فيينا / الأثنين 19. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
في الوقت الذي يتعرض فيه العراق لحصار سياسي واقتصادي مقنّع من بعض جيرانه، تواصل حكومته التعامل بسياسات متهاونة لا تليق بدولة تسعى لاستعادة دورها الإقليمي. ما بين محاولات خنق الموانئ العراقية عبر مخطط بحري مكشوف تقوده الكويت بدعم أمريكي، وتجاهل صارخ من الأردن للدعوة الرسمية لحضور قمة عربية احتضنتها بغداد، تبرز أزمة أخلاقية وسياسية في طريقة تعاطي العراق مع من لا يحترم سيادته ولا يقدّر مبادراته.
فهل من المنطق أن تُمنح الامتيازات لدول تتآمر على ممراته المائية أو تُكافأ أنظمة تردّ الجميل بالخذلان السياسي؟
تمرير هذه السياسات دون ردّ حازم لا يمثل إلا رضوخاً مريباً يُفقد الدولة هيبتها، ويضع تساؤلات مشروعة حول أولويات صانع القرار العراقي: هل السيادة الوطنية قابلة للمساومة؟ وهل أصبح العراق مكشوف الظهر أمام مخططات تطويع اقتصاده وإذلال مواقفه الدبلوماسية؟
* مصلحة دون احترام
وفي هذا الصدد، انتقد عضو تحالف الفتح سلام حسين، بشدة غياب ملك الأردن عبد الله الثاني عن القمة العربية التي عقدت في بغداد، مشددا على وقف الامداد النفطي المدعوم للاردن.
قال حسين، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “عدم حضور ملك الأردن عبد الله الثاني إلى القمة العربية التي استضافها العراق يُعد غيابا للتقدير”، مشدداً على أن “العراق قدم للأردن الكثير من الامتيازات، وعلى رأسها النفط بأسعار تفضيلية، في وقتٍ تمر فيه البلاد بأزمات اقتصادية وأمنية متعددة”.
وأضاف، أن “ملك الأردن يُعد من أكثر الشخصيات العربية التي لا تحترم سيادة العراق، وهو عراب العلاقات التطبيعية مع الكيان الصهيوني، ويعمل بصمت على تصفية القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن “غيابه عن قمة بغداد رسالة سلبية لا يمكن تجاهلها”.
ودعا القيادي في الفتح الحكومة العراقية إلى “اتخاذ موقف حازم يتمثل بقطع إمدادات النفط عن الأردن، كردٍ مباشر على هذا التجاهل المرفوض، وإعادة النظر في طبيعة العلاقة مع عمّان، التي باتت تتعامل مع العراق وفق منطق المصلحة فقط دون احترام متبادل”.
* الحصار البحري على العراق
في غضون ذلك، اتهم المحلل السياسي إبراهيم السراج، الكويت بتنفيذ مخطط بحري ضد العراق بدعم أمريكي، بهدف إنهاء مشروع ميناء الفاو الكبير.
أكد السراج، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن “الكويت تسعى إلى محاصرة العراق بحرياً عبر الالتفاف على الممرات الملاحية التي تمثل شريان الاقتصاد البحري للبلاد”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة تأتي في سياق خطة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الممر المائي العراقي ومنع العراق من تطوير اقتصاده غير النفطي”.
وأضاف السراج أن “الكويت تعمل على تحويل مسار الخط السككي الإقليمي المعروف بـ(طريق التنمية) بما يخدم مصالحها الاقتصادية ويقلص من أهمية مشروع ميناء الفاو الكبير”، لافتاً إلى أن “الهدف من ذلك هو إعطاء الأفضلية لميناء مبارك الكويتي على حساب الموانئ العراقية، وخاصة ميناء الفاو الذي يمثل حجر الأساس في مشروع التحول الاقتصادي العراقي”.
وأوضح أن “أمريكا لا ترغب في أن يمتلك العراق اقتصاداً متنوعاً، وتسعى إلى إبقائه رهينة لعائدات النفط فقط”، محذراً من أن “هذا المخطط المشترك بين واشنطن والكويت يمثل تهديداً مباشراً للسيادة الاقتصادية العراقية”.
فهل ستبقى الحكومة العراقية صامتة أمام هذا الاستخفاف الممنهج، والمخططات التي تلتف على سيادتها من البر والبحر؟ أم أننا بحاجة لزلزال سياسي يعيد ضبط بوصلتنا الخارجية ويرسم حدوداً واضحة بين التعاون والمذلة؟
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات