السيمر / الاثنين 13 . 06 . 2016
عبد الجبار نوري
البارانويا : هي حالة نفسية مرضية تتسم بأعراض *الخوف من حصول شيءٍ سيء . *الظن بأن المسؤولية تقع على الآخرين . * الأعتقاد والأيمان المبالغ فيه الغير مبني على أسس واقعية . يكون الشخص مصاباً بجنون الأرتياب( باللاتينية Paranoia أو الهذاء بالأوهام بالأنكليزية Delusion تقنعه بأنه مضطهد Persecution ومستهدف من قبل الآخرين ، فيعوّض عن هذا الشعور العدواني بشرنقة نفسه بالحذر والحرص الشديدين والأنتقام من الآخرين للحفاظ على وجوده ( عن ويكيبيديا بتصرف ) .
أن الذي حدث في الساحة العسكرية للتنظيم خاصة في أيلول 2015 من أنكسارات عسكرية وهبوط الخط البياني الذي أخذ يعد التنازل العكسي ، وتوقف التمدد والتوسع وقرض الأرض في( سوريا ) بسبب المساعدات العسكرية( الروسية ) وهمّة وتضحيات الجيش العربي السوري .
وفي أواخر 2012 أستعملت أمريكا وقوات التحالف القنابل الذكية بواسطة طائرات بدون طيار في أصطياد ووقتل قياديي داعش .
وفي2016 سنة الأنتصارات في ( العراق ) وبسالة وشجاعة الجيش العراقي والتحالف الدولي ، وشعبنا المكتوي بحرائق داعش الأرهابي تمكن من تحرير أكثر من 60 بالمئة من أراضينا المقدسة ، كل هذا أدى إلى تغيير التكتيك العسكري للتنظيم إلى ( دفاعي ) بترسنة الخط الدفاعي الأول ( على الطريقة الأسرائيلية ) بينما أخذ التحالف الدولي بتكتيك التصفية في غارات أمريكية بطائرات دون طيار حسب أحدث تقرير بثتهُ{ قناة فوكس الأمريكية} يوم الأحد الماضي بأن تلك الطائرات بدون طيار أصطادت قياديي داعش في سوريا مثل أبو الهيجاء وشاكر وهيّب في العراق ، وأصبح الخوف من هذه التصفية المروعة والشكوك هاجساً مقلقاً يؤرق التنظيم ، وتحولت هذه المخاو إلى وقوعها في الشبكة العنكبوتية( للبارانويا) والتي ظهرت أعراضها المدمرة في قيادات التنظيم من الشك والريبة ألى هوس حقيقي وملموس في أتهام العشرات من الضباط والقياديين في تورطهم بنقل المعلومات إلى قوات التحالف الدولي وخاصة من أبناء العشائر للمناطق المحتلة الذين لمسوا العذاب وعايشوا أساليب الموت لهذا التنظيم الأرهابي الشرير كالتعويم في أحواض الحامض الأسيدي ، وحرق الأحياء ، وأغراقهم أحيناً ، وقطع الرؤوس صبراً ، وتعليق الجثث في وسط المدن المحتلة لعدة أيام ، يكتب عليها ( خائن الدولة الأسلامية الخلافية) لأرهاب كل مندس محتمل ، وبسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم في ظل الشكوك المتنامية أعدم داعش أكثر من 80 من المنتمين أليها من مختلف المستويات القيادية في الفترة القليلة الماضية بعد الشكوك في ولائهم ، أو في تسريبهم معلومات حساسة ألى التحالف الدولي لذا أتجهت تكتيكات داعش ألى التصفية الداخلية بحركة أعدامات غير مسبوقة لقيادييها مثل : عمر الشيشاني وشاكر وهيب وحاجي أيمن وأبو العلاء العفري وأبو علي الأنباري ،وحتى طالت مؤيديها ومريديها.
وبعد تنامي وتصعيد التحالف من أسلوب أغتيالات القادة بالطائرات الذكية مقابل ذلك أزدياد الأنتقام من المشتبه بهم مما أضطر العشرات من القياديين في التنظيم الهرب من ساحات القتال أو ألى التواري عن الأنظار خوفاً من أعتقالهم أو أعدامهم في ظل الموجة الهستيرية الداعشية ، بحيث أصبح الهاتف المحمول أو الحساب على الأنترنيت أو حيازة جهاز الثريا كل ذلك بمثابتة دليل أدانة عقوبتها الأعدام وبطرق متعددة – لم يسلكها أي فاشي أو مغولي أو تتري قبل وبعد{ ألا } عند داعش وفي قصر النهاية في بغداد الجمعة السوداء 1963- .
ويتابع تقرير” قناة فوكس” الأمريكية : بالرغم من أجراءات المطاردة والعقوبات العشوائية والكيفية الصارمة التي أتخذها التنظيم على المتهمين بالتجسس فأنهُ لا يزال عاجزاً من أستعادة هدوءه والشعور بالثقة حتى من قيادات التنظيم في العراق أصبحت تتفادى التحوّل ألى سوريا خوفاً من القتل ، وبذلك حُجِمتْ تحركاتها العسكرية .
ولتفادي الخسائر البشرية والمادية في صفوفها أتخذ التنظيم :
-مبدأ التعيّين السري لقياداته حفاظا على أرواحهم .
– المطالبة من الولاة الجدد لخلافة المقتولين أخفاء هوياتهم وتقليص تنقلاتهم وأبقائها طي الكتمان أن أمكن .
– نشر التنظيم معلومات خاطئة ومضللة في بعض الأوساط التي يشكُ في ولائها .
– تسريب معلومات حساسة بشكلٍ متعمد ألى الذين يُشكْ في تخابرهم مع التحالف أو القوات العراقية أو السورية ومراقبة نتائج ذلك ، فأذا وصلت المعلومات المسربة ألى تلك الأطراف المعادية فأن ذلك يعني أثبات الخيانة على الوسيط المشكوك فيه ، لتنطلق آلات الأعتقال والتعذيب والموت في العمل الداعشي .
– كثّف التنظيم من الدوريات التي تستهدف أعضاءه المقاتلين بشكل مفاجيء على الطريق العام أو في بيوتهم أو أي مكانٍ آخر .
– مصادرة هواتفهم للتأكد من محتوياتها ومن وجودها على المواقع المعادية مثل ( جي بي أس ) المحظور .
– وصل الأمر من السماح لأمراء التنظيم بأعدام أي شخص مشكوك ولاءه فقط أعتماداً على هذهِ الأدلة .
لذلك بادر الكثير من قياداته في الأنبار الهروب ألى تركيا والتخفي ويؤكد التقريرأن من بين المختفين بشكل غامض من مارس لحد الآن هو المسؤول الأمني في ولاية البادية بعد نقله ألى العراق ، وألى جانب المسلمين والمنتمين ألى داعش طال شك التنظيم العشرات من المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق والذين قُتلوا غدراً وشنقا وبالرصاص بتهمة التجسس والعمالة ——