الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / البعث في كردستان.. بين تأكيد إياد علاوي ونفي مسعود بارزاني ..اين الحقيقة ؟

البعث في كردستان.. بين تأكيد إياد علاوي ونفي مسعود بارزاني ..اين الحقيقة ؟

فيينا / الأحد 16 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

عاد الجدل حول وجود حزب البعث في إقليم كردستان إلى الواجهة، بعد تصريحات رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي التي أكد فيها أن لحزب البعث المحظور وجوداً ونشاطاً في الإقليم، وهو ما قوبل بنفي قاطع من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني. هذه التصريحات فتحت باب النقاش حول مدى صحة هذه الادعاءات، وما إذا كان حزب البعث يمتلك فعلاً امتداداً في كردستان، أم أن القضية جزء من التجاذبات السياسية بين القوى المختلفة في العراق.

تصريحات إياد علاوي
في مقابلة صحفية، أكد إياد علاوي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2004 و2005، أن حزب البعث لا يزال يمتلك نفوذاً في بعض مناطق العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، مشيراً إلى أن هناك شخصيات مرتبطة بالحزب تمارس نشاطاً سياسياً واقتصادياً في الإقليم. وأضاف أن هذا الوجود قد يكون غير معلن، لكنه حقيقي ومؤثر. 
علاوي، الذي يُعرف بمواقفه الداعية إلى المصالحة الوطنية، أشار إلى ضرورة التعامل مع هذه القضية بعقلانية بعيداً عن المواقف المتشنجة.

نفي مسعود بارزاني
على الجانب الآخر، رد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، بنفي قاطع لهذه الادعاءات، مؤكداً أن لا وجود لحزب البعث في كردستان بأي شكل من الأشكال. 
واعتبر بارزاني أن هذه التصريحات لا تستند إلى أدلة واقعية، مشيراً إلى أن الإقليم كان من أكثر المناطق تضرراً من سياسات حزب البعث خلال حكمه، ومن غير المنطقي السماح له بأي نشاط داخل الإقليم.

وقال بارزاني في بيان رسمي: “حزب البعث ارتكب جرائم كبرى بحق شعب كردستان، من حملات الأنفال إلى القصف الكيميائي في حلبجة. 
لا يمكن أن يكون لهذا الحزب أي موطئ قدم في كردستان، ومن يروج لهذه الفكرة إما أنه يجهل الحقيقة أو يحاول توظيفها لأغراض سياسية”.

البعث في كردستان.. بين تأكيد إياد علاوي ونفي مسعود بارزاني ..اين الحقيقة ؟
البعث في كردستان.. بين تأكيد إياد علاوي ونفي مسعود بارزاني ..اين الحقيقة ؟

الجدل حول حقيقة وجود البعث في الإقليم
أثارت هذه التصريحات المتضاربة تساؤلات حول حقيقة الوضع في كردستان ، حيث يرى بعض المحللين أن نشاط البعث في الإقليم، يمارس  فردياً أو عبر شخصيات تحمل توجهات بعثية لكنها لا تعمل تحت مظلة الحزب رسمياً ، على غرار وجود الشركات الاسرائيلية في الإقليم بمسميات اخرىً.

التاريخ الحافل بالخلافات بين البعث والأكراد
من المعروف أن العلاقة بين حزب البعث والأكراد كانت متوترة طوال فترة حكم الحزب، خاصة في عهد النظام البائد . فبالإضافة إلى القمع السياسي، نفذ النظام السابق حملات إبادة ضد الأكراد، أبرزها حملة الأنفال عام 1988 التي راح ضحيتها آلاف المدنيين، فضلاً عن استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف مدينة حلبجة، لكن رغم ذلك توطدت العلاقة بين البارتي وحكومة البعث خصوصا بعد الخلافات بينه وبين اليكتي خلال العقد الاخير من القرن المنصرم.دوافع التصريحات.. بين المصالحة والصراع السياسي
يعتقد البعض أن تصريحات إياد علاوي قد تكون جزءاً من دعواته المستمرة إلى المصالحة الوطنية ودمج القوى السياسية المختلفة في العملية الديمقراطية. 
فقد سبق أن دعا إلى استيعاب البعثيين السابقين في الحياة السياسية، باستثناء من تلطخت أيديهم بالدماء.

لكن في المقابل، يرى آخرون أن إثارة موضوع حزب البعث في كردستان قد يكون مرتبطاً بالصراع السياسي الحالي في العراق، حيث تتبادل القوى المختلفة الاتهامات بهدف تحقيق مكاسب سياسية.

ردود الأفعال السياسية والشعبية
أثارت هذه القضية ردود فعل متباينة بين القوى السياسية في العراق. 
فبينما طالب البعض بالتحقيق في مزاعم علاوي للتأكد من صحتها، اعتبر آخرون أن إثارة هذا الموضوع في الوقت الحالي ليس إلا محاولة لصرف الأنظار عن القضايا الأكثر إلحاحاً، مثل الأزمة الاقتصادية والصراعات بين بغداد وأربيل حول ملفات النفط والموازنة.

على المستوى الشعبي، رفض معظم الأكراد فكرة وجود البعث في الإقليم، معتبرين أن أي محاولة لإعادة الحزب إلى المشهد السياسي تمثل إهانة لضحايا جرائمه. 
في المقابل، يرى بعض العراقيين أن الخطاب المناهض للبعث يجب أن يكون صارما خاصة مع وجود بعثيين سابقين يشغلون مناصب سياسية وأخرى اقتصادية حاليا في العراق .

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً