الرئيسية / مقالات / لاي وجود لصراع عربي ايراني

لاي وجود لصراع عربي ايراني

فيينا / الثلاثاء  28 . 05 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

هناك حقيقة لا توجد أسباب مقنعة في وجود صراع سني شيعي أو صراع ايراني عربي، الروابط التي تجمع الشيعة والسنة وكذلك التي تجمع الفرس والترك والعرب أكثر من الأمور التي تعمل على تفريقهم، كل أئمة المذاهب السنية هم من أبناء الأمة الفارسية، ولو تصفحنا نسب أئمة المذاهب السنية، نجد أئمتهم من الموالي وهم فرس، ابو حنيفة من أصل فارسي، الشافعي كان جده مولى لدى الحر بن عبد المطلب، أي عبد من عبيد أحد سادات العرب وهو الحر بن عبدالمطلب رضي الله عنه وأرضاه.
كان مقر كسرى في مدينة المدائن العراقية في جنوب مدينة بغداد، ولازال طاق كسرى ماثلا ليومنا هذا، زرت الطاق بصيف عام ٢٠٢٢ وتعجبت كيف لم يقوم البعثيين الاراذل في تحطيم هذا المعلم الأثري العظيم، بقاء طاق كسرى سالما بدون تجريف كان بحد ذاته ضربة حظ للعراقيين، وإلا أقدم صدام الجرذ وعصابته من اراذل العفالقة البعثيين على تدمير وطمس آثار العراق، عدي الكسيح كان لديه عصابات مهمتها سرقة آثار العراق وبيعها لتجار متخصصين في بيع الآثار بدول العالم.
كل أئمة المذاهب والحديث السُني هم من أبناء الأمة الفارسية، والعجيب ان أبناء الأمة الفارسية بمرور الزمن، والوا أئمة ال البيت ع وهم أبناء وأحفاد رسول الله ص وهم أسياد العرب، تبادل أدوار، العرب يوالون الفرس، والفرس يوالون أبناء رسول الله ص علي وأبنائه وأحفاده سادة العرب والعجم بعد رسول الله محمد ص عليه وآله.
لعبت السياسة دور سيء في تأجيج الصراعات الداخلية والمذهبية، حتى انقلاب السقيفة، قادة الانقلاب، كانوا يعملون في التجارة ولديهم علاقات صداقة مع ،التجار الرومان من خلال دولة الغساسنة العربية في حوران درعا السورية، كانت خاضعة وذيل لدى الإمبراطورية الرومانية، لو نظرنا اليوم إلى كيفية تنصيب دول الاستعمار، ملوك ورؤساء وحكام على الدول العربية، نكتشف أن نفس الامبراطوريات السابقة، أيضا كانت تدعم العملاء للتسلط على العرب والمسلمين.
بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، ورسم حدود دول الشرق الأوسط الحالية، كان نظام شاه إيران اليد الضاربة لدول الاستعمار ليؤدب ويهذب العملاء الصغار بالخليج والمنطقة العربية، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ووصول الإمام الخميني رض للسلطة، تحولت إيران إلى داعم لقضايا العرب، وخاصة القضية الفلسطينية، ودعا آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري إلى إقامة أسبوع الوحدة الإسلامية بكل عام في طهران، يجتمع علماء الأمة من كل دول العالم العربي والاسلامي، وما زال المؤتمر يعقد بشكل سنوي ليومنا هذا.
أيضا إيران بادرة إلى إطلاق فكرة حوار الحضارات كرد على فكرة صراع الحضارات، وحوار الحضارات كان برعاية ودعم الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي.
أيضا طرحت إيران فكرة الحوار العربي الإيراني، وتعقد مؤتمرات متواصلة، ولايوجد لدى القادة الإيرانيين اي مانع في تحقيق التفاهم والتعاون والمصالح المشتركة بين طهران ودول المنطقة.
المنطقة العربية تشهد صراعات دموية بين القوى العظمى من خلال أدواتهم من الأنظمة والجماعات الوهابية التكفيرية، في استهداف دول عربية ذات انظمة جمهورية كانت محسوبة على المعسكر السوفياتي الشرقي، هناك قوى عربية شيعية رافضة إلى مبدأ الانبطاح والتطبيع المجاني، وهذه القوى موجودة بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، تدعم أهل غزة السنة بالتصدي لهجوم نتنياهو عليهم، الإجباره للقبول بوقف إطلاق النار، والعودة للتفاوض.
مشكلة الدول العربية الوهابية تنظر إلى هذه القوى الشيعية الداعمة للشعب الفلسطيني، بالقول أن إيران تحتل عواصم تلك الدول العربية، وهي كذبة كبرى، لو كانت إيران تحتل العراق لامرت القوى الشيعية بتوحيدها ضمن ائتلاف واحد، ولو كانت إيران تحتل بيروت لقامت في تنصيب رئيس إلى لبنان والذي بقي منصب رئيس الجمهورية شاغرا منذ سنتين أو أكثر.
قبل أسبوعين عقد في طهران، مؤتمر الحوار العربي الإيراني، وغاية الحوار، العمل من أجل إيجاد رؤية مشتركة لحل القضايا الخلافة العربية الايرانية، والعمل على إيجاد خطاب سياسي يجمع دول وشعوب المنطقة العربية، بعيدا عن لغة الكراهية والطائفية، المؤتمر عقد بطهران في الـ13 من مايو (أيار) 2024 وهو المؤتمر الثالث الذي عقد من مؤتمرات الحوار العربي الإيراني، المؤتمر من تنظيم مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، تحت عنوان حوار من أجل التعاون والتفاعل، حضر المؤتمر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحمه الله، ومعه نخبة من المفكرين والخبراء الإيرانيين والعرب.
وعلى هامش الدورة الثالثة للحوار قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحمه الله ( إنني على ثقة من أن مثل هذه المؤتمرات يمكن أن تؤدي إلى زيادة التفاعل المتبادل وإرساء السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، واضاف، تجاوزنا اليوم مرحلة الحوار الإيراني العربي ودخلنا مرحلة الحوار والتعاون الإقليمي، وإذا اتفق مؤسسو هذا اللقاء لنستبدل مستقبلاً الحوار الإيراني العربي بالحوار الإقليمي، لأننا إلى جانب بعضنا بعضاً، ونحن في مرحلة إيجابية من الحوار والتعاون الإقليمي الإيجابي والقوي).
وأضاف الوزير أمير عبداللهيان رحمه الله بالقول( أننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى مواصلة الحوار للتوصل إلى اتفاقات وتعاون إقليمي لزيادة التفاعلات بين بعضنا بعضاً، وبالطبع الاعتراف بالتحديات، وأشار إلى وجود القواسم المشتركة الكثيرة وأكثر من نقاط الاختلاف المصطنعة والمفروضة من الخارج، وأضاف، أننا اليوم في حاجة إلى عزيمة وشجاعة لمراجعة التصورات التي بعضها أصداء لتفسيرات غير دقيقة لأحداث تاريخية، وكثير منهم من العصر المعاصر، وهي ذات أصول أجنبية وأثيرت لخلق خلافات بين دول المنطقة).
ماتحدث به وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان رحمه الله وخاصة أنه كان من أب أصوله عراقية نجفية، كانت أقوال الوزير رحمه الله، بيان في البدء في الحوار على نقاط الخلاف وسوء الفهم، بالحقيقة إيران داعمة للعرب وليست عدوة، لكن منطقة الشرق الأوسط، تشهد صراعات نفوذ بين القوى العظمى، وطبيعة أنظمة العرب بغالبيتهم ذيول لدول الاستعمار .
رغم وجود الصراعات ما بين الدول العظمى، لكن بظل دخول الصين كشريك اقتصادي لدول الخليج والعراق والشرق الاوسط وايران ودول الرابطة السوفياتية السابقة، وأفغانستان وباكستان، وجود الصين كشريك اقتصادي مهم، يمكن إيجاد الحوار والتعاون بين دول الخليج وإيران، ونجحت الصين في جمع السعودية وايران لحل الخلافات بينهم.
دول أوروبا شهدت صراعات مدمرة وحروب قتلت عشرات ملايين البشر، لكن نجحت أوروبا في إقامة وحدة اوروبية من خلال التعاون الاقتصادي، الدول التي تحكمها الدساتير وتوفر لمواطنيها المساواة لا يمكن أن تدخل في حروب مع الدول المجاورة معها.
مشكلة الصراع بالشرق الأوسط مصدره دول الاستعمار وتبني دول الخليج الوهابية عقائد تكفير الشيعة والافتراء عليهم وتشويه سمعتهم،
من المضحك المبكي أن قطعان الوهابية الذين ينعتون الشيعة بالروافض والفرس، فهم يجهلون التاريخ العربي والإسلامي، كل أئمة المذاهب السنية، وكتب الصحاح واصحابها فرس، وكبار علماء السنة ومؤريخيهم هم من الفرس، هناك من يقول إيران تريد نشر التشيع في الدول العربية ولا زال في إيران أكثر من 12 مليون سني يعيشون كمواطنين من البلوش والكورد وبعض العرب في سواحل بوشهر وبندر عباس،عقول عفنة ونفوس ضعيفة بدو أجلاف ، إن جاورهم الشريف طعنوه وإن إستضافهم الكريم ذموه وإن نصحهم العاقل استهزؤا به وطردوه .
يقول الاستاذ المفكر الرفيق دوستويفسكي، (‏الشياطين هُم الذين يتصارعون على الوطن وليس من أجله).
صراع الأنظمة العربية المرتبطة بدول الاستعمار يستهدف تصفية كل القوى الوطنية والشريفة الرافضة للذل والانبطاح.
صدام الجرذ والقذافي النافق وأنظمة الخليج التي هاجمت شعب اليمن الصامد والأبي، اجرموا بابناء الشعب العراقي والليبي واليمني، ينظرون إلى أبناء الشعوب العربية الشرفاء بأنهم ناس يستحقون القتل، واعجبني قول لناشط بمنصة إكس يقول ‏دائما مشعلي الحروب ينظرون للشعب والبسطاء والضعفاء على أنهم (فئران تجارب)
بكل الأحوال رحيل الرئيس الإيراني السيد رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان رحمهم الله لا يعني انتهاء الدبلوماسية لحل مشاكل الصراع بالشرق الاوسط، بل بعد الانتخابات الإيرانية والتي تجرى في نهاية الشهر القادم، سوف نشاهد حلول رئيس إيراني جديد أيضا يتبنى خيار الدبلوماسية والحوار الإيراني العربي لإيجاد حلول دائمة وإعادة وتقوية العلاقات العربية الإيرانية، تبقى مشكلة عدم حصول الفلسطينيين على دولة وإن كانت منزوعة السلاح المشكلة الحقيقية لاستمرار الصراعات والاضطرابات بالشرق الاوسط.
أنا شخصياً أطمح إلى أن أرى عالم يسوده الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي بعيدا عن الحروب والمشاكل وسفك الدماء، منح الفلسطينيين دولة وإن كانت صغيرة الحجم والمساحة، هي السبيل الوحيد لإنهاء صراعات منطقة الشرق الأوسط والعالم، انا لست فلسطينيا أكثر من ساسة وقادة الشعب الفلسطيني، ولست فلسطينيا أكثر من قادة وشعوب الدول العربية السُنية، ثبت للقاصي والداني أن الشيعة هم الداعمين الحقبقيين لمحنة شعب غزة الفلسطيني السُني، مواقف الشيعة مشرفة وغايتهم إجبار نتنياهو على وقف الحرب وإيقاف مسلسل قتل الأطفال والنساء، وعودة الفلسطينيين للحوار مع الاسرائيليين شأن فلسطيني وعربي سُني وليس شأن للمسلمين الشيعة.

*كاتب وصحفي عراقي مستقل 

28/5/2024

اترك تعليقاً