الرئيسية / مقالات / لا تقصص رؤياك

لا تقصص رؤياك

السيمر / فيينا / الاربعاء 08 . 04 . 2020

خالد الناهي

ينقل في قصة النبي ابراهيم عليه وعلى نبينا واله الصلاة والسلام أنه شاهد رؤيا، بانه يذبح ولده اسماعيل، فقص رؤياه على ابنه ولم يكن من النبي اسماعيل الا الطاعة، والرضوخ الى امر الباري.

نبي أخبر نبيا بما راه فصدقه، باعتبار ان جبرائيل قد أخبر النبي ابراهيم بإرادة الخالق، فما كان منهما الا الطاعة، والشخصيتان معروفتان وموجودان على ارض الواقع (ابراهيم واسماعيل) وقد عرفنا ذلك من القران الكريم.

نقلت الاخبار أن قائدا سياسيا يدعوا لسجدة بعد صلاة الجمعة، مدتها نصف ساعة للخلاص من الوباء.

نعم ثلاثون دقيقة (لا اقل ولا أكثر) لأنها ان زادت او قلت ربما بطل مفعولها، وتفشى الوباء..

ليس غريبا في هكذا شدة التوجه الى الخالق عز وجل وطلب المغفرة، ورفع البلاء.. وقد فعلتها كثير من المراجع والشخصيات الدينية، وحتى الاشخاص العادين في السر والعلن، فان لم يكن في هكذا احوال نستنجد بالخالق، متى يحصل ذلك.. أفي الوقت الضائع كما فعل فرعون عندما اراد الغرق؟!

ما يدعوا للاستغراب، ما نقل ان هذه الدعوة، جاءت نتيجة لحلم او رؤيا، شاهدها شخص من كربلاء يسكن في إيران، اسمة السيد الاحمر.. فمن هذا السيد الاحمر؟ ولماذا نعتبر رؤياه حجة علينا فننفذ ما يطلب منا؟

لو كان هذا السيد، قد قال أنى رأيت ان الوباء لا ينتهي الا بذبح فلان، هل كان واجب على فلان الطاعة؟!

هل كان فلان سياتي الى الرجل الاحمر، ومعه سكين، ويقول له افعل ما تأمر ستجدني من الصابرين؟! أي هراء هذا
اكيد لن يفعل، ولو فعل سيكون مجنونا حتما، فلا نبي بعد محمد (عليه وعلى إله أفضل الصلوات) وجبرائيل عليه السلام لن ينزل الى الارض مرة اخرى..

يوم الجمعة اعداد ليست قليلة ستصلي من اجل دفع البلاء، ليس لقناعتها في الدعاء، انما تحقيقا لرؤيا السيد الاحمر
ا يعقل ذلك!

كنا نستغرب عندما نشاهد مئات الالوف يتابعون المدعو بالشيباني او غيره، فنقول غالبا من يتابعه هم جهال، ولا يمتلكون عقيدة ودين راسخ..

لكن ماذا نقول، إذا كانت عمائم تعتقد برؤيا بثت عن طريق التواصل، لشخص غير معروف، فنرهن الدين بهذه الرؤيا! ماذا سيحدث لعقيدة الكثيرين، عندما لا يرفع البلاء؟ وماذا يحدث ان رفع البلاء، بعد هذه السجدة؟

 ان السامري صنع بأمر الشيطان عجل له خوار، ففشل كثير من اصحاب موسى عندما تركوا موسى ولحقوا بالعجل.

لنحذر ونحترم عقولنا أسلم

اترك تعليقاً