الرئيسية / مقالات / شذرات عن العيد في الاسلام (ح 2)

شذرات عن العيد في الاسلام (ح 2)

فيينا / الأحد 16 . 06 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
ورد اسم العيد باسم الفرح في القرآن الكريم “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” (يونس 58). ويسمى العيد لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. ومن العبارات الشائعة في الأعياد (كل عام وأنت بخير) أو (كل سنة وأنت طيّب) أو (من العائدين الفائزين) (أسعد الله أيامك). نتيجة للنفس الانسانية التي تنزلق الى مواقع الخصومة والاحقاد طوال السنة ففي أيام الأعياد المحدودة على المؤمن الحق ان يبادر بازالة الشحناء والبغضاء والحسد بالاتصال مع من حصلت معه مشاحنة أو مضايقة ليبددها وتصبح النفس أكثر طهارة حتى يصل المؤمن الى درجة التقوى و تكتمل فرحته. قال الله عز من قائل “فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” (الزخرف 89). ورد إظهار الفرح في العيد على نعمة شهر رمضان الذي تم صيامه وقيامه كما قوله تعالى: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” (الضحى 11). يرى علماء بجواز تبادل الود والمحبة مع غير المسلم”لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ” (الممتحنة 8). و يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم كعيد رأس السنة، وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وعيد الفصح. و يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين، يخلص لهم ويخلصون له، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا. وقال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم للامام علي عليه السلام (لئن يهدى الله بك عبداً من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها).
قال الله سبحانه” ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (البقرة 199) وهو تاكيد على ان خروج الحاج من مزدلفة يكون مع إفاضة الحجيج الى منى لرمي جمرات يوم العيد. و من المستحبات الخروج افواجا لا انفرادا في صبيحة العيد من مزدلفة وهو الغرض من الحج وهي الإفاضة أي كتلة بشرية متراصة تسير مسبحة لله، و يستحب الاستغفار فان الاية الكريمة تؤكد ذلك بعد خروج الحاج من المزدلفة الى منى يوم العيد. ويقول الحاج وهو يسير استغفر الله وأتوب إليه. 
يقول الشيخ حبيب الكاظمي في موقع السراج: الحديث الذي يناسب الأعياد مجملاً وعيد الفطر خصوصاً ذلك الذي يتعلق بما ورد في الكتاب والسنة من ذكر كلمة العيد ومعطيات العيد والدلائل في كل عيد، لو سبرنا الكتاب الكريم رأينا أن من المحطات التي ركزت على كلمة العيد ومفهوم العيد ما ذكر في أواخر سورة المائدة هذه السورة التي مسماة بأسم المائدة لأن فيها ذكراً للمائدة السماوية التي أنزلها الله عزوجل على الحواريين، اسمحوا لي اخواني اليوم نتناول هذه الحوارية التي جرت بين عيسى المسيح وبين الحواريين وما أجابه أو علق عليه رب العالمين، اولا اخواني التفتوا نحاول في هذا اليوم المبارك أن نتناول محطة محطة في هذه الآيات المباركة اولاً القرآن الكريم يقول عن الحواريين وأذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي هنا سؤال يطرح نفسه، لماذا عبر عن الكلام الذي ألقي على الحواريين بالوحي؟ نحن نعلم أن الوحي خاص بالأنبياء والمرسلين ولكن الحواريين لم يكونوا من الأنبياء ولا من المرسلين بل قالوا كلمة البعض من المفسرين عندما يصل لهذه الكلمة يقول كيف صدر مثل هذا القول من هؤلاء الحواريين عندما قالوا هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ هل يستطيع ربك على ظاهر الآية في هذا القول فيه ما فيه من الغضاضة كيف الذين تربوا على يد المسيح هؤلاء اللصيقون به الحواريون كيف قالوا هل يستطيع ربك؟ ولهذا المسيح صلوات الله عليه قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين كأن في هذه الكلمة من المسيح كأن هناك نوع من أنواع الردع لهذا التعبير طبعاً هنالك من يؤل هذه الآية هل يستطيع أي هل من المصلحة أن يعمل ربك هذا العمل أي أنزال المائدة، فأذاً اخواني اخواتي النقطة الاولى في حديثنا في هذا اليوم أنه ما معنى الوحي وأذ أوحيت إلى الحواريين؟ الجواب نعلم الجواب من خلال مراجعة المتشابهات في القرآن الكريم كيف أن القرآن الكريم أستعمل كلمة الوحي والإيحاء لغير الأنبياء؟ اولاً النحل، رب العالمين أوحى الى النحل ما مضمون هذا الوحي أن اتخذي من الجبال بيوتاً اذاً النحل يوحى اليه، ام موسى ليست من الأنبياء والمرسلين رب العالمين أوحى إلى أم موسى أن بجعل موسى في المهد في التابوت ثم تلقيه في اليم الى آخر القصة اذاً النحل يوحى اليه وهو حشره، أم موسى يوحى اليها وهي امرأة الحواريون يوحى إليهم وهم بشر ليسوا من الأنبياء ما هو الدرس العملي؟ المهم النكتة العملية المؤمن بعض المؤمنين لا اقول الجميع قد يصل الى مرحلة من المراحل يتلقى العنايات الألهية هكذا نقول أجمالاً من دون تفاصيل نقول هكذا المؤمن يلقى في روعه اتقوا فراسة المؤمن رب العالمين ينقش بعض الصور وبعض العلوم في نفوس المستعدين لذلك بحسب ما يراه من المصلحة وقذف في قلوبهم الرعب كيف يقذف الرعب في قلوب الفاسقين؟ ما المانع أن يلقي خلاف الرعب وهو الاطمئنان في نفوس المؤمنين، هذه محطة من محطات الحديث في هذه الآيات المباركه.
جاء في الاندبندنت عربية عن ثقافة الاحتفال بالعيد كما تتجلى في الطقوس الشعبية العربية للكاتبة نشوة أحمد: في العراق، تتنوع التركيبة السكانية، الأمر الذي أثرى بدوره المكون الثقافي والتراث الشعبي، لا سيما في ما يتصل بأنواع الأعياد و بطقوس الاحتفال بها. يقول المصور العراقي حيدر إبراهيم: “اعتاد العراقيون بعد صلاة عيد الفطر، تناول طعام الكاهي (نوع من المعجنات)، والقيمر (كريمة الحليب شديدة الدسم). وبعدها يتزاورون، ويجتمعون للغداء في بيت العائلة على مائدة قد يصل عدد أفرادها إلى خمسين فرداً”. ويضيف: ” يتناول العراقيون في جنوب البلاد “المسموطة” في أول أيام العيد، وهي أكلة سومرية يتمسكون بها حتى الآن، يتم تجهيزها عبر تجفيف الأسماك بالملح في الهواء الطلق، ثم طهوه ووضعه على موائد في الشوارع والأحياء العراقية، فيُتَاح لكل من يشتهي تناوله”. أما الأكراد الذين يقطنون المناطق الجبلية في شمال العراق، فيمارسون عاداتهم  بتناول الكباب والكفتة في إفطار يوم العيد. وترتدي نساؤهم ملابس ذات ألوان زاهية (كفة وكراس) تشبه الطبيعة الخلابة لجبال كردستان، بينما يرتدي الرجال الزي الكردي التقليدي. وبعد الغداء، يقيمون حفلات لرقص الدبكة الكردية، التي تضم كل أفراد العائلة، رجالاً ونساء، ويرقصون مجتمعين. ويواصل: “في مناطق الوسط والفرات الأوسط، يذهب العراقيون إلى المراقد المقدسة وأضرحة أهل البيت للصلاة فيها والتبرك بها. ثم يتوجهون لزيارة المقابر”. حق الملح: يشير حيدر إلى اختفاء عادة حق الملح أثناء الحصار الاقتصادي وبعد الغزو الأميركي للعراق، بسبب الفقر، الذي عانى منه الشعب لعقود طويلة.  ويؤكد كذلك رجوع هذه العادة إلى الظهور مجدداً مع تحسن الأوضاع الاقتصادية، بحيث يقدم الزوج لزوجته قطعة من الذهب، كهدية في صباح يوم العيد، تقديراً لما تكبدته من مشقة رعاية الأسرة خلال شهر رمضان.

اترك تعليقاً