ أثناء الصلاة مبطلاً للصلاة، كأن يكون الإشباع إلى حدٍّ تنقلب فيه الحركة حرفاً؟ الجواب: الإشباع في الحركات إلى حيث تنتهي إلى الحروف وارد ــ في الجملة ــ في اللغة العربية، ولكن الأحوط لزوماً الاقتصار فيه على الموارد الشائعة في لسان أهل المحاورة. السؤال: متى يكون المدّ واجباً في قراءة السورة؟ الجواب: يجب المدّ عند علماء التجويد في موردين: 1ـ أن يقع بعد الواو المضموم ما قبلها، أو الياء المكسور ما قبلها، أو الألف المفتوح ما قبلها سكونٌ لازم في كلمة واحدة، مثل: (أتحآجّوني) وفواتح السور كـ (ص). 2ـ أن تقع بعد أحد تلك الحروف همزة في كلمة واحدة، مثل: (جآء) و (جَيء) و (سوء). ولا تتوقّف صحّة القراءة على المدّ في شيء من الموردين، وإن كان الأحوط استحباباً رعايته ولا سيّما في الأوّل، نعم إذا توقّف عليه أداء الكلمة كما في (الضالّين) حيث يتوقّف التحفّظ على التشديد والألف على مقدارٍ من المدّ وجب بهذا المقدار لا أزيد.

اترك تعليقاً