السيمر / فيينا / الثلاثاء 08 . 04 . 2020
اسعد عبدالله عبدعلي
كنت في اتصال هاتفي مع صديقي ابو احمد الكتبي, نتحدث عن ما كان وما هو كائن الان في بلدنا, فقال جملة مهمة حفظتها ذاكرتي: “ارجو ان لا تنسيكم الكورونا فساد الاحزاب”, وهذا امر مهم على شباب العراق ان لا يهملوه, وان يعودوا لحراكهم بعد محنة الوباء, فالطغاة كالحمير لا تسير الا بالضرب والركل والشتم, يخافون جدا على صورهم كحكام, وهدير الرفض لوجودهم كان سببا في تفعيل عشرات القرارات, التي كانت مركونة على الرفوف لسنوات, نعم يجب ان تكون الذاكرة حاضرة ولا يغيب عنها فساد الطبقة السياسية.
قلت له: “لن ينسى العراقيون قافلة السراق النتنة, ولن يسامحهم الشعب على سرقتهم لمستقبل العراقيون, والله سبحانه بالمرصاد لكل لص قذر”.
مازالت الصفقات جارية بين الاحزاب الناهبة للبلد, حول تشكيل حكومة جديدة على ان يراعى فيها نسبها في السرقات, ويجملون مطالبهم بشعارات قد ملها الشعب, وعرف باطنها حتى اطفال الروضة, يخرجون علينا بالتلفاز بثوب الوطنيين جدا تارة, والمتدينين جدا جدا تارة اخرى, ويخلطون مع كلامهم ذكر الله كنوع من حسن التربية! كما يريدون ان يوهمون السذج من ابناء الوطن بانهم متربيين تربية عالية, مع سقوطهم الاخلاقي الفاضح, وهم مرتاحين حتى مع عدم تشكيل حكومة جديدة! فحصصهم مازالت فاعلة ومحفوظة, والاموال تجبى لخزائن القادة الكبار (او لنقل القواد), فالعهر الذي يمارسه الساسة فاق ما فعلته “القوادات” على مر العقود.
مع اننا في ازمة كبيرة بفعل الوباء المستجد الذي يهدد البشرية جمعاء, لكن مازالت اذناب الاحزاب تنشط في شن هجومها على شهداء التظاهرات, عبر منشورات الغاية منها التسقيط والكذب, وتحاول ماكنة الاحزاب وعبيدهم تشويه صورة الشهداء, مع انهم قدموا دمائهم في سبيل خلاص العراق من حكم الطغاة الجدد, وهذا الامر لا يعيه المواطن “الذيل” التابع الخاضع للأحزاب, فالولاء لأصنام المقدسة, وطبيعته الذليلة, تدفعه لفعل كل قبيح في سبيل بقاء الاصنام قائمة لا تمتد لها الفؤوس.
ننتظر ان تعم الصحة والعافية على ابناء الوطن الطيبينوتعود شمس العدل لتشرق من جديد على ارض العراق.